أحمد الجربا يحظى بـ”بروتوكول” رئيس دولة في الإليزيه
باريس-الكاشف نيوز
لفت نظر مراقبين أن أحمد الجربا، رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، حظي باستقبال برتوكولي يشابه استقبال رؤساء الدول من جانب الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، الذي كان استقبله عند بوابة قصر الإليزيه، الأربعاء، وكذلك الحال في الوداع عند بوابة السيارة الرسمية التي أقلته، ومن ثم التصريحات المشتركة للرجلين في ساحة القصر.
وينتظر أن يحظى أحمد الجربا، الذي ينتمي إلى قبيلة شمر، وهي الأكبر في الجزيرة العربية والعراق وسوريا، الاستقبال نفسه حين يزور مقر الأمم المتحدة خلال اليومين المقبلين، حيث سيتحادث هناك مع وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، كما سيلتقي أعضاء مجلس الأمن الدولي.
وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، جنيفر بساكي، قالت إن "وزير الخارجية أدرج على جدول لقاءاته الاجتماع بالرئيس الجربا، إضافة إلى أعضاء آخرين في الائتلاف".
وأشارت إلى أن الرجلين "سيبحثان معًا الوضع الحالي في سوريا، طريقة دعم عملية حوار سياسي ومؤتمر جنيف، والطريقة التي يمكننا من خلالها زيادة دعمنا للمجموعات المحلية".
وهذا اللقاء سيكون الأول لجون كيري مع أحمد الجربا منذ انتخابه في 6 تموز/يوليو، رئيسًا للائتلاف السوري المعارض، وأكدت جنيفر بساكي أن كيري سيبلغ الجربا "التزام الولايات المتحدة بمواصلة دعمها لتعزيز المعارضة".
وكان الجربا، حظي باستقبال رفيع من جانب القيادة السعودية حين زار الرياض واستقبله حينها الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد ووزير الدفاع، الذي أكد دعم المملكة للمعارضة السورية.
إضافة إلى ذلك، لقي أحمد الجربا استقبالاً حارًا في القاهرة، يوم الأحد الماضي، وكانت محادثاته مع وزير الخارجية الجديد، نبيل فهمي، هي الأكثر صراحة بين القاهرة وبين المعارضة السورية.
فقد صرح وزير الخارجية المصري أن بلاده "مع الثورة السورية وتدعم الشعب السوري في تطلعاته إلى أن نجد دولة سورية ديمقراطية تلبي أماني شعوبها".
وحول وجود سوريين منخرطين في أعمال وأحداث مع الإخوان المسلمين في مصر، قال وزير الخارجية إنه تحدث مع أحمد الجربا ورحب به بعد انتخابه، وقال إن المباحثات تناولت الأوضاع في سوريا، وكذلك في مصر، مشيراً الى أن أي احداث من جانب طرف أو آخر لا تمثل الشعب السوري بأكمله أو حتى الائتلاف.
وقال فهمي: "إننا، في مصر، نترك الأمر الآن للتفكير العميق في الشأن السوري، وسنضيف ما يخدم الشعب السوري في المضمون وبشكل ملائم، تحقيقًا للحل السياسي لأزمة حقيقية للإخوة في سوريا، ولا بد من معالجتها؛ فلا يمكن مطلقًا قبول سفك الدماء الذي نشهده الآن".
وشدد على أن مصر ما زالت تؤيد الحل السياسي ونأمل أن يتحقق ذلك من خلال اجتماع جنيف ٢ أو أي وسيلة سياسية أخرى.
من جانبه ، صرح أحمد الجربا، عقب المباحثات بوقله: "نعتبر الإجراء الذي حدث بالنسبة لموضوع التأشيرات على السوريين هو إجراء موقت (كما فهمتُ)"، ثم قال إنه يعتقد أن "وزير الخارجية المصري يؤكد هذا ويؤكد أن هذا الموضوع سينتهي قريبًا".
وقال الجربا إن وزير الخارجية أوضح له أن هذا الأمر حدث بالنسبة للسوريين ولعدة من دول أخرى، وأن السوريين ليسوا مستهدفين من هذا الإجراء.
واضاف الجربا: "لكنّ السوريين في أزمة ولسنا كغيرنا من الدول، فدول أخرى ليست عندها مشكلة إذا حصل مواطنوها على تأشيرة في مصر"، وأكد الجربا أن مصر حاضنة للسوريين وهناك عشرات الآلاف من السوريين في مصر يعيشون في أمان ونعتبر انفسنا بين أهلنا.
دعم فرنسي
إلى ذلك، كرر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، الأربعاء، دعم فرنسا "السياسي والإنساني" للائتلاف الوطني السوري المعارض، من دون أن يشير إلى دعم عسكري، وذلك بعيد لقائه رئيس هذا الائتلاف أحمد الجربا للمرة الأولى.
وقال الرئيس الفرنسي في تصريح صحافي أمام لإاليزيه، في ختام لقائه بالجربا، إن "فرنسا تقف إلى جانب الائتلاف، وتعمل على المستويين: السياسي، والإنساني، وكذلك على مستوى الممرات التي يمكن أن تفتح لتقديم المساعدات الضرورية إلى السكان".
وشدد على ضرورة "مواصلة الضغط العسكري" على النظام السوري، إلا أنه اعتبر أن هذا الأمر "من مسؤولية الائتلاف وجيشه".
واعتبر هولاند ايضًا أنْ "لا علاقة للائتلاف بالمجموعات المتطرفة التي تستغل الوضع في سوريا لتغليب مصالح تختلف عن مصالح الشعب السوري".
من جهته، وصف الجربا الاجتماع بـ"المثمر"، مضيفًا: "نحن سعداء لأن نسمع الرئيس (هولاند) يتكلم عن لإمكانية فتح معابر أو ممرات إنسانية، وعن دعم سياسي".
ولم يتطرق هولاند ولا الجربا في تصريحيهما إلى مسألة تسليم السلاح الذي تطالب به المعارضة السورية بإلحاح، الا أن مصدراً دبلوماسياً أكد أنه تم التطرق إلى هذه النقطة خلال اللقاء الذي استغرق نحو ساعة بين هولاند والوفد السوري.
وكان رئيس أركان الجيش السوري الحر، سليم إدريس، في عداد وفد المعارضة السورية.
واضاف المصدر الدبلوماسي أن وفد المعارضة السورية "شدد على ضرورة أخذ مسألة التسلح في الاعتبار، وعلى حاجة السكان للدفاع عن أنفسهم".
وأوضح أيضًا أنه "لا توجد أي فرصة، في الوقت الحاضر، لقيام مجلس الأمن باتخاذ قرار يتضمن فتح ممرات إنسانية بسبب الموقف الروسي الرافض لهذا الأمر والداعم لموقف النظام السوري بهذا الصدد".
معركة حلب
على صعيد ميداني، تستعد المعارضة المسلحة لهجوم شامل من أجل إحكام السيطرة على مدينة حلب وريفها في شمال سوريا، وذلك بدعم من المملكة العربية السعودية، بحسب ما ذكر مصدر في المعارضة، الأربعاء.
وقال المصدر، رافضاً الكشف عن هويته، إن "هناك أسلحة وذخائر بينها صواريخ مضادة للمدرعات تصل كل يوم إلى الثوار من أجل معركة حلب"، مضيفًا أن السعودية "قررت أن مدينة حلب وكل المحافظة يجب أن تصبح تحت سيطرة الثوار".
وقال مصدر قريب من السلطات إن "الجيش السوري في وضع دفاعي لأنه غير قادر على تنفيذ هجمات بسبب النقص في القوات".
ويسيطر مقاتلو المعارضة على العديد من القرى والبلدات الواقعة في ريف حلب، والتي تمر فيها أو قربها طرق الإمداد إلى المدينة، ما يجعل عملية إيصال الإمدادات صعبة بالنسبة إلى قوات النظام.
وكان مقاتلو المعارضة سيطروا، قبل أيام، على بلدة خان العسل، أحد آخر معاقل النظام في ريف حلب الغربي، وهي قريبة من المدينة وتقع على المحور ذاته الذي يقع عليه حي الراشدين في غرب حلب، والذي شهد معارك عنيفة أخيرًا.
ويقول المصدر في المعارضة إن "المحطة المقبلة ستكون محاولة السيطرة على أكاديمية الاسد للهندسة العسكرية الواقعة على المدخل الجنوبي لحلب على بعد كيلومترات من خان العسل".
ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن هذه الأكاديمية تشكل غرفة عمليات للجيش السوري.