أخر الأخبار
كونفدرالية صهيونية
كونفدرالية صهيونية

*خرج علينا (البروفيسور الإسرائيلي غبرينيل موكيد) ومحرر مجلة ((الآن)) و “جيروزاليم ريفيو” بمقالة في (هارتس) بعنوان: ( الكونفدرالية بين إسرائيل وفلسطين والأردن هو الحل الأمثل للنزاع)؛ وينطلق من مفاهيم صهيونية محضة عندما يتحدث عن (أرض إسرائيل- فلسطين) لا تحتمل وجود دولتيْن بل يمكن ايجاد (إطار سياسي مشترك بين دولة فلسطين ودولة إسرائيل) بما يتيح لهما تحقيق التنمية الاقتصادية، والسياحية والتوافق الديني بشأن القدس وإحيائها وسكانها من الديانات الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلامية... أما على الجانب الشرقي من نهر الأردن فهناك دولة ذات صلات عديدة في الضفة الغربية، وذلك من عوامل تعزيز هذه الكونفدرالية.

*هذه خلاصة آراء (موكيد ) التي يطرحها – في تقديري- لقناعته (بموت حل الدولتيْن)، ولكنه يعبر عن وجود دولة (افتراضية وهمية) للفلسطينيين تفتقر إلى أركان الدولة وهي: الأرض والسكان والنظام، وهو بذلك يطالب الفلسطينيين بالتخلي عن حلم الدولة... وحق العودة، بينما يبقى ما يسمى (حق العودة اليهودي) متاحاً أبدياً. إن هذا التفكير الصهيوني يحوّل قضية حق الشعوب في تقرير المصير إلى (مشروع تجاري) لا يحمل أي مضمون قومي، ولا يعبر عن (هوية وطنية) أصبحت العنوان المعاصر لجميع الشعوب والأمم المعاصرة... والتي حرم منها الشعب العربي الفلسطيني على مدى قرنٍ من النضال سواء الوطني أم العربي.

*أما ما يدعو إليه (موكيد) من وراء هذه الكونفدرالية الهلامية، فهو (رجع الصدى) لتلك الآراء التي خرجت في وقت مضى تبشر (بوحدة الحوض المقدس) والتي تقوم على محو الهويات والقوميات في هذه المنطقة تحت ذلك الشعار... فهي (كونفدرالية) خيالية تفتقر إلى أركان الكونفدرالية والتي تتلخص:

بوجود دول مستقلة استقلالاً كاملاً وتاماً غير منقوص؛ ووجود مؤسسات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية قوية وراسخة وفعالة في تلبيتها حاجات المواطن الفردية والاجتماعية؛ وأخيراً وجود إرادة شعبية حقيقية تعبر عنها الشعوب بكل ما تحمله مصطلحات الديموقراطية والشفافية والمصداقية من معايير حضارية وثقافية وسلوكية.

 وأخيراً، أن وجود مناخات سلمية في المنطقة فرضتها ظروف القوى العسكرية، عالمياً وإقليمياً، والضعف السياسي، والاختلال الاقتصادي، والتخلف العلمي- التكنولوجي للنظام العربي لا يمكن أن يكون مسوّغا لقبول (فكر كونفدرالي عربي – إسرائيلي) للتعارض التاريخي والمستقبلي بين مشروعين: صهيوني عدواني النزعة والتكوين النفسي، وآخر، مشروع عربي افتراضي، إنساني النزعة والتكوين الحضاري.