أخر الأخبار
“إعلان نتنياهو” لن يهزمه “بيان بليد”!
“إعلان نتنياهو” لن يهزمه “بيان بليد”!

لم تطل كثيرا حركة "بيع الوهم" السياسي من الفريق العباسي حول نتائج رحلة الفريق الأمريكي، والذي غادر دون أن "يدفع شيكا سياسيا" كمحاولة ترضية لعباس بعد أن قامت دولة الكيان بتعريته أمام شعبه، أحالته الى العمل كـ"ناطور أمني" لمشروعها الإحتلالي، رغم كل ما قدمه لها سياسيا، خاصة ما يتعلق بالتهويد في الضفة والقدس، وموافقته على الرواية الصهيونية للحرم القدسي الشريف..

غادر وفد أمريكأ بعد ان إنتزع منه مزيدا من "الخنوع السياسي" حول دور أمريكا ورعايتها للعملية "الوهمية" التي فقدت كل عناصرها منذ لحظة مغادرة كمب ديفيد يوليو 2000 الى أن أكملت موتها السياسي بإغتيال الخالد أبو عمار يوم 4 نوفمبر 2004..وأصر عباس ومع معه بأنه على إستعداد لـ"صفقة سلام تاريخية" التي يسعى لها ترامب..

ولأن "بيع الوهم" أصبح "سمة للعهد العباسي" على حساب روح الشعب الفلسطيني، كرر ذلك الإستعداد أمام أردوغان الرئيس التركي، والمفترض "نظريا"، انه غير ذي صلة بالعملية التفاوضية من قريب أو بعيد، ما لم يكن قد حدث تبديلا وتعديلا في الأدوار والمهام، واستبدلت قطر بتركيا، فقال عباس قولته "التي يعتقد انه إكتشفها فجأة" باستعداده للصفقة التاريخية مع اسرائيل ثانية!

ساعات قليلة، على تكرار المقولة العباسية، حتى خرج رأس الطغمة الفاشية الحاكمة في تل أبيب نتنياهو، وفي حفل بمناسبة مرور 50 عاما على البناء الاستيطاني في الضفة المحتلة، وأعلن، "لن نخلي مستوطنات بعد اليوم وأتينا إلى هنا لنبقى إلى الأبد لأنها أرض اسرائيل".

ورد فريق عباس بلسان الناطق باسمها قولا يستحق القراءة مئات المرات مما يحمل من بلادة وسذاجة في ذات الوقت حيث إكتشف، أن "الإستيطان غير شرعي وسيزول" ويكمل مسلسل البلادة السياسية بالتحذير الذي لا ينتهي أبدا دون ان يكون يوما واقعا بأي من جوانبه، التحذير بأن تلك  " الاستفزازات الإسرائيلية ستقود إلى عواقب وخيمة لا تحمد عقباها، والحكومة الإسرائيلية تتحمل وحدها المسؤولية عنها..".

رئيس حكومة كيان يتجرأ ويعلن للمرة الأولى أن شمال الضفة الغربية هي جزء من أرض اسرائيل، وستبقى المستوطنات فيها الى الأبد، كما أنها "ذخر أمني استراتيجي لاسرائيل.."، كما هذا الكلام لم يكن الرد عليه ذاك البيان الذي أصدره عباس عبر ناطقه وهو في تركيا، وبعد أن كرر القول الساذج بصفقة تاريخية..

لو أن القضية الوطنية والمشروع الوطني هي شغل الرئيس عباس وفرقته، لما إستمر ساعة واحدة في رحلتة الى تركيا، بعد أنهى اللقاء مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ليعود فورا الى مقره في "المقاطعة" برام الله، بعد أن يكون طالب بعقد لقاء فوري لـ"القيادة الفلسطينية" بكل مكوناتها بما فيهما ممثلي حماس، الذين التقاهم قبل أيام، الداعمين له ضد تفاهم حماس - تيار دحلان، وكذا الجهاد الإسلامي، ويعلن بشكل صريح، أن حكومة نتنياهو لن تكون "شريكأ" في أي سلام قادم، ولا تسوية بوجودها، والدعوة الى عقد لقاء عربي سريع لمواجهة أقوال نتنياهو في اعلان ضم مستوطنات الضفة والقدس ومحيطها عبر تصريح رسمي مذاع صوتا وصورة في مهرجان علني..

وكما حدث خلال هبة القدس بعد عملية باب الأسباط، عندما تجاهل عباس الحرب العدوانية الاحتلالية، ومصادفة أن يكون ايضا في رحلة سياسية خارج البلاد، واصل ذات التجاهل للتصريح الأخطر منذ سنوات..

عباس عاد يكرر ان ذلك يفتح "باب جهنم"، وهو الذي لم يكلف خاطره في تصريحه باعلان أن حكومة دولة الكيان، لم تعد طرفا مقابلا في مفاوضات..وأن الحديث عن "تسوية تاريخية" ليس موجها لهذه الحكومة أو أي حكومة تواصل نهجها، بل هو تأكيد لما سبق أن قامت به منظمة التحرير عام 1993..والى حين إيجاد "شريك إسرائيلي" ستبدأ حركة الشعب الفلسطيني في المقاومة الشعبية ضد الوجود الإحتلألي..

ولو أن الوطن هو الحق السياسي لهذا الفريق، لبادر هو بكسر كل "جدر الإنقسام"، وبعد لقاء القيادة واعلان قرارات المواجهة الشعبية وتنفيذ حقيقي لكل قرارات المجلس المركزي بتغيير أس العلاقة مع الكيان، ووقف جاد وكلي للتنسيق الأمني، يذهب الى القاهرة ويطالب منها عقد لقاء عربي، لا يهتم كثيرا للمسميات، ومن القاهرة الى قطاع غزة ليعلن أنه يبدأ رحلة المواجهة الشاملة لعدو الشعب، وإعلان "قيام دول فلسطين فوق أرض فلسطين" وفقا لقرار الأمم المتحدة 19/67 لعام 2012..

تصريحات نتنياهو حول المستوطنات هي حرب لتكريس مشروع التهويد، وضم جزء كبير من الضفة وخاصة شمالها وقدسها، واعتبارها جزء من دولة الكيان..حرب لا يمكن مقابلتها كما كان بيان يكرس كل "أشكال التفاهة السياسية"..

"الانتفاضة السياسية" أصبحت واجبة وحق وطني لحماية "بقايا شمال الوطن والقدس" من عملية ضم علنية..وعلى الجميع المشاركة لحماية الممكن حمايته..

القرار بيد عباس الآن، وليس بيد غيره، وكفى تغييرا في أولويات المواجهة..الرد على حكومة العدو هو الأصل..وكسر الانقلاب يبدأ من شخص الرئيس وليس غيره..دون ذلك نكون أمام "شراكة سياسية فريدة" لتنفيذ "إعلان نتنياهو"!

ملاحظة: حرب أمريكا والكيان على "حركة المقاطعة الدولية" يجب أن تكون حافزا حقيقيا لتطوير فعلها داخل بقايا الوطن وخارجه..سلاح له أثر أعلى بكثير من "مقاومة الفرقة العباسية الذكية"!

تنويه خاص: طالب"غرينبلات" من حدود القطاع بتسليم حماس السلطة لعباس.. مسيو (غرين - بلاط أو البلاط الأخضر) تجاهل كليا اعلان نتنياهو اعتبار مناطق واسعة من الضفة اسرائيلية..شو هالتوافق بين هذا وفريق عباس!