أخر الأخبار
لماذا تسـتهدف القدس
لماذا تسـتهدف القدس

إنّ استهداف بيت المقدس من قبل الاحتلال الصهيوني بأشكال وصور مختلفة من حصار واقتحامات للمسجد الأقصى واعتداءات على المصلين وإجراء حفريات وغير ذلك، ليس أمراً عفوياً أو ارتجاليّاً، ولا يقصد منه فقط إيذاء أهل بيت المقدس والمسّ بمشاعرهم ومعتقداتهم. كما أنّ إصرار الإدارة الأميركية قديماً وحديثاً على جعل القدس عاصمة لدولة الاحتلال، ليس موقفاً عشوائياً، بل إنّ استهداف القدس من قبل الاحتلال الصهيوني وداعميه في أميركا والدول الغربيّة له ما وراءه من الأهداف المضمرة.
فالقدس رمزٌ عظيم الشأن من رموز العرب والمسلمين، وهي محطّ إجماعهم والتقائهم مهما اختلفت مذاهبهم وسياساتهم واتجاهاتهم، بينما يسعى الغرب والصهاينة من أجل تفريق الأمّة وتفكيك أوصالها إلى زيادة مواطن الاختلاف بين أقطار الأمّة وشعوبها من جهة وتقليص مواطن الالتقاء والإجماع فيما بينها.
وما دامت القدس موطن اجتماع والتقاء بين أقطار الأمّة العربيّة والإسلاميّة وشعوبها، بحكم قداستها الدينية وكونها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، فلا بدّ في نظر الغرب والصهاينة من إزالة هذا العامل وتفكيكه وإضعاف مكانته في نفوس العرب والمسلمين، ولم يكن تكرار الاقتحامات للمسجد الأقصى والتضييق على أهله ومرتاديه إلاّ من أجل ترويض نفوس العرب والمسلمين تدريجيّاً على تقبل إهانة هذا المقدّس والمساس بمكانته، حتّى أصبح خبر اقتحام المسجد في أيّ نشرة أخبار لا يعني للناس أكثر من خبر عابر لا قيمة له، بعد أن كان مجرّد النظر بالعين من قبل أيّ صهيوني نحو المسجد يثير ضجّة كبرى في العالمين العربي والإسلامي.
وإلى جانب الدافع الديني لليهود المتطّرفين، فإنّه لا بدّ لنا أن نتنبّه إلى أنّ إضعاف مكانة الأقصى في نفوسنا يعدّ معول هدم جديد للإجماع العربي والإسلامي.
ومن هنا فإنّ علينا أن نحافظ على هذا الرمز الجامع بكلّ الوسائل والطرق الممكنة حفاظاً على آخر خيط من خيوط إجماعنا وتعاوننا واجتماع قلوبنا.