أخر الأخبار
المعلم: أعداء سوريا يحضّرون جبهة في الأردن
المعلم: أعداء سوريا يحضّرون جبهة في الأردن

عمّان-الكاشف نيوز

قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن محور أعداء سوريا يراهن على الحل العسكري ويضع الخطط البديلة، إذ تم تحضير جبهة الأردن لاستهداف سورية في حال تراجعت تركيا.

ينفي الأردن على الدوام تورطه في أية مخططات للتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، مؤكداً أنه مع الحل السلمي للأزمة في سوريا عبر حوار وطني يضم جميع الأطراف.

وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم، حسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء السورية (سانا)، الأربعاء، إن أعداء سوريا يحضرون جبهة الأردن لتكون بديلا من تركيا الأمر الذي يثبته تدفق المسلحين والأسلحة عبر الحدود الأردنية إضافة لدخول رئيس "ائتلاف الدوحة" إلى الأراضي السورية عبر الأردن متسائلا "هل يدخل السلاح والمسلحون والشخصيات المعارضة دون علم وتنسيق القيادات الأردنية".

زيارة الجربا لدرعا

وكان رئيس الائتلاف السوري أحمد الجربا عبر الحدود الأردنية - السورية وأدى صلاة عيد الفطر في مسجد في ريف درعا والقى خطبة هناك وكان رفقته عدد من كبار قادة الجيش السوري الحر.

وتواترت معلومات "غير مؤكدة" أن الضابط السوري المنشق العماد مناف طلاس وصل إلى عمان الأسبوع الماضي للترتيب مع عدد من قادة المعارضة السورية المقيمين في الأردن لتشكيل فرق عسكرية من قوات النخبة هدفها اقتحام مواقع في العمق السوري الجنوبي المخاذي للحدود مع الأردن.

ومن جانب آخر، حذر وزير الخارجية السوري من استمرار تسهيل عبور الإرهابيين والتعامل معهم من قبل بعض الدول لأن كل من يتساهل مع الجماعات التكفيرية الإرهابية ستنقلب عليه وهذه تجربة التاريخ.

وجاء حديث المعلم خلال عرض سياسي شامل أمام حشد من الإعلاميين السوريين والمحللين السياسيين والكادر الدبلوماسي بحضور وزير الإعلام عمران الزعبي في وزارة الخارجية اليوم الاربعاء أجمل فيه رؤية سورية لتطورات الأحداث.

تصريحات دمبسي

وجاءت تصريحات المعلم غداة تصريحات لقائد الجيوش الاميركية الجنرال مارتن دمبسي خلال زيارتع لكل من الأردن وإسرائيل في الأسبوع الماضي قال فيها إن الأردن طلب من الولايات المتحدة تزويده بطائرات استطلاع لحماية حدوده الشمالية.

لكن دمبسي قال في تصريحات جديدة الآربعاء إن اي تدخل عسكري اميركي في سوريا لن يكون في مصلحة الولايات المتحدة لان مقاتلي المعارضة السورية لا يدعمون المصالح الاميركية. واعتبر دمبسي الذي زار اسرائيل والاردن الاسبوع الفائت ان اي تدخل عسكري اميركي سيكون له ايضا "تداعيات ستضعف من امن حلفائنا وشركائنا".

وفي رسالة الكترونية كان وجهها الإثنين الماضي إلى النائب الديموقراطي اليوت انغل، شدد الجنرال دمبسي في مجال معارضته اي تدخل عسكري في سوريا ولو حتى محدودا، على تشتت المعارضة السورية وعلى ثقل المجموعات المسلحة المتطرفة داخل هذه المعارضة.

وأضاف: "اعتبر ان المعسكر الذي نختار دعمه يجب ان يكون مستعدا لتعزيز مصالحه ومصالحنا عندما تميل الدفة لمصلحته. الوضح حاليا ليس كذلك".

وتابع: "بامكاننا ان ندمر الطيران السوري" المسؤول عن العديد من عمليات قصف المدنيين، لكنه تدارك "لن يكون الامر حاسما على صعيد عسكري بل سيدخلنا حتما في النزاع" مضيفا انه في حال "تمكنت القوة الاميركية من تغيير التوازن العسكري (في سوريا) فهي لن تكون قادرة على حل المشاكل الاتنية والدينية والقبلية التاريخية التي تغذي النزاع".

واشار الى ان الاضطرابات في سوريا "ذات جذور عميقة". وقال ايضا انه "نزاع طويل الامد بين فصائل متعددة والصراع العنيف لتولي الحكم سيستمر بعد نهاية حكم الاسد".

هجوم ضد السعودية

وإلى ذلك، هاجم وزير الخارجية السوري في تصريحاته المملكة العربية لسعودية، وقال إن السعودية ترفض الحل السياسي وتعمل على تأجيج الوضع وتعرقل عقد مؤتمر جنيف وهو في ذلك يتماهى مع الموقف الأميركي الذي يتنصل من تفاهماته مع الجانب الروسي.

وقال المعلم إن كفة الحسابات السياسية والميدانية تميل لمصلحة القوى الوطنية ومحور المقاومة مع تغير المشهد السياسي في مصر وتلقي تيار الإسلام المتطرف الذي تقوده تركيا ضربة قوية بسقوط الاخوان المسلمين في مصر جعلته مرتبكا.

وبالنسبة للموقف الأميركي أكد وزير الخارجية والمغتربين أن الولايات المتحدة تريد استمرار العنف والإرهاب في سورية طالما يحقق المصلحة الإسرائيلية ولذلك توءجل الجهود الروسية لعقد مؤتمر جنيف بذرائع عديدة وهذا الموقف يلتقي مع الموقف الخليجي والسعودي وخاصة بعد أن تبين أن زيارة الأمير بندر بن سلطان إلى موسكو حملت التأكيد على عدم مشاركة السعودية أو رغبتها في تسهيل عقد المؤتمر الدولي حول سوريا في جنيف لاعتقادها بأن الميدان وحده الذي سيحسم الأمور في سوريا.

الموقف الاميركي والسعودي

واعتبر وزير الخارجية والمغتربين السوري أن "الموقف الأميركي والسعودي ينعكس مباشرة على معارضة الخارج التي تضع شروطا مسبقة ولا تتخذ موقفا واضحا للمشاركة في مؤتمر جنيف الأمر الذي يؤكد أننا نتعرض لمؤامرة خارجية تقودها إسرائيل".

وأكد المعلم أن المعطيات السورية من خلال التواصل مع المسؤولين الروس تؤكد ثبات الموقف الروسي موضحا أن سوريا تتشارك مع روسيا في قراءة الموقف من مسألة التحقيق في استخدام الأسلحة الكيميائية انطلاقا من الثقة التامة بأن من استخدم هذا السلاح هو "المجموعات الإرهابية المسلحة".

ورأى المعلم أن ما يجري في مصر عامل مهم في التطورات السورية من خلال خروج المصريين ضد حركة الاخوان المسلمين واعتبارها حركة إرهابية مشيرا إلى أن هذا الأمر شاهد إضافي على صوابية رؤية سوريا وموقفها من هذه الحركة.

ومن المشهد المصري المتطور دخل وزير الخارجية والمغتربين إلى الموقف التركي إذ اعتبر أن سقوط الاخوان في مصر يشكل تطورًا إيجابيًا لما يجري في سورية لجهة إرباك حكومة أردوغان الذي يوزع اتهاماته بكل الاتجاهات مرة لإسرائيل ومرة لجهات خارجية معتبرا أن ثقة حلفاء أردوغان الغربيين به بدأت تتزعزع بعد أن وجه التهم لحليفتهم إسرائيل.

لبنان وإسرائيل


وفيما يتعلق بالوضع في لبنان رأى المعلم أن الانقسام هناك ما زال قائما بين تيار يقدم السلاح والدعم للمجموعات الإرهابية وتيار آخر لم يتردد بدعم موقف الدولة السورية بكل جرأة.

وختما المعلم كلامه بالقول: "إن أي تحليل سياسي لما يجري في سورية يجب أن يبدأ من مراقبة الموقف الإسرائيلي فإسرائيل دخلت كطرف رئيسي في الميدان عندما أغارت واعتدت على ثلاثة مواقع سورية واستقبلت جرحى الإرهابيين في مشافيها علنا وكل ذلك انسجاما مع موقفها الساعي لضرب محور المقاومة وخشيتها من انتصاره لافتا إلى الانسجام بين الموقف الإسرائيلي وموقف معارضة الخارج التي رحبت بالقرار الإسرائيلي بالسماح بتسليح المجموعات الإرهابية في سوريا".