أخر الأخبار
قُدس من ؟؟؟
قُدس من ؟؟؟

ما كانت سلطات الاحتلال تجرؤ على كل ما تقترفه الآن من جرائم وانتهاكات لولا انها عرفت ديّة القتيل العربي خلال خمس حروب تحولت خلالها بقاع عزيزة ومقدسة من الجغرافيا العربية الى غنائم .
اسرائيل اصبحت ضليعة في فقه ردود الافعال لدى من كانوا ذات عروبة غابرة اعداءها، وما قاله هنري كيسنجر تلميحا ثم صرح به آخرون حول ما يدور او يدار وراء الكواليس ها نحن نجني ثماره، وهي عناقيد من الدم، والسؤال المؤجل عدة عقود ينفجر الآن في وجوهنا جميعا وهو قُدس مَن؟ فهي في السراء قدس الجميع حتى هؤلاء الذين حذفوا الفارق بين المقدس والمدنس، لكنها في الضراء قدس اهلها المحاصرين بين فكي كماشة الاستيطان والاسرى في عقر وطنهم .
ان ما يرسله المقدسيون الان من رسائل او برقيات استغاثة لا يصل الى المرسل اليه، لأنه غيّر العنوان منذ زمن طويل، وهذه مناسبة لاستذكار ذلك البوستر الذي رسمه فنان اوروبي وهو رسالة كتب على غلافها تعاد الى المرسل، وما تغيّر ليس العنوان فقط، بل اللغة والذاكرة وما تم تدجينه من كتب التاريخ .
ان من حق القدس ان تردد مع الشاعر الكبير ما اكثر العربان حين تعدهم .. او ما قاله شاعر آخر وهو:
 اني لأفتح عيني حين افتحها
على كثير ولكن لا ارى احدا
كم هي الان وحيدة واشبه برمح مغروز في تراب يثرثر باللون الاخضر فقط في زمن التصحر والرّماد والخذلان .
ان ما كتب عنها يعيد الطريق اليها بالورق، وما اقترف باسمها يكفي لتحرير عشرين عاصمة، ومن يحاولون تهويدها يزعجهم حفيف زيتونها بالعربية الفصيحة، وما يرشح من مسامات حجارتها بدءا من السور حتى شواهد القبور مرورا بالجدران المتصدعة : قُدسُ من ؟؟ المقاوم ام المقاتل ام المُخاتل ام بائع لحم اخيه في مزاد الاحتلال !!