أخر الأخبار
ماذا يحمل فريق ترمب للسلام في زيارته القريبة للمنطقة..
ماذا يحمل فريق ترمب للسلام في زيارته القريبة للمنطقة..

قبل نهاية الشهر الجاري سيكون فريق الرئيس الاميركي دونالد ترمب للسلام قد عاد الى المنطقة مجددا وهذه المرة سيضم الطاقم الأميركي رفيع المستوى كبير مستشاري الرئيس وصهرة جيارد كوشنر ومبعوث الرئيس لعملية السلام جيسون غرينبلات ونائب مستشار الامن القومي للشؤون الاستراتيجية دينا باول.
وبالمناسبة هذه الزيارة هي ليست الاولى لهذا الفريق او احد أعضائه فقد جرت خلال الاشهر الماضية عدة زيارات كانت اخرها لمبعوث السلام غرينبلات خلال ذروة الازمة في المسجد الاقصى المبارك جراء محاولة الحكومة الاسرائيلية تغيير الوضع القائم في المسجد والحرم القدسي الشريف.
زيارات طاقم ترمب السلام في الاشهر الماضية كانت شملت الدول والاطراف المعنية باحياء عملية السلام والتقى مبعوث الرئيس الاميركي وعبرت كافة العواصم عن رؤيتها السلام.
وكان غرينبلات زار عمان خلال القمة العربية التي عقدت في نهاية اذار الماضي وبعدها أيضا، وقد كانت هذه الزيارات للاردن مناسبة لان يستمع الى شرح مفصل عن تاريخ القضية الفلسطينية وكافة الجهود والمبادرات التي بذلت في السابق واسباب اخفاقها وعدم وصولها الى الحل بما فيها جهود الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما التي توقفت في نيسان العام 2014 جراء تعنت رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو ورفضة احداث اي استجابة لتلك الجهود.
وكان طاقم البيت الابيض المكلف احياء عملية السلام قد بدأ العمل على وقع قوة اضافية منحتها تصريحات الرئيس ترمب مبكرا بانه سيبرم صفقة تاريخية كبرى لم يسبقه اليها احد، لحل الصراع في المنطقة، بل ان هذا الزخم اخذ وتيرة متصاعدة في ايار وحزيران الماضيين وقد افادت المعلومات آنذاك ان الرئيس طلب من مبعوثه غريبنلات المكوث في المنطقة الى حين اجراء مقاربة لاطلاق عملية السلام مجددا عبر لقاء ثلاثي كان من المفترض ان يعقد في واشنطن في نهاية حزيران او بداية تموز يضم الرئيس عباس ونتنياهو برعاية الرئيس الاميركي تنطلق على اثره المفاوضات لعدة اشهر قبل ان تتوسع اذا ما حققت تقدما جوهريا يخلق افقا لمواصلة المسيرة وتعميقها.
لكن هذا الزخم تراجع بعدها، ولم تعد تصدر من واشنطن إشارات مهمة في هذا السياق، حتى اندلعت ازمة المسجد الاقصى المبارك وتسارعت الاحداث اعتبارا من الرابع عشر من تموز الماضي لتنذر بانفجار كبير في المنطقة في الوقت الذي كانت فيه الشكوك تدور فيما اذا كان لا زال الرئيس الاميركي ملتزما بان يحدث الاختراق الكبير للصراع في المنطقة في ظل غياب اي ملامح عن خطته واستراتيجيته للسلام وفيما اذا كانت مثل هذه الخطة وضعت فعلا على طاولة البحث الجدي في البيت الابيض، علما ان فريق الرئيس لعملية السلام قام بكل ما يلزم من جولات استطلاعية وباتت لديه كل التفاصيل المتعلقة بالصراع، وايضا طرح هذا الفريق كل الاسئلة التي تهمه وايضا تم طرح عليه اسئلة كثيرة لاسيما من قبل الطرف العربي حتى لا تلاقي الجهود الجديدة مصائر الجهود الماضية التي كان حاصلها الاخفاق التام.
خلال الجولة القريبة التي سيقوم بها طاقم الرئيس الاميركي لدول وتشمل الاردن وفلسطين ومصر والسعودية والإمارات وقطر واسرائيل، يفترض ان يكون هذا الطاقم يحمل على الاقل اشارات واضحة حيال استراتيجية الرئيس ترمب حيال السلام بما يفسر بوضوح ماذا تعني الصفقة الكبرى والتاريخية بالنسبة له ؟ وان وجدت فما هي آليات العمل التي يتطلبها تنفيذ هذا الحل التاريخي ؟ لاسيما وان الرئيس الاميركي وطاقمه تابع عن كثب جولة خطيرة من الصراع في الاقصى المبارك، بل وعلم تماما ان ما حدث يمكن ان يتكرر في اي وقت وبوتيرة اكثر خطورة جراء عدوانية اكثر الحكومات يمينية في تاريخ اسرائيل والتي تعتقد انها استطاعت شراء الوقت اللازم لاجهاص خطط الرئيس ترمب قبل ان تبدأ بل وذهبت الى تحويل التركيز على سياقات وصراعات وازمات اخرى في الشرق الاوسط ، وما زيارة الوفد الاسرائيلي هذه الايام الى واشنطن برئاسة مدير الموساد يوسي كوهين للبحث في الصراع في سوريا كموضوع وحيد الا جزءا من خطط نتنياهو في تجاهل اي جهود للسلام بل واعطاء كل الاشارات انها لا تعني له شيئا.
زيارة الوفد الاميركي للسلام خلال الايام المقبلة الى المنطقة ستكون بمثابة (ضوء كاشف للنوايا )، وستجيب على السؤال الجوهري المتعلق بخطة الرئيس ترمب لاحياء السلام ؟ وباي اتجاهات ستذهب؟ وكيف سيتعامل الرئيس الاميركي مع القرار الاسرائيلي الدائم بتخريب اي جهد للسلام؟
في الوقت الذي كان العرب خلال كافة المراحل شريك موجود ولديه مشروعه ورؤيته لاحقاق السلام، في الوقت الذي اثبتت فيه قصص الفشل في كافة المراحل، ان ما كان ينقص في النهاية هو الضغط الاميركي الجاد لالزام الحكومة الاسرائيلية بالسلام واستحقاقاته والذي لم يكن يحدث وان حدث فقد كان يتوقف ولا يأخذ مداه الى النهاية، فهل تتحق هذه الحلقة المفقودة وتقوم واشنطن باكمال المهمة في عهد الرئيس ترمب؟!