أخر الأخبار
إسرائيل تبحث عن خطر ؟!
إسرائيل تبحث عن خطر ؟!

بصورة دورية وخلال مؤتمر « هرتسيليا » الذي يعقد سنويا ويحضره مسؤولون سياسيون وعسكريون وامنيون إسرائيليون، يعاد طرح السؤال الاستراتيجي والمركب من هو الأكثر خطرا على امن إسرائيل ؟ أما الجهات أو المخاطر المطروحة ومنذ سنوات على طاولة البحث هي كالتالي: حزب الله ، حماس ، المنظمات الإرهابية كداعش والقاعدة وغيرها .
هذا العام طُرحت نفس الجهات باعتبارها تمثل خطرا على إسرائيل، إلا أن التقديرات لطبيعة خطر هذه الجهات الثلاث بحسب المشاركين في المؤتمر أشارت إلى تراجع منسوب الخطر على « امن إسرائيل « بشكل عام من الأطراف الثلاثة، وفي تلخيصي الشخصي لتلك التقديرات التي جاءت خلال المؤتمر مبعثرة فان تنظيم داعش الإرهابي الذي لم يكن أصلا يشكل خطرا حقيقيا على إسرائيل منذ ظهوره على الساحة العراقية – السورية في أواخر عام 2014 ، ولم ينفذ أي عمل عسكري ضد إسرائيل، يعاني حاليا من تراجع كبير في مصادر تمويله وفي قدراته العسكرية بعد معارك الموصل والهزائم التي مني بها في سوريا.
أما حماس فهي ومنذ سقوط نظام الإخوان المسلمين في مصر برئاسة محمد مرسي فإنها تعاني من أزمة مالية خانقة ومحاصرة جغرافيا، وجاء الخلاف القطري من جهة والسعودية ومصر والإمارات والبحرين من جهة أخرى ليعمق أزمتها المالية والسياسية والتنظيمية بحيث أصبحت الآن تبحث عن طوق نجاة يخرجها من مستنقع الانهيار، ويبدو أن التفاهمات التي رعتها القاهرة بين القيادي الحمساوي يحيى السنوار والقيادي الفلسطيني محمد دحلان مؤخرا كانت خطوة من خطواتها في عملية البحث عن الذات والنجاة والخروج من المأزقين الوطني والإقليمي.
أما حزب الله فهو من الناحية العملية لم يعد يشكل خطرا على إسرائيل منذ نهاية حرب عام 2006 ودخوله الحزب «سجن» قرار مجلس الأمن الدولي 1701 في تاريخ 14 آب عام 2006 الذي «كبل» الحزب وسمح بعودة الجيش اللبناني إلى الجنوب رغم التهويل الكبير من قبل نصر الله بان حزبه انتصر على إسرائيل في نصر اسماه « النصر الإلهي « الذي كلف لبنان عشرات المليارات من الدولارات وهو الذي مازال يعاني من الآثار الكارثية لهذا « النصر الإلهي « لحسن نصر الله على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي ، وبسبب ذلك « النصر الإلهي « لم يجد نصر الله أفضل من توظيفه في الداخل اللبناني لابتزاز أبناء شعبه من المعارضين له فقام باجتياح بيروت الغربية في العاشر من أيار عام 2008 ، وباعتقادي كان هذا هو « النصر الإلهي « الذي خطط له نصر الله وليس النصر على إسرائيل التي رأت وقتها أن بندقية إيران اللبنانية ممثلة بنصر الله وحزبه قد توجهت بعيدا عنها.
اُستكمل اغتراب سلاح نصر الله وحزبه في بدايات عام 2012 بعد أشهر من اندلاع الثورة السورية وبات هذا السلاح المرهون لقرار « قم « موجها إلى صدور أبناء الشعب السوري والثوار وغابت إسرائيل عن مشهد « العداوة « للحزب رغم أنها لم تغيبه ومع كل ضعفه لحظة عن أجندتها كعدو منذ ذلك التاريخ والى الآن .
لقد اغتالت إسرائيل جهاد ابن عماد مغنية عام 2015 من قبل طائرة إسرائيلية بصواريخ لموكب كان يقله في القنيطرة السورية، بقيادة الإيراني أبو علي الطبطبائي « وبعد أشهر وتحديدا في 19 ديسمبر من عام 2015 اغتالت إسرائيل سمير القنطار في جرمانا جنوبي دمشق ومعه عدد من ضباط الحرس الثوري الإيراني وقياديين من حزب الله، وبعد ذلك وقبله شن الطيران الإسرائيلي عشرات الغارات على قوافل سلاح إيرانية كانت متوجهة من سوريا لصالح حزب الله، ودائما كان رد حزب الله كما كانت سياسة الاسد الاب والابن «ضبط النفس»، واختيار «مكان وزمان المعركة « !
في الجولة الاخيرة لاجتماع « الاستانة « توصل المجتمعون مبدئيا الى خارطة محددة لشكل سوريا «الامني والعسكري» ليس لحزب الله مكان فيها، وفي المعلومات حيث ستشرف روسيا وتركيا على المنطقة في شمال سورية، وإيران وروسيا على المناطق التي ستنشأ في وسط سوريا ، وستشرف روسيا وحدها على المنطقة الأمنية في الجنوب القريبة من حدود هضبة الجولان وعلى محافظة درعا القريبة من حدود الأردن).
في تقديري ان الدور الاخطر الذي كان موكلا لحزب الله هو الاقتراب من الحدود الاردنية والبدء بمشاغلة قواتنا المسلحة وتنفيذ اعمال تخريبية داخل العمق الاردني، وهو امر تم تقييده بفعل الجهد الملكي سياسيا مع واشنطن وروسيا وفي الاجتماعات الخاصة التى جرت في الاردن مؤخرا والتى كرست لمنع المليشيات الشيعية من الاقتراب من حدودنا ونجحنا في ذلك باقتدار