أخر الأخبار
هل كان قتل باسل الأعرج “مصلحة فلسطينية”؟!
هل كان قتل باسل الأعرج “مصلحة فلسطينية”؟!

عندما قال القائد الشهيد صلاح خلف " أبو إياد " مقولته الشهيرة ( أخشى أن تصبح الخيانة وجهة نظر ) قالها على قاعدة أنها قد تكون ضرب من المستحيل والخيال .

ولم يخطر بباله أن يتحقق ما كان يخشاه ، بل تجاوز الأمر ذلك لتصبح الخيانة في " زمن أوسلو" آيديولوجيا وليس فقط وجهة نظر .!

آيديولوجيا يفاخر بها ليلا ونهارا وعلى مرآى ومسمع من الجميع أبناء " خطيئة اوسلو ".!!

نذكر ما سبق بعد أن ظهرت مواقف غريبة بعد إغتيال العدو الأسرائيلي للقائد المجاهد باسل الأعـرج .!

فمنذ تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية في العشرين من يناير الماضي و رئيس السلطة الفلسطينية محمود عـباس ينتظر مكالمة تلفونية منه يدعوه لزيارته .!وفجأة هاتف ترامب عـباس للمرة الأولى يوم الجمعة الماضي، و ذلك بعد يوم واحد من إعلان بلاده أنها ستستأنف المساعدات المالية المقدمة للفلسطينيين ، و بعد ثلاثة أيام من اغتيال العدو الأسرائيلي ــ بالتنسيق مع أجهزة السلطة الأمنية ــ للقائد المجاهد باسل الأعرج .!

فهل كان قتل باسل الأعـرج " مصلحة فلسطينية " .؟!

( ألم يعلن محمود عـباس عشرات المرات أن التنسيق الأمني مع اسرائيل " مقدس″ ، وان استمراره " مصلحة فلسطينية " .؟! )

و يتساءل الشعب الفلسطيني الذي عاش لسنوات طويلة من الضياع السياسي والاقتصادي وفقدان الثقة بالقيادة ، وينظر إلى ضعف هذه القيادة ورئيسها كسبب رئيس في هذا الضياع الخطير والانزلاق بالقضية الفلسطينية نحو مزيد من السقوط المتتالي :

هل أصبح قتل مجاهدينا " مصلحة فلسطينية " في ظل التنسيق الأمني الذي لم يجلب لنا سوى الانقسام وتدمير النسيج المجتمعي ، والذل والعار أمام العالم باعتبارنا نعمل ومن خلال هذا التنسيق لخدمة وحماية الاحتلال ، ووكلاء عنه في قمع شعبنا ، وقتل كل روح وطنية فيه .؟!

ومن أين جاءت الجرأة لعـباس على مقايضة أبناءنا بمساعدات من المال المغموس بالدم الفلسطيني .؟!

وإلى متى وعـباس ليس لدية ما يقدمه للشعب سياسيا ، أو اقتصاديا ، ولا يملك إلا الضعف المزمن والتهاوي المستمر بالقضية الفلسطينية إلى الهاوية . ؟!

إن مجموعة الأحداث المتعاقبة على الساحة الفلسطينية تشير إلى أن الشعب الفلسطيني في واد وعـباس في واد آخر ، حيث انه يهوى الفشل إلى ابعد الحدود ، ويحترف الجمود عند مواقف ثبت بطلانها ، وما زال يصر على التصرف وكأنه خارج المعادلة السياسية الفلسطينية ، وانه لا يقيم وزناُ لنفسه ولا لشعبه ، ويغوى استخدام سياسات غير منتجة حيث يذكرنا عهده بآخر عهود الخلفاء العباسيين ، حيث أخذ منهم الخور والضعف والهوان مأخذا ، حتى صار الخليفة العباسي لعبة بأيدي بعض رجال العسكر من غير العرب ، ودمية بأيدي الجواري ، فوصل الأمر إلى أن أحد الخلفاء لم يدم حكمه لأكثر من يوم واحد، وفقئت عيناه وأصبح متسولا ليحصل على قوت يومه .!

تارة يقوم بفصل و طرد العديد من قادة و كوادر و عناصر حـركة فـتـح ونواب في المجلس التشريعي في حملة مستهجنة و غير مسبوقة ، و قطع رواتبهم تحت ذربعة " مناهضتهم للسياسة العامة لدولة فلسطين"، و اتهامهم بتهمة " التجـنح " في أسلوب غريب عن عادات و تقاليد شعبنا و ثورته في محاربة الناس بقطع أرزاقهم ، و غريب جدا عن أخلاقيات حـركة " فــتـح " ــ على الأقل في عهد ياسر عرفات ــ خاصة عندما يكون الحديث عن مناضلين امضوا حياتهم في السجون ، ومدافعين عن الأرض و العرض و المقدسات، و منهم من هو أخ لشهيد أو شهيدين ، و منهم من يعول عشرة أبناء .!

وتارة أخرى يؤكد أن التنسيق الأمني معد العدو بدأ منذ عام 2005 م وحتى يومنا هذا ، ولم ولن يتوقف التنسيق الأمني إطلاقا رغم أن "إسرائيل" تستغله لصالحها وللأسوأ .!

تارة يعلن أن القوات الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية تفتش حقائب تلاميذ المدارس بحثًا عن سكاكين لمنع العمليات ، و إنها عثرت في مدرسة واحدة على 70 سكينا في حقائب التلاميذ وجردتهم منها ، وأقنعتهم بعدم جدوى القتل أو الموت على الحواجز الإسرائيلية .!

و تارة أخرى يبرئ العدو من جريمة إعدام الشهيد عبد الفتاح الشريف من قبل أحد جنود الاحتلال في منطقة تل أرميدة وسط مدينة الخليل ، بعد أن كان ملقى على الأرض ولا يشكل أي تهديد على حياة المحيطين به من جنود للاحتلال أو المستوطنين، وأطلق الجندي الصهيوني الرصاص على رأسه من مسافة قريبة، و الجريمة موثقة بالصور .!

وليت الأمر قد توقف عند هذا الحد بل تعداه إلى اقتحام الأجهزة الأمنية للمخيمات الفلسطينية ، و الأشتباكات بين قوات الأمن و عناصر الحركة في مخيمات بلاطة و الأمعري و جنين و نابلس ، و قتل أبناء الشعب بالرصاص و الهروات واللكمات و الأحذية بدم بارد في تصعيد خطير في التعامل بين الفلسطينيين وخرقاً لمبدأ حرمة الدم الفلسطـيني .!

والسؤال المحير والذي لا نجد له تفسيرًا منطقيـًا :

لماذا لم تخرج الجماهير الفلسطينية في مظاهرات غاضبة ضد سلطة أصبح المشهد الفلسطيني في وجودها حالة من القهر والبؤس والكمد والغم والحزن والفقر المختلط بمهرجان نهب الوطن وتدمير اقتصاده وطمس هويته النضالية الممتدة على مدار قرن من الزمان .؟!

كيف نقرأ هذه اللامبالاة والخنوع والخضوع بين أبناء شعبنا على الذين قايضوا الوطن بثراء الفاسدين والمفسدين، وعلى طحالب الفساد والمتسلقين والانتهازيين والوصوليين والمنـتفعين الذين جعلوا من الوطن بقرة حلوب.؟!

كيف سكت هذا الشعب على هذا " الطابور الخامس " من الأفاقين والمنافقين والجبناء ومعدومي الضمير وفاقدي الانتماء والكرامة الذين فضلوا المتاجرة بدماء شعبهم وقضية أمتهم ووطنهم .؟!

وكيف صمت أبناء "حـركة فــتـح " الشرفاء الذين آمنوا بالثورة على ظلم الاحتلال ، وتربوا في مواقع العز وخنادق الثورة وسجون المحتل على لجم المأجورين والأنتهازيين والخارجين على مبادئ و ثوابت الحركة ، و الذين يحاولون شطب المحطات المضيئة في تاريخها ، و ينحرونها من الوريد إلى الوريد .؟!

أسئلة قد نجد لها الإجابة الشافية في الأيام القادمة من هذا الشعب الصابر والمجاهد الذي قدم خيرة أبنائه في " ثورة السكاكين " ليخرج ولد واحد ــ واحد فقط ــ شبعان من حليب أمه و رويان ــ كما يقول المثل الفلسطيني ــ ينزع من روزنامة تاريخ الشعب الفلسطيني ورقة هذه السلطة ، فتزول وأصحابها، ولا يبقى في الذاكرة الوطنية إلا نقطة سوداء صغيرة توحي بالعبر الكبيرة .!

وإذا كان " ابن العلقمي " قد و جد من يدافع عنه في كتب التاريخ رغم اسهامه في سقوط الدولة الأسلامية ، فإن المدافع عن " ابن العلقمي الفلسطيني " لن يجد في مجلدات القضية الفلسطينية سوى صفحات سوداء من كلمات ومواقف وشهادات ونصوص من شخص أعمى الله ــ سبحانه و تعالى ــ بصره و بصيرته عن شعبه .!