أخر الأخبار
الفيصلي كسب الرهان .. ونجح بـ أصعب إمتحان
الفيصلي كسب الرهان .. ونجح بـ أصعب إمتحان

القاهرة - الكاشف نيوز

كعادته في المنافسات الخارجية .. سجل الفيصلي حضوراً «استثنائياً» في افتتاح البطولة العربية للاندية، وانتزع فوزاً مستحقاً من الاهلي المصري في القاهرة، ليفرض نفسه منافساً قوياً يتطلع لأبعد من المشاركة فقط !
خرج الفيصلي من ستاد السلام في القاهرة، تاركاً خلفه «بطل مصر» وجماهيره تحت تأثير صدمة حقيقية ما تزال وسائل الاعلام هناك تتحدث عن تداعياتها حتى الان .. ولم يكن سهلاً ان تبدأ الموسم خارج القواعد بمواجهة أعرق وأقوى الفرق الافريقية على ملعبه، في مسابقة تحظى بأهمية بالغة على مستوى المنطقة، ومع فارق الاعداد والقدرات، وتسجل فوزاً تاريخياً سيبقى خالداً بالاذهان وقتاً طويلاً.
فاز الفيصلي وأغرق «مركب الاهلي» في بحر وسائل الاعلام المصرية .. تحليلات واسعة لاسباب الهزيمة، وتداعيات القت بظلالها على ادارة النادي التي سمحت بالمشاركة في توقيت «غير مناسب» كما ادعت بعض البرامج والخبراء هناك .. ليصل الامر الى معاقبة لاعبين امثال المخضرم عماد متعب الذي رفض الدخول بالدقائق الاخيرة للقاء، وصالح جمعة لاسباب تتعلق بعدم الالتزام الاداري، مع اصوات عالية تطالب برد فعل «حاسم» في لقاء الوحدة الاماراتي بعد غدٍ ضمن ذات المجموعة.
وبعيداً عن اقوال وسائل الاعلام المصرية والحديث عن موعد البطولة واراحة بعض اللاعبين وغياب المدير الفني حسام البدري، فان الفيصلي حقق الفوز في ظروف اصعب واكثر تعقيداً، خاصة وان لقاء الاهلي كان الاول له في الموسم مع نقص حاد في مستوى الاعداد والجاهزية البدنية والفنية.. اسماء جديدة تدخل الفريق للمرة الاولى وتنشد الانسجام وتصاعد مؤشر التحضير الذهني للدخول في اجواء التنافس.
توقعنا ان يقدم الفيصلي عرضاً جيداً غير مشروط بالنتيجة.. لكن ممثل الكرة الاردنية امسك بالمجد من كافة الاطراف، وقهر بطل مصر في معقله وامام جماهيره، وقدم نفسه مرشحاً كبيراً للمنافسة على صدارة المجموعة والتأهل لنصف النهائي على اقل تقدير، مؤكداً ان تخطي الاهلي بكل «ثقة واقتدار»، يتطلب فريق يمتلك «شخصية بطل».
فنياً، تعامل الفيصلي مع اصحاب الارض بـ حنكة، ونجح في تطويق مفاتيح اللعب لـ الاهلي دون اي عوائق، وقدم اداءً فنياً مقنعاً بالشوط الاول، قبل ان يغنم فرصة التسجيل ويضع نفسه بالمقدمة بـ «الثاني»، ليواصل بعد ذلك عرضه المتوازن، مُحكماً اغلاق المواقع الخلفية، مع امتداده للامام بحثاً عن التعزيز حتى صافرة النهاية.
قدم ممثل الكرة الاردنية وجهاً مشرقاً في افتتاح مشواره بالقاهرة، وأعطى انطباعاً ايجابياً عن بطل الدوري والكأس محلياً.. تجاوز بالروح والعزيمة معوقات «الجاهزية والتحضير»، وأكد بأن الاهلي يحتاج للكثير من أجل التفوق على «الازرق».
.. ماذا بعد؟
ثلاث نقاط جاءت من اللقاء الاصعب في المجموعة الاولى.. وآمال الفيصلي تتسع لتلامس التأهل الى نصف النهائي، لكن ذلك يتطلب مزيداً من التركيز والعطاء، خاصة وان نصر حسين داي الجزائري قدم مستوى لافت ايضاً امام الوحدة وحقق الفوز 2-0، ليشارك ممثل الكرة الاردنية في الصدارة.
بعد تخطي الاهلي، بات لقاء نصر حسين داي أكثر اهمية من أجل هدف أكبر.. الفوز في مواجهة الغد تعطي بطاقة التأهل نظرياً للفيصلي، وتضعه وحيداً في القمة قبل الجولة الاخيرة يوم الجمعة التي ستشهد لقاء الوحدة.
اظهر الفريق الجزائري قدرة عالية على التحكم بالايقاع امام الوحدة، وتميز بالروح القتالية العالية والتماسك الدفاعي والقوة الهجومية.. هو منافس بلا شك يشكل عقبة جديدة للفيصلي الذي أكد بدوره ان تواجده في القاهرة ليس لتسجيل مشاركة طيبة فقط.
حسابياً، فان فوز الفيصلي غداً مع تعثر الوحدة امام الاهلي، يضع ممثل الكرة الاردنية رسمياً في الدور القادم وفقاً لانظمة البطولة العربية سابقاً والتي ترتكز على المواجهات المباشرة للفصل بين الفرق المتساوية بالنقاط.. لكن التعادل امام نصر حسين داي لن يكن سيئاً ايضاً، ويبقي فرص الصدارة مشرعة حتى الجولة الاخيرة، ويعزز ايضاً التنافس على بطاقة افضل ثاني بين المجموعات الثلاث.
فاز الفيصلي وضاعف مقدار الثقة .. ورفع مستوى الآمال والتطلعات في البطولة العربية .. الانتصار على الاهلي في ملعبه ليس بالامر الهين، ومن ينجح بتحقيق ذلك، فهو بلا شك قادر على بلوغ المشهد الختامي والمقارعة على اللقب.