أخر الأخبار
«عزمي بشارة».. رجل الفتنة الذي صنع «أزمة تميم»
«عزمي بشارة».. رجل الفتنة الذي صنع «أزمة تميم»

القدس المحتلة-الكاشف نيوز:مع كل أزمة تختلقها دويلة قطر يبرز اسم الفتي المدلل للأمير القطري تميم بن حمد، ومن قبله والديه «حمد وموزة».. ذلك الفتي هو عزمي بشارة، الذي سعى لتنفيذ المخطط الإسرائيلي بتدمير الدول العربية، فحاز على ثقة حكام قطر المتعاقبين، بعدما وجدوا فيه المخطط والمحرض على تنفيذ أطماعهم بالحصول على زعامة عربية في المنطقة، التي باتت محجوزة لثلاثة دول كبار هي الإمارات والسعودية ومصر.

التصريحات الأخيرة لأمير قطر والتي أغضبت دول الخليج والعالم العربي، بعدما هاجم فيها دول الخليج، وأشاد بإيران، ووصف علاقات الدوحة بطهران بالقوية، أعادت للأذهان اسم الفتى الحاقد على العرب، والذي هاجم غير مرة دولاً عربية من أجل إرضاء سيده "تميم"، باعتباره المحرض على هذه التصريحات، وقد يكون هو من كتبها بيديه، فيكيف وصل "عزمي بشارة لهده المكانة من السيطرة على تميم ومن قبله أبيه حمد بن خليفة آل ثاني.


عندما كان تميم طفلاً

يقول الكاتب الصحفي محمد الباز: "كنت أفتش في إطار اهتمامي بكل ما يتعلق بالأسرة الحاكمة في قطر، عن سر قوة ونفوذ عزمي بشارة، في الدوحة، ودون عناء سمعت ما فهمت منه أنه مقرب من حمد وموزة وابنهما تميم لدرجة كبيرة.

ويضف "الباز": "شاهد عيان قال لي إنه رأى عزمي بشارة يقف على باب الأمير تميم وهو ولى للعهد، ينتظره حتى ينتهي من شئونه الخاصة، ليجلس معه ما يقرب من الساعة كل يوم، ليتحدث معه ويشرح له ما يدور في العالم من أحداث، ويفسر تشابكات السياسة وتعقيداتها، ويطلعه على آخر ما صدر في العالم من كتب.


وتابع: عرف محدثي بعد ذلك أن هناك جلسة يومية بين عزمي وتميم، يقوم فيها المفكر الفلسطينى الأصل بدور معلم الأمير، ولأن حمد وموزة يثقان فيه بلا حدود، فقد جعلاه مسئولا عن تربية وتنشئة ابنهما حاكم المستقبل سياسيًا.

عزمي داخل القصر

بعد أن أصبح تميم حاكما للبلاد ووالده الشيخ حمد لا يزال حيا، كان أن ازداد نفوذ المعلم الأول، كانت الجزيرة لا تزال تحت سطوة وسيطرة حمد بن جاسم رئيس وزراء ووزير خارجية قطر السابق، الذى تعامل البعض مع خروجه من السلطة على أنه انقلابا ناعما لصالح الأمير الابن، بتخطيط من الشيخة الأم وتنفيذ واستسلام من الأمير الأب، ولذلك بحث بن جاسم عن مناطق نفوذ يحتفظ من خلالها بسطوته، فلم يجد إلا الإعلام، الذى حاول أن يبعده عن نفوذ وتأثير تميم.


ولأن الأمير الشاب كان لا يزال عودًا طريًا، فلم يرد أن ينازع حمد بن جاسم فيما يريد، ولجأ إلى عزمى بشارة ليكون مسئولا عن مؤسسة إعلامية جديدة، بعيدة عن مؤسسة الجزيرة التى كانت قد فقدت كثيرا من مصداقيتها فى الشارع العربى بعد موقفها من الثورات التى توالت فى أعقاب ثورة تونس.

ظهرت إلى النور جريدة العربى الجديد، وفضائية العربي الجديد، برئاسة ورعاية عزمي بشارة، ورغم أنهما لا يزالان بلا قدرة على التأثير، إلا أن معالجاتهما للشأن المصري تحديدا تشير إلى أن عزمي ليس إلا خادما أمينا لدى أمير قطر، ينفذ ما يريده وما يرغبه، فلا يمكن أن تجد حقدا أو كراهية على مصر في أي وسيلة إعلامية في العالم مثلما تجد في العربي الجديد، جريدة وفضائية.


الحاقد

لم يكن أكثر المتشددين يتوقع وجود أحد على هذه الأرض يكن حقداً للعرب، بهذا القدر الذي يكنه "بشارة"، بعدما ورث الكراهية عن أسرته.. فوالده "أنطوان" كان عضواً نشطاً بالحزب الشيوعي "الإسرائيلي"، وعرف عنه أنه متحمس لقرار تقسيم الأرض الفلسطينية، أما والدته التي عملت بسلك التدريس، فقد عرف عنها علاقاتها المشبوهة مع أجهزة الأمن الصهيونية، الأمر يفسر حجم الكراهية التي يكنها "بشارة" للعرب والدول العربية، والقضية الفلسطينية، لدرجة أن نائب رئيس الشرطة والأمن العام بإمارة دبي، الفريق ضاحي خلفان، دعاه للعودة للكنيست الإسرائيلي ليخبرهم بفشل مخططهم الذي قال إنه يهدف لتقسيم دول الخليج العربي وتفكيكها، ولكن هذا يدفعنا للسؤال من هو عزمي بشارة؟

«بشارة» في سطور


هو مسيحي فلسطيني ولد بمدينة الناصرة في يوليو عام 1956، وترعرع في محيط يملؤه التناقضات السياسية والصراع الفكري، تأثر بالحالة المحيطة به منذ دراسته الثانوية من خلال مشاركته في تأسيس اتحاد الطلاب الثانويين العرب، حيث درس في المدرسة المعمدانية في الناصرة، وبعد التحاقه بالجامعة شارك في قيادة الحركة الطلابية الفلسطينية في الجامعات الصهيونية لسنوات، ثم التحق بالحزب الشيوعي المعادي للصهيونية منذ عام 1974، حيث كان يدرس في جامعة حيفا، ثم درس إلى الجامعة العبرية في القدس وبعد ذلك سافر إلى ألمانيا ليكمل دراسته في جامعة هومبولت في برلين ليتخرج بشهادة دكتوراة في الفلسفة عام 1986م.

ومنذ عودته من ألمانيا عمل بشارة في جامعة بير زيت في الضفة المحتلة وترأس فيها إدارة قسم قطاعات الفلسفة والعلوم السياسية، ومنذ عام 1990 أنتقل للعمل في معهد فان لير في القدس المحتلة حتى ترشحه للكنيست عام 1996.


شارك بشارة في النزاع التنافسي السياسي داخل عرب48 في فلسطين المحتلة وأنشأ التجمع الوطني الديمقراطية وحصل على عضوية الكنيست الصهيوني لثلاث مرات حتى قدم استقالته عام 2007 للقنصل الصهيوني في مصر. ومنذ تلك الفترة وهو يتنقل بين الأردن وقطر وعدة دول ليقوم بدور الموجه والمحلل السياسي والناقد للحراك السياسي في العالم العربي.

متعجرف وأناني

يقول الكاتب الصحفي زهير أندرواس: "إن بشارة الذي نشأ في قرية ترشيحا، ولد لأب نشيط في الحزب الشيوعي (الإسرائيلي)، ومتحمس لقرار التقسيم يدعى أنطوان، ولوالدة تعمل في سلك التدريس عُرفت بعلاقاتها المشبوهة مع أجهزة الأمن الإسرائيلية، وانتقلوا في عام ولادته إلى مدينة الناصرة قلب الجليل ومرتكز حياته، حيث اشتغلت والدته بالتدريس فيما عرف عن والده نشاطه الحزبي مع الشيوعيين".

أما عن المعهد الذي عمل فيه بشارة أثناء حصوله على عضوية الكنيست الصهيوني فيقول التقرير إن بشارة كان نائباً لرئيس معهد فان لير الصهيوني وهو معهد متخصص في الواقع الصهيوني ومستقبله ورسم السياسات ودراسات الهوية وقضايا المجتمع.


رجا اغبارية، سكرتير حركة "أبناء البلد" أحد أهم الحركات الداعمة لفكرة "التجمع" التي تزعمها عزمي بشارة، قالت عنه إنه "شخصية متعجرفة وأنانية وتستغل الأبعاد الطائفية لمصلحة بقائه رأساً في سلم التجمع".


أما عبد الله نمر من كفر قاسم، داخل إسرائيل فيقول حول تجربته مع عزمي بشارة: "أثناء الترتيب للانتخابات المحلية للأحزاب العربية في الداخل المحتل لاحظت أنه سريع الغضب، متكبر، استعلائي، دكتاتوري في قراره، لا يلتزم بالأخلاق، أخلاق الصحبة، ولا يرد المعروف لأصحابه إلا بالنكران".


أما الدكتور عادل سمارة فيذهب في شهادته إلى حد تخوين عزمي بشارة، حيث يعتبره ظاهرة مركبة ويقول: "لعل أخطر ما في المثقف هي قدرته على اكتساب الشخصية الأكثر سوقاً ورواجاً وفي الوقت المناسب، ناهيك عن استعداده وقدرته بحكم الثقافة على التلون والتكيف بشكل عام، هنا تعود إلى الذهن مسألة المثقف العضوي الثوري، والمثقف المرتشي والمنسلخ عن طبقته وحتى أمته بحيث يصبح مثقفاً عضوياً بالمعكوس أي لصالح نظام الحكم والطبقة التي كان يفترض أن يكون معادياً لها، هذا اللون من المثقفين هو مثقف المرحلة المهزومة ومقتضياتها" .


الخائن يرتدي لباس الوطنية

يقول الكاتب عاطف الجولاني: "إن بشارة الذي كان عضواً في حزب راكاح (الحزب الشيوعي الإسرائيلي)، الذي يعترف بالكيان الصهيوني بكل فخر، وبالتالي فهو حزب غير قومي بغض النظر عن وجود عناصر كثيرة طيبة في أوساطه، لكن بشارة غادر هذا الحزب ليولد من جديد "كقومي" متحمس! ولكنه قومي من طراز عضوية الكنيست التي تقسم الولاء لدولة اليهود، وتظل "قومية" تطالبنا بالتصفيق لها!. ونفس شخصية بشارة هي التي تجمع بين الأكاديمي، وبين العلاقة الخاصة بأنظمة الحكم سواء الصهيوني الدموي أو الثوري الديكتاتوري، وبين قيادة حزب وعضوية برلمان.

وفوق هذا وذاك يرأس بشارة نفسه منظمة "مواطن" في رام الله وهي منظمة غير حكومية ممولة من الإدارة الأمريكية وحكومة ألمانيا، ومن المهم الإشارة إلى أنها أدوات تطبيع مع الكيان وتسويق الهيمنة الامبريالية في الوطن العربي.

ويضيف: "وهكذا يجمع بشارة بين التمويل الصهيوني لحزبه كونه عضو كنيست، وبين القومية العربية، والتمويل الأمريكي، وتقديم تقارير عن الوساطة بين الحكومة الصهيونية والنظام السوري، والمنظمات غير الحكومية والصداقة مع السوريين".


ما خفي كان أعظم

يقول الذراع الأيمن ومساعد عزمي بشارة، زاهد عزت حرش، في مقالة عن بشارة: "إن هناك الكثير من الأخطاء الكامنة المستترة في مسيرته تحت ستار "المخفي أعظم"، لقد حصل الدكتور عزمي على أول دفعة دعم دولاري من صندوق فورد وهو صندوق أمريكي له زبانيته الخصوصيين، وكانت الدفعة الأولى على ما جاء على لسان مقربيه بقيمة 4 ملايين دولار...".


ثم يقول: "إن من عملوا وما زالوا يعملون مع الدكتور عزمي في حزبه وجمعياته يعرف أن هناك الكثير من علامات الاستفهام حول النجاحات الإعلامية "الخارقة" التي حققها خلال سنوات ظهوره السياسي العشر، ومن عملوا أو ما زالوا يعملون معه في حزبه وجمعياته المنتشرة في الجليل، والناصرة وحيفا خاصة، يعرف الكثير مما قد يقوم به أو يرتكبه، ويعرفون أنه تحالف استراتيجي، جاء ليصد الهجمة الأصولية للحركة الإسلامية".


ويذكر "حرش" في مقالته أنه في أعقاب أحداث الروحة التي جرت في مدينة أم الفحم عام 98 واقتحام القوات الصهيونية للمدرسة الثانوية وجرح 400 طالب وشخص في المدينة. طالبت شخصيات سياسية عربية برلمانية وحتى يهودية بتشكيل لجنة تحقيق إلا أن بشارة عرقل تشكيل هذه اللجنة أثناء جلساتها في الكنيست بأساليب غوغائية وصبيانية تارة عبر مغادرة الجلسات وأخرى عبر تصريحات شلت التوجه نحو اتخاذ مثل هذا القرار".


عزمي في مهمة إسرائيلية خاصة

يقول الصحفي الإسرائيلي أمنون ابراموفيتش للقناة الإسرائيلية الأولى في يناير 2001: "إن بشارة يقوم بتنفيذ مهمات لصالح الحكومة الإسرائيلية عند زيارته لسوريا، عزمي بشارة كان يلتقي مع رئيس الوزراء أيهود باراك قبل كل زيارة لدمشق، وكذلك مع رئيس جهاز الموساد داني ياتوم، وقد تعوّد على تقديم تقارير لياتوم عند كل زيارة إلى سوريا".


ويزيد على ذلك أن سكرتير الحكومة أسحاق هيرستوغ، صرح بأن كل زيارة يقوم بها بشارة إلى سوريا يتم إصدار أمر خاص غير رسمي من الحكومة لهذه الزيارة.

ويضيف التقرير أن بشارة زار الأردن ثلاثة مرات قبل اتفاقية العرابا وفتح علاقات كاملة بين إسرائيل والأردن وفي هذه يقول الدكتور عادل سمارة ما نصه: "كانت إحدى زياراته إلى عمان قبل عام 1995، قبيل افتضاح نواياه لدخول الكنيست، حيث قدم ورقة كَشَفَ خلالها عن دعمه لدخول الكنيست وتشجيع المشاركة في انتخابات مجلس أوسلو (التشريعي) وحين عودته زارني في مكتب مجلة كنعان وناقشني في الأمر دون أن يعلن ذلك وحيث أوضحت له موقفي القاطع، كان هذا آخر عهدنا ببعضنا".

«أسرلة» المجتمع العربي وإنهاء حلم العودة

اتهمته حركة أبناء البلد (مجموعة رجا اغبارية) بالسعي لأسرلة المجتمع العربي في البلاد، عبر طروحاته وتحديداً دولة كل مواطنيها، حيث يعمل جاهداً لتحقيقها، وهو ما يعني إلغاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين والسماح للمواطنين العرب بدخول الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.

ويطرح بشارة في محاضراته دائما مواضيع حول الليبرالية وحقوق المواطنة دون التفرقة بين الجنس واللون والدين، محاولة إنجاب فكر قومي ليبرالي عربي جديد، كوسيلة لتزعم واعتلاء حركة الربيع العربي.


عام 2006 زار نواب عرب في الكنيست الإسرائيلي سوريا، على إثرها بدأت الحكومة الإسرائيلية تتهمهم بالتعاون مع عدو لها، وفي العام نفسه قرر رئيس المحكمة العليا اهرون باراك أن حصانة بشارة تمكنه من إلقاء الخطابات السياسية مهما كانت قوتها وقسوتها وكتب باراك في القرار: "يمكن أن نرى في خطاب بشارة كدعم لتنظيم إرهابي ولكن ليس فيه دعم للكفاح المسلح لمنظمة إرهابية".

وفي أثناء اندلاع الحرب بين حزب الله والكيان الصهيوني من العام 2006، كانت صحيفة الأخبار اللبنانية تجري اتصالات مع بشارة، وقد اشتكى للصحيفة سقوط الصواريخ في القرى العربية.


ويضيف الكاتب إن اتصالات بشارة مع صحيفة الأخبار المقربة من حزب الله كانت كحلقة وصل بالحزب، حيث كان يخبرهم بأن صواريخهم تسقط في الأماكن العربية.

كانت تلك بعض خطايا «عزمي» الذي سعى لتدمير العرب مستعيناً بأموال «تميم»، لكن خطاياه هذه المرة جعلت الخليج ينقلب عليه بعدما ورط الأمير القطري في تصريحات أقل ما توصف بأنها «ساذجة».. فهل فقد «عزمي» عقله.