أخر الأخبار
الأردن ووصايتها على المسجد الأقصى
الأردن ووصايتها على المسجد الأقصى

فهمنا ان هناك محاولات يقوم بها جلالة الملك عبد الله الثاني لوقف الارهاب الاسرائيلي الذي يهدد القدس، وان جلالته يعمل بشكل متواصل باتصالاته مع الاسرائيليين والمجتمع الدولي لوقف تداعيات العملية البطولية التي نفذها فلسطينيين بدافع الدفاع عن المسجد الاقصى من تغول ووجود للجيش الاسرائيلي وشرطته ومستوطنية وما تمثله هذه السلوكيات من تحدي للعرب والمسلمين وانتهاك لمقدساتهم ومعتقداتهم الدينية ، فلو ان قوات الاحتلال كانت خارج المسجد الاقصى لاصبح موقع المواجهة خارجه ولكن ان تعمل اسرائيل على ان تخضع المسجد الاقصى لمواجهات فهذا التحدي الاكبر وتحديد الخيارات والممرات بان تكون مقاومة الاحتلال تتجه للعمق الديني والتاريخي على هذه الارض وعلى هذه المقدسات.

نعلم أن الدبلوماسية الاردنية النشطة سواء في منظمة اليونسكو والمنظمات الدولية عملت وبشكل دؤوب على وقف كباح المتطرفين الاسرائيليين وحكومة نتنياهو من عمليات صارخة لتهويد المسجد الاقصى وكان الفضل لتلك الدبلوماسية القرارين الصادرين من منظمة اليونسكو بخصوص القدس ومدينة الخليل ,لكن الاردن الذي يوقع مع الاسرائيليين اتفاقيات استراتيجية كقناة البحر الميت وتجاوز الفلسطينيين كطرف يمتلك الساحل الغربي للبحر الميت واستبعاده كشريك مؤثر فان ذلك يعني تجاوز للشريك الحقيقي للمشروع وهم الفلسطينيين وليس الاسرائيليين.

على كله حال الضفة الغربية للاردن كما سميت ما بعد النكبة ما زالت في وجهة نظر القانون الدولي هي محتلة من الاردن وتقع مسؤلية استردادها على عاتق الاردن وبدون تغيير في تضاريسها وخريطتها الجغرافية والسكانية بما فيها المسجد الاقصى وباقي المقدسات الاسلامية والمسيحية وفك الارتباط الذي وقعته منظمة التحرير مع الاردن لم تستطيع فيه منظمة التحرير حماية الارض والبشر من تغول الاستيطان واطماع الاحتلال ولذلك ايضا فك الارتباط في القانون الدولي مع منظمة ليست عضو في الامم المتحدة ليس مبررا قانونيا بان لا تقوم الاردن باسترداد ما فقد منها في الحرب اما قضية تقرير المصير للشعب الفلسطيني تاتي ما بعد تحرير الضفة وغزة.

الأردن تمتلك اوراق ضغط قوية واكبر خط طول مواجهه مع اسرائيل وهي الدولة التي لها علاقات وحلفاء وتوازنات في المنطقة تجعل منها قادرة على الوقوف في وجه الاطماع الاسرائيلية واغلاقها ابواب المسجد الاقصى وهذا ما يأمله الفلسطينيين من جلالة الملك عبد الله الثاني بمواقف اكثر قوة وحسما.

السلطة غير قادرة في الدفاع عن نفسها وعن شعبها ومقدساته في تورط منظمة التحرير بما يسمى اتفاق اوسلو بل اصبحت السلطة تقدم التنازل تلو التنازل من اجل بقائها والحفاظ على مصالحها فقط.

اذكر جلالة الملك حسين رحمه الله واسكنه فسيح جناته هذا القائد العربي الشجاع الذي قال في مرحلة من المراحل "" كلنا فدائيون "" والجيش العربي الاردني الذي حسم معركة الكرامة وما قبل في حيفا ويافا واللد ، جلالة الملك الحسين الذي كان من ابرز قادة المنطقة والتي كانت تخشى اسرائيل من مواقفه وحسمه لكثير من القضايا فالاردن تستطيع ان تجمد او توقف اتفاقية وادي عربه وهذا ما هدد به جلالته اسرائيل عند تسميمها لخالد مشغل ومن ثم اعتقل عملاء الموساد وتم استبدالهم بالشيخ احمد ياسين.

في 25 سبتمبر 1997 استهدفه الموساد الإسرائيلي بتوجيهات مباشرة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والجهاز الأمني الإسرائيلي التابع لرئيس الوزراء. فقد قام 10 عناصر من جهاز الموساد بالدخول إلى الأردن بجوازات سفر كندية مزورة حيث كان خالد مشعل الحامل للجنسية الأردنية مقيماً آنذاك وتم حقنه بمادة سامة أثناء سيره في شارع وصفي التل في عمّان. اكتشفت السلطات الأردنية محاولة الاغتيال وقامت بالقاء القبض على اثنين من عناصر الموساد المتورطين في عملية الاغتيال عن طريق السائق المرافق لمشعل ، وطلب العاهل الأردني الراحل الملك حسين بن طلال من رئيس الوزراء الإسرائيلي المصل المضاد للمادة السامة التي حقن بها خالد مشعل، فرفض نتنياهو مطلب الملك حسين في بادئ الأمر، فأخذت محاولة اغياله بعداً سياسياً، وقام الرئيس الأمريكي بيل كلينتون بالتدخل وإرغام نتنياهو بتقديم المصل المضاد للسم المستعمل. رضخ نتنياهو لضغوط كلينتون في النهاية وقام بتسليم المصل المضاد. وصف الرئيس الأمريكي بيل كلينتون رئيس الوزراء الإسرائيلي بالكلمات التالية: «لا أستطيع التعامل مع هذا الرجل، إنه مستحيل».

قامت السلطات الأردنية فيما بعد بإطلاق سراح عملاء الموساد مقابل إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين المحكوم بالسجون الإسرائيلية مدى الحياة.

نتطلع جميعا لدور اكثر صرامة امام الاسرائيليين من جلالة الملك عبد الله الثاني لاجبار اسرائيل لفتح ابواب المسجد الاقصى وحمايته من التهويد وعلى طريق المواقف الخالدة لجلالة الملك الحسين رحمه الله.

واريد ان اذكر عندما حرق متطرف صهيوني المسجد الاقصى في عام 69م لم تنم غولدا مائير ليلتها خوفا من العرب والمسلمين الا انها استيقظت بعد نوم ساعات قلائل بان العرب والمسلمين نائمين لا ردة فعل لهم ونامل ان لا يستيقظ نتنياهو ليرى نفس الصورة فالمسجد الاقصى ان صمتم هذه المره سيهود ويفعل به الاسرائيليون ما يشاءون