أخر الأخبار
شرعيات الرئيس المتآكلة والمنتهية
شرعيات الرئيس المتآكلة والمنتهية

ثمة ما هو مهم بان دول الاقليم وأمريكا الدول الغربية  تفهم عبر اجهزتها المختلفة بان الرئيس عباس لا يمثل احدى الشرعيات في الساحة الفلسطينية وعلى مستوى الخيارات الشعبية والفصائلية أي الوطنية بشكل عام وبالرغم من ذلك فأن الشرعية لقيادة السلطة ومنظمة التحرير من الجامعة العربية ومن الادارة الامريكية والقوى الغربية متجاوزين مفاهيم الحريات وتقرير المصير ومبادئ الديموقراطية التي يتغنون بها صباحا ومساء واجازت لهم وتحت ذرائعهم صناعة الحروب الداخلية في بلدان الانظمة الوطنية يقودها الارهاب للفتك بتلك الدول وتحويلها لدول فاشلة او مقسمة وضرب مؤسساتها السيادية كالجيش والاقتصاد والثروة والامن ، اما الحالة الفلسطينية فمواقفهم تقفز عن كل تلك المعايير التي اجازتها مبادي الامم المتحدة ووثائق جنيف وملحقاتها ، ولذلك ليس بالضرورة تلك المعايير بل من الضرورة في أي حل امني اقتصادي للصراع على ارض فلسطين ان توجد قيادة تمتلك القرار ومزودة بأجهزة امنية قوية تستطيع تنفيذ الاتفاق بما تستخدمه تلك الاجهزة من ادوات قمع للحريات وما يسمونه التطرف الفلسطيني الذي ينظر للصراع بنظرة تاريخية وطنية ومتعلقة بقضية الحقوق ومشروعيتها وقضية تاريخ وتراث ومقدسات ايضا ، ولقد عبرت عن تلك الرؤية سابقا مستشارة الامن القومي الامريكي كونداليزا رايس وكذلك وزيرة خارجية امريكا هيلاري كلنتون ومن بعدها كيري ورؤية الحل الامني الاقتصادي بتحليل الواقع من ديموغرافيا لمستوطنات وتجمعات مدنية فلسطينية في الضفة لما يقرب من روابط مدن بشكل دولة عبر عنها مؤخرا رئيس حكومة الاحتلال ” بانه لن ينسحب من يهودا والسامرة ولأنها تمثل العمق الامني لما يسمى دولة اسرائيل “.

 اهمية عباس من هذا التوصيف وهذا التحليل تكمن في وجوده ووجود الاجهزة الامنية التي يصرف عليها 60% من موازنة السلطة وتدريب وقوات خاصة وقوات وشركات حماية لمقر الرئيس وتحركاته ، واذا ما اخذنا بالاعتبار تصريح احد قادة اسرائيل في عملية التفاوض حينما وصف الفلسطينيين بانهم متكالبين للوصول الى صفقة اوسلو وبأي ثمن ، هذا هو المفهوم الاسرائيلي لاي وفد مفاوض بعد ان تخلى عباس عن شروطه السابقة لاستئناف المفاوضات والعملية السلمية وهي الاسرى ما قبل اوسلو وتجميد الاستيطان وسقف زمني للمفاوضات .

قال مسؤول في البيت الابيض الامريكي  اليوم الاحد قال مسؤول بالبيت الأبيض، يوم الأحد، إن الرئيس دونالد ترامب سيرسل اثنين من كبار مساعديه إلى القدس ورام الله، هذا الأسبوع لمناقشة الخطوات المقبلة الممكنة فى مساعيه لاستئناف عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية.

وسيشارك في هذه الجولة جارد كوشنير المستشار بالبيت الأبيض وزوج ابنته يفانكا وجيسون جرين بلات أحد كبار مساعدي الأمن القومي. وسيصل جري نبلات إلى المنطقة اليوم الاثنين بينما يصل كوشنر يوم الأربعاء. وقال جري نبلات في تغريده له”متحمس للسفر إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية لمواصلة النقاش بشأن سبل إحلال السلام”.

اهمية الرئيس عباس تكمن بانه خسر شعبه وجاهز لإبرام أي اتفاق ثنائي مع اسرائيل برعاية امريكية ولن يعير أي اهتمام لدول الاقليم فانه يعتقد ان الرجل القوي والمتقلب المزاج ورجل الصفقات قد منحه الشرعية واستقبله في البيت الابيض والتقى به في بيت لحم ويعول عليه بممارسة الضغط على دول الاقليم وخاصة الاردن ومصر والسعودية والامارات في حال الوصول لاي صفقة وليس بالضرورة ان توافق عليها فتح وهي المتمردة على محمود عباس وفصائل فلسطينية لا تستطيع الجهر بموقفها لاعتبارات متعددة وحماس والجهاد ، وفي موازين القوى النمط الكلاسيكي لفتح المعبر عنه في حفلة المقاطعة ليس هو المعيار المناسب لموافقة فتح على أي مفاوضات او صفقة ثنائية بين عباس واسرائيل برعاية امريكية … وعباس جاهز لان يستخدم كل وسائله وبأجهزته في الضفة لخمد أي تمرد او اعتراض مع تطبيق ادوات اخرى وهي التسطيح الثقافي وقلب المعايير الوطنية بمعايير ثقافة الشيكل وثقافة السلام ، اما الجزء الجنوبي من بقايا الوطن المتمثل في قطاع غزة والذي يشهد تصعيدا تجاهه من اذعان اسرائيل لتخفيض الكهرباء والتهديد لاستخدام محكمة الدستورية العليا بقرار رفع الصفة عن التشريعي وحله ولحالتين امنيتين لا سواهما ولا تتعلق بالقضايا الوطنية الاولى : ان ترفع غزة بكل قواها اعلام الاستسلام لتكون غزة ملحق وليس شريك في أي عملية سياسية اما ثانيا : ان صمدت غزة واتخذت عدة اجراءات بمكونها الشعبي والوطني وتدفع لبرنامج سياسي كالكونفدرالية او الانفصال ، وبالتالي قد حقق عباس ما يطمح اليه منذ توليه الرئاسة بإحداث تهتك وطني ومؤسساتي وثقافي يمهد لأجواء من الضعف لا يستطيع الشعب وفصائله الوطنية ان تقاوم ما هو مفروض وات .

ومنذ تولي محمود عباس الرئاسة قام باتخاذ القرارات التالية :

1- الغاء الدائرة السياسية لمنظمة التحرير

2- الغاء مؤسسة الاسرى والشهداء ومؤسسة المحاربين القدماء

3- استحوذ على صندوق الاستثمار

4- احدث شرخ عميق في داخل حكة فتح

5- الغاء دائرة التعبئة والتنظيم في تونس

6- ضرب الوحدة الوطنية بتكريس الانقسام ومشاركا فيه ومؤسسا

7- استهداف فصائل كبرى في منظمة التحرير لاحتوائها مهددا ومتخذا قرارات مالية بخصوصها

8- ملاحقة نواب فتح ونواب من فصائل اخرى

9- انشاء المحكمة الدستورية العليا بما يخالف النظام الاساسي للسلطة

10- تجيير القضاء لقراراته

11- استخدام العقاب المادي وقطع الرواتب

12- التحريض واستخدام عدة قرارات وعقوبات ضد غزة والمطالبة بحصارها

13- التنسيق الامني المفرط وفي اتجاه واحد

14- في عهد الرئيس مبارك قام بتقييد شكوى ضد مصر للرئيس اوباما لتسهيلات لقطاع غزة

15- يهدد باستخدام قانون التقاعد المبكر ضد موظفي غزة

16- منع التوظيف والعلاوات والترقيات لأبناء قطاع غزة

17- التهديد بقطع رواتب الاسرى والشهداء استجابة للطرح الامريكي الاسرائيلي

يعتقد البعض ان رحيل عباس قرب ليس لعمره الافتراضي بل لمرحلة اخرى نعتقد ان الامريكان والاسرائيليين وان تباينت مواقفهم بالنسبة لعباس ولكنهم متيقنين بان أي رئيس قادم لن يستطيع تقديم تنازلات كما يقدمها عباس .. والسيطرة والحكم لتنفيذ السيناريو القادم للأجهزة الامنية في الضفة …. وطابت اوقاتكم