الفكرة الإصلاحية في فتح ليس إطاراً وطنياً فحسب
هذه الإجابة العفوية المٌقتضبة التي قدمتها لصديق إعلامي مصري مٌهتم بمجريات القضية الفلسطينية، أبدى سؤالاً مسٌتغرباً ( ما السر الذي يخلق هذا الكم من الإلتفاف الجماهيري والعربي والإقليمي حول الأخ مٌحمد دحلان وفكرته ، رغم أن الجهة المضادة له هي من تملك المال والسلطات والقرار ، وهي من تستطيع ان تقصي وتسجن وتفصل ؟؟! )
لا أنكر أنني للوهلة الأولى بعد قرائتي للإجابة التي أطلقت بعفوية دون تفكير،، إعتقدت أن إجابتي أتت تأثراً بحديث وكاريزما قائد وطني فتحاوي أعتز وأفخر به على الدوام وهو الأخ المناضل : سمير المشهراوي " أبوباسل " عندما قال في أخر الجلسات التي جمعتنا فيه كطلبة في الساحة المصرية .
لا نٌريد من أحد منكم شيئاً ، سوى أن تكونوا عائلة واحدة ، عائلة قوية يحكمها قانون المحبة لتشكل النموذج الحقيقي للجسم الفتحاوي الذي ناضل من سبقونا ونناضل نحن للوصول إليه ، لنٌنشئ بذرة تٌعطي ثمرة مٌثمرة في قضيتنا الوطنية .
ولكن ،، لم يكن هذا السبب الوحيد ، فمجرد التفكير في الحالة التي نعيشها إرتئيت العشرات من الأسباب التي توصل لذات النتيجة والإجابة التي كونت تلك العائلة ..
أولاً / على عكس الثمانيين ،، تجمعنا بقيادتنا العديد من العوامل المٌشتركة التي تجعلهم على مسافة صفر من تفكيرنا وهمومنا وأحلامنا .. يأتي في مٌقدمتها عامل السن الذي يمنع الفجوة بين تفكير الأجيال ، وأماكن سكناهم وطريقة نشأتهم ومولدهم.
فجميعهم وفي مقدمتهم القيادي محمد دحلان ، أبناء لأسر ميسورة الحال ترعرعت وعاشت وناضلت في المخيمات ولامست معاناتها وهمومها.
ثانياً / التماس المٌباشر بين القيادة والقواعد في كٌل الساحات ،، والمساحات المفتوحة للنقد والتطوير والتفكير والعمل والإبداع .
"وأدلل بموقف الأخ والقائد الوطني محمد دحلان أثناء المؤتمر الشبابي الأول الذي عقد في القاهرة حين أتى موعد تناول الغداء ،، عندما طلب من جميع القيادة الموجودة أن تتفرق بين الشباب لتسمعهم وتسمع أرائهم ومشاكلهم ، وكان أولهم يتنقل من طاولة لأخرى في حوارات مفتوحة بدون قيود"
ثالثاً / الحاضنة الأخوية الراسخة بين القواعد مهما تباينت وتمايزت الأراء في بعض الأحيان .
"وأدلل بما أعيشه ، وإحساس الطالب المغترب البعيد عن وطنه وأهله ، الذي تمٌر عليه المناسبات السعيدة منها والحزينة ، فيجد العشرات والمئات ممن يشاركون إياها، ليكتسب الشعور بالثقة والأمان بأن من خلفه أخوة يوجهونه عند الخطأ ويثنو عليه عند الصواب ، تلك الحالة التي يٌعبر عنها الكثير من الشباب في مختلف الساحات ، كلاً بأسلوبه وطريقته".
لا أٌريد الإطالة أكثر ، كون لرٌبما لدي الكثير من القناعات التي أدلل بها على إجابتي المقتضبة لصديقي العزيز..
المختصر في الأمر ، أننا نمتلك قيادة مٌناضلة حقيقية نفخر ونعتز بها على الدوام ، تقوى بنا ونقوى بها .. تشاركنا ونشاركها الفرح والحزن ، الموقف والقناعة ، حتى كونا عائلة جميلة ظهرت في أبهى صورها في المؤتمر الشبابي في القاهرة ، وفي اللقاء التشاوري في باريس ، وفي مؤتمر المرأة الأول في قطاع غزة .
-- السفينة وقبطانها ومٌجدفيها ومن يقطنون فيها ، تسير بقوة للإبحار نحو المستقبل، نحو نظام وطني سياسي إجتماعي ، قائم على الرؤى الثورية التي أقرها المؤسسين الأوائل ، والآلفة والمحبة التي سعوا وحاربوا لتأسيسها.