أخر الأخبار
هل ترسو الرياضة الأردنية لبر الامان ؟!
هل ترسو الرياضة الأردنية لبر الامان ؟!

عمان - الكاشف نيوز

اقتربت انتخابات الاتحادات الرياضية بشكلها ومضمونها الجديد، من اغلاق صفحة هامة، الهدف المستقبلي منها : تطوير الالعاب والعودة بها الى مسارها الصحيح لتعود الى درب الانجازات.
صحيح ان عديد من الاتحادات شهدت عملية التغيير، بعد ان ادمنت على «اشخاص» معينين لمدة سنوات، شهدت في ظل تواجدهم الألعاب تراجعاً ملموساً على كافة الصعد، الا ان الحال القادم يكتنفه الغموض الى حد كبير، قد يؤدي بالرياضة الى مسارات غير آمنة.
ما دفعنا الى هذا الاستنتاج، ان الانتخابات في «تكتلاتها» المعهودة، قد ادت الى خروج اندية ومراكز لها سمعة مميزة في الالعاب لنتائجها الواضحة محليا وخارجياً، من حسبة الانتخابات، مما ادى بها الى التلويح بتجميد الألعاب، نظراً لما افرزته العملية الانتخابية، باستلام اندية الدفة رغم بعدها عن منصات التتويج، وعدم قدرتها على امداد المنتخبات الوطنية بنجوم مميزين على غرار الأندية التي خرجت من اللعبة «الانتخابية».
الانتخابات وما يحيط بها، من اتفاقيات وتشكيل كتل، يعد حقاً مشروعاً، الا ان الرياضة بالوقت الحالي تحتاج الى فكر شمولي ينهض بالرياضات المختلفة، والتي اصيبت بالشيخوخة المبكرة، فهي لا تحتاج الى المزيد من «التقطيع» والفوضى التي ستؤدي بها الى الوراء اكثر فاكثر....فعلى سبيل المثال فان تجميد الارثوذكسي لكرة الطاولة بسبب التكتلات الانتخابية يعد خسارة للعبة، فالنادي قدم العديد من العناصر للمنتخبات الوطنية على مدار سنوات، لانه يدرك اهمية رسالته نحو الرياضة الأردنية، وغيابه عن اللعبة سيفقدها بريقاً مهماً في مسيرتها المستقبلية، كذلك الامر بالنسبة لكرة اليد في النادي الأهلي الذي اثر الغاء اللعبة نتيجة خلافات سابقة مع الاتحاد.
ويبدو ان الأجواء مشحونة في اكثر من اتحاد، بعد انتهاء مرحلة الانتخابات، حيث ان آلية العمل في المجالس لم تتضح ولم تنضج بعد، حيث الفكر ينصب على عمليات الاقصاء دون تفكير، فهنالك من يتطلع الى انهاء عقد مدراء فنيين رغم ما يترتب على ذلك من خسائر مادية، وآخرون يتطلعون الى اجراء تغييرات في المناصب الخارجية (الاتحادات العربية والاسيوية والدولية)، كما تتعالى الأصوات في توزيع اللجان الداخلية، فهل هذا ما كان يسعى له الاشخاص من الانتخابات، منافع شخصية، لا هم عام مقصده النهوض بالرياضة!.
السؤال المطروح، هل التفرغ لعملية الاقصاء دون تخطيط، واجراء تغييرات غير مبررة يخدم الرياضة، أم يخدم أهداف شخصية؟
الجواب واضح، فالشمس لا تغطى بغربال، فاذا كانت ترى بعض المجالس الجديدة ممن تهوى التفرغ للحروب الشخصية، او «الانتقام»، ان التركيز يتمحور على تجميد شخصيات سابقة، فهذا امر غير مقبول ولا يخدم الالعاب، او ان تسمح المجالس بان يكون في عملها تدخل من «التكتلات» التي اوصلتها لادارة الاتحادات، بحيث يكون لها رأي في تشكيل اللجان، وفي اتخاذ اي قرار داخل المجلس، فان مسيرة العمل ستشهد الكثير من العراقيل، بحيث لن تنهض اللعبة مجددأ، مما يدعو اللجنة الأولمبية للحرص ومتابعة اي قرار للاتحادات، بحيث يكون القرار فيه من الاقناع وليس العشوائية!
اخيراً، يدرك الجميع ماذا تحتاج الرياضة الاردنية في الوقت الحالي، فلا احد يحتاج الى التذكير، فالمشهد على ارض الواقع ابلغ توصيف للوضع، دون «غش» او تزييف للأمور، فنتائج المشاركات اكبر دليل على وضع الاتحادات، فهي ما زالت تقبع بالمراكز الاخيرة، مما يستدعي ان تكون التدابير الجديدة تطوير الألعاب، وتحفيز الأندية على الارتقاء بنفسها، بهدف ايجاد قاعدة قوية تستند عليها الاجهزة الفنية لاختيار المنتخبات، وبالتالي الظهور بصورة مشرفة في المنافسات وعكس صورة ايجابية عن الرياضة الأردنية حتى ترسو على شواطىء الأمان.