أخر الأخبار
عباس يواصل استفزازه ويمعن في تجاهل مطالب الآلاف بشأن «مجزرة الرواتب»
عباس يواصل استفزازه ويمعن في تجاهل مطالب الآلاف بشأن «مجزرة الرواتب»

رام الله-الكاشف نيوز: تجاهل رئيس السلطة محمود عباس، مطالب الآلاف في غزة بشأن مجزرة الرواتب، في اجتماعه مساء اليوم مع مركزية فتح، في مدينة رام الله ، حيث كان من المقرر مناقشة قضية الخصومات ومجزرة الرواتب التي طالت حقوق الموظفين العموميين في قطاع غزة.

عباس يفتتح استوديو ويتجاهل تظاهرات الرواتب

وفي خطوة استفزازية، ترك عباس الاجتماع وتجاهل تظاهرات الآلاف من أبناء غزة احتجاجًا على مجزرة الرواتب، وذهب لافتتاح استوديو اخباري جديد في التليفزيون، مكتفيًا بتشكيل لجنة للاتصال والبحث مع حركة حماس للتوصل إلى تصورات واضحة وحلول نهائية.

وفي الوقت الذي تجاهل فيه التليفزيون الرسمي تظاهرات مجزرة الرواتب وعرض مسلسل سوري، أشاد عباس بأداء التليفزيون، وقال:" نحن فخورون بكم، عاملين، ومهندسين، وعمال، ومذيعين، ومخرجين، وأضواء، هذا عملكم الله يعطيكم العافية وأتمنى لكم تحقيق النجاح ومن تقدم لآخر، هذه خطوة عظيمة إن شاء الله أن يكون الاستوديو القادم في القدس".

كما تغاضى عباس عن الجماهير الحاشدة في غزة المطالبة بوقف قرار الخصومات، وراح يحمل حماس مسؤولية الفقر والبطالة في غزة، بدلًا من وضع حلول لأزمة تقليص الرواتب التي طالت الموظفين العمومين في غزة.

كما انتفضت الأوساط الفلسطينية على هذا القرار، كونه شمل موظفي غزة فقط دون الضفة، في ظل ظروفٍ صعبة يعاني منها سكان القطاع منذ الانقسام قبل قرابة 11 عامًا.

الوقائي: عباس يتنصل من مسؤولياته

وفوق ذلك، أصدر جهاز الأمن الوقائي بيانًا أكد فيه أن عباس تنصل من مسؤوليته عن قرار دعوة موظفي المحافظات الجنوبية الاستنكاف عن العمل عام 2007 الصادر عن مجلس الوزراء في حينه .

كما أشار التعميم إلى أن صرف الراتب الأساسي أيضًا لموظفي المحافظات الجنوبية، يتعارض مع قوانين العمل والتعاقد الوظيفي، وفي ذلك إشارة إلى أن سلطة عباس قد تقدم على وقفه مستقبلآ مؤكدً أن السلطة ستعمل على إنهاء هذا الخلل " تدريجيًا"، وأن قرار الخصم لا رجعة عنه.

المصري: قرار عباس يخدم الاحتلال

ومن جانبه، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، هاني المصري، قرار حكومة التوافق الوطني برئاسة رامي الحمد الله، فرض خصومات على رواتب موظفي السلطة الفلسطينية في قطاع غزة، مقدمة لفصل الضفة الغربية المحتلة عن قطاع غزة.

وقال المصري، في تدوينة له عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «إذا لم تتراجع السلطة عن قرارها بخصم رواتب موظفي غزة تكون هي أحد الساعين لفصل الضفة عن قطاع غزة، وهذا يخدم الاحتلال أولًا وقبل أي طرف آخر».

وأضاف المصري في تدوينة أخرى: «غزة ليست حمولة زائدة، وهي صامدة رغم الحصار والتمييز وهي الوجع، تماما مثل القدس التي تهود وتؤسرل، ومثل مناطق (ج) التي تبتلع ويهجر أهلها، ومثل نابلس وجنين والخليل ورام الله وغيرها من المدن التي تعيش في معازل تنفصل أكثر وأكثر عن بعضها، ومثل مخيمات الشتات التي تحرم في العديد من المناطق من ابسط حقوقها المدنية وتتعرض في بعض المخيمات مثل اليرموك الى الإبادة والتهجير، وشعبنا في الداخل الذي يعاني ويصمد في بطن الحوت».

خطة ترامب لتنفيذ مجزرة الرواتب

في السياق ذاته، كشف موقع ديبكا الاستخباراتي عن خطة مبعوث الرئيس الأمريكي جاسيون غرينبلاد التي عرضها على رئيس السلطة محمود عباس خلال لقائهما بتاريخ 16 مارس الماضي والتي نشرت في تقرير حمل عنوان "مبعوث ترامب عرض على عباس 9 مطالب أحلاهما مُر".

ونص البند الثامن من المطالب التسعة في خطة ترامب على أنه يجب على السلطة الفلسطينية أن تتوقف عن تحويل أموال لقطاع غزة حيث يساهم الأمر بتمويل مصروفات حماس فما نسبته 52% من ميزانية السلطة الفلسطينية يتم تحويله لقطاع غزة.

واحتشد الآلاف من المتظاهرين، صباح اليوم السبت، في ساحة "السرايا" وسط مدينة غزّة، رفضًا لقرار حكومة الحمد الله، الاقتطاع من رواتب موظفيها في قطاع غزة، مؤكدين أن قضيتهم ليست فقط الراتب، وإنما العنصرية ضد غزة.

وردّد المتظاهرون عبارات دعت لإقالة رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمدلله، والتراجع عن القرار، وعدم المساس بحقوق المواطنين الأساسية، مؤكدين أن امتناعهم عن العمل منذ نحو 10 أعوام، كان بناءً على توجيهات الحكومة الفلسطينية آنذاك.

ويمكن القول، إن التجاهل وغض الطرف عن حقوق الشعب الفسلطيني أصبحت سمة سياسة رئيس السلطة محمود عباس، بدءًا من عقد مؤتمر المقاطعة الذي همش فيه أبناء حركة فتح، ثم سياسة التنسيق الأمني وسحب كروت (في أي بي) من أعضاء المجلس التشريعي بما يخدم أهداف الاحتلال وفصلهم من المجلس، ثم استفراده بالسلطة، وأخيرً وليس آخرًا تجاهله للمظاهرات الحاشدة في ميدان السرايا بغزة والتي طالبت بالتراجع عن تقليص رواتب الموظفين العمومين بالقطاع.