تسليم رئيس غواتيمالا الأسبق للولايات المتحدة لمحاكمته
غواتيمالا-الكاشف نيوز
سلمت غواتيمالا رئيسها الأسبق، الفونسو بورتيو (2000-2004)، الجمعة، إلى الولايات المتحدة ليحاكم بتهمة تبييض سبعين مليون دولار من أموال الحكومة عن طريق مصارف أمريكية.
وأصبح بورتيو بذلك أول رئيس سابق لدولة في أمريكا اللاتينية تسلمه بلاده إلى الولايات المتحدة.
وقال الرئيس الأسبق البالغ من العمر 61 عاما، قبل الصعود للطائرة التابعة لسلاح جو بلاده تحت حراسة عناصر شرطة أمريكيين: “الى اللقاء يا شعب غواتيمالا”.
وأضاف بورتيو اذي كان يرتدي سترة سوداء ويحمل كتابين إن تسليمه إلى الولايات المتحدة عملية “خطف”، واتهم حكومة بلده بمخالفة القانون لأنه ما زال يواجه عددا من القضايا في غواتيمالا.
وقال: “قاموا بعمل غير قانوني ضدي منذ البداية وانتهكوا حقوقي”، محملا الحكومة “مسؤولية أي شىء يمكن أن يحدث لصحتي”، بتعبيره.
ونقل الرئيس الأسبق من مستشفى عسكري في مدينة غواتيمالا كان يمضي فترة نقاهة فيها منذ أسابيع، بمن ون إبلاغه مسبقا إلى القاعدة الجوية وسط حماية مشددة.
وذكرت السفارة الأمريكية في بيان أن بروتيو “نقل بطائرة طبية مزودة بمعدات للقلب والجهاز التنفسي”، موضحة أن طاقم الطائرة يضم طبيبا وممرضة ومختصا في معالجة الأمراض التنفسية.
ورحبت واشنطن بتسليمه معتبرة إلى أنه “تأكيد مهم لحكم القانون” في غواتيمالا.
وقال وليام أوستيك، أحد الناطقين باسم وزارة الخارجية الأمريكية: “نشيد بالتزام سلطات غواتيمالا تعزيز حكم القانون ومكافحة الجريمة المنظمة والفساد”.
وكانت هيئة تحكيم أميركية دانت في كانون الثاني/ يناير 2010 بورتيو بسرقة ملايين الدولارات من الأاموال العامة وتبييضها عبر مصارف أمريكية وأوروبية، من بينها 1,5 مليون دولار كانت مخصصة لمدرسة في غواتيمالا.
وقال محاميه موريسيو بيريوندو إن تسليمه تم “خارج إطار القانون”، وإنه اقتيد “بالقوة”.
وكانت محكمة في غواتيمالا برأت بورتيو واثنين من الوزراء السابقين في عهده بالتخطيط للاستيلاء على 15 مليون دولار من وزارة الدفاع في 2001. وأكدت محكمة استئناف الحكم في نيسان/ أبريل.
وبورتيو كان عضوا في جبهة جمهورية غواتيمالا، الحزب الذي أسسه الديكتاتور السابق إيفرين ريوس مونت. ومونت أدين في العاشر من أيار/ مايو بارتكاب جرائم إبادة وجرائم حرب وحكم عليه بالسجن ثمانون عاما.
لكن محكمة في غواتيمالا ألغت الحكم وإعادة الدعوى إلى القضاء لإعادة المحاكمة، ما أثار تساؤلات عن النظام القضائي في البلاد.
وتجمع عدد من مؤيدي بورتيو وبينهم ماريو إسترادا المرشح الذي هزم في الانتخابات الرئاسية في 2011، أمام القاعدة الجوية للاحتجاج على تسليم الرئيس الأسبق.
وقال إسترادا إن “ما فعلوه غير إنساني لأن حياة الرئيس الأسبق أصبحت في خطر”. وأضاف: “قاموا بخطفه من المستشفى واقتياده”.
وألفونسو بورتيو القيادي السابق الجذاب الذي كان يطلق عليه بولو رونكو “الديك الأجش”، بسبب صوته الغريب، فر إلى المكسيك في 2005 قبل ترحيله إلى غواتيمالا في تشرين الأول/أكتوبر 2008.
وسجن في كانون الثاني/ يناير 2010 بعد أن حاول الفرار إلى بيليز غداة نشر الاتهام الأميركي.
وبورتيو ليس أول رئيس من أمريكا اللاتينية الذي يواجه اتهامات في الولايات المتحدة.
فقد طردت القوات الأمريكية في 1989 رئيس بنما حينذاك مانويل نورييغا من السلطة. وأدانه القضاء الأمريكي بعد ذلك بتهريب المخدرات ويمضي حاليا حكما بالسجن عشرين عاما في فلوريدا.