أخر الأخبار
أسرار نكد الزوجة
أسرار نكد الزوجة

عمان - الكاشف نيوز

هل فعلا المرأة بطبيعتها نكدية وهى من تخلق المشكلات وتفسد الفسح والرحلات والأوقات السعيدة، وهى أكثر نكدا من الرجل! هذا الاتهام يوجه للمرأة, خاصة المرأة المصرية.

حيث يشكو أحد الأزواج لأصحابه قائلا أنا زوجتى من النوع النكدى, ويقول زوج آخر: الست زمان كانت أقل نكدية عن وتقول إحدى الزوجات أن المرأة تتميز بالحنان والعطاء، ولكن ظروف الحياة الصعبة المحيطة تدفعها لتكون نكدية، والحل فى يد الرجل إما أن يجعلها نكدية او سعيدة.. وتقول زوجة أخرى إن المرأة بطبعها تحب الاحتواء والعطاء من الرجل، لكنها عندما تتزوج تفاجأ بصدمة تحملها مسئولية الحياة الزوجية وحدها، وتجد أن زوجها يضحك من قلبه مع أصحابه فقط، أما الطاقة السلبية كلها فيصدرها لزوجته التى لا تجد أى اهتمام منه، فهو يعيش حياته خارج البيت بوجه آخر، أما فى البيت فهو كئيب يشكو دائما هم الدنيا ولا يعجبه شيئا..-وكان الرسول صلى الله عليه وسلم دائما يوصي بالمرأة و كانت آخر وصاياه (رفقا بالقوارير) وقال: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلى) وقال: (لا يكرمهن إلا كريم ولا يهينهن إلا لئيم). ولكن يدافع أحد الأزواج عن المرأة قائلا إنها ليست نكدية بطبعها، ولكن الظروف الاقتصادية الصعبة أثرت عليها, خاصة على المرأة العاملة فسرقتها الحياة وشغلتها عن متطلبات زوجها مما جعله يتهمها بالنكدية.
د محمد المهدى أستاذ علم النفس بجامعة الأزهر يقول: هذا الاتهام وراؤه تاريخ من اختلاق المشكلات والتقليب فى الماضى والخلافات وإفساد الفسح ولحظات السعادة والبكاء والخصام لأبسط الأسباب. فهل فعلا المرأة بطبيعتها نكدية ؟ اولا يشير عدد من الأبحاث العالمية إلى أن المرأة تصاب بالقلق والاكتئاب ضعف الرجل، وأن الذكر والأنثى متساويان فى النسبة حتى مرحلة البلوغ, والمشكلة أن التغيرات الفسيولوجية والهرمونية تبدأ مع الدورة الشهرية وأن هناك 15 الى 20 % يعانين اعتلال المزاج ما قبل الدورة الشهرية، وأن 10 % من السيدات الحوامل معرضات للاكتئاب رغم أن المفروض أن الحمل مصدر للسعادة و من 10 إلى 15% من النساء قد يصبن باكتئاب ما بعد الولادة بدرجاته المختلفة. وإذا اقتربت من سن انقطاع الدورة وتغير مستوى الهرمونات الأثوية مما يؤدى الى اكتئاب حتى تستقر هرمونات الجسم ويتكيف معها هذه التقلبات تجعل المرأة عصبية ومتوترة وحزينة وسريعة الانفعالات.. ويبقى السبب المهم هو سلوك الزوج مع زوجته، والذي يمكن أن يزيد من حدة تقلباتها المزاجية وانفعالاتها, خاصة حين يجهل الطبيعة النفسية للمرأة فيتعامل معها وكأنه يتعامل مع صديقه. ويؤكد د.المهدى أن المرأة قابلة لأن تتحول عن ذلك وبسرعة لو وجدت نظرة حب أو لمسة حنان أو كلمة تقدير أو هدية بسيطة أو حضنا دافئا. إذن هناك تفاصيل صغيرة قد تجعل المرأة تشتعل غضبا وتفاصيل صغيرة قد تجعلها تفيض حبا وحنانا، والزوج الذكى هو الذي يعرف كيف يبتعد عن هذا ويقترب من ذاك. فمثلا المرأة حين تكون غاضبة تريد أن تتكلم كثيرا وربما تبكي أو تصرخ، وهي في هذه الحالة لا تحتاج ردا منطقيا أو مناقشة عقلية بقدر ما تحتاج الاحتواء العاطفي الودود بصرف النظر عن سبب غضبها.
ويوضح أن نكد المرأة وخناقاتها المستمرة قد يكون وراؤه رغبة في التواصل خاصة حين تستشعر إهمالا أو تجاهلا أو صمتا من زوجها أو تستشعر الغيرة من أحد أو شكا في سلوك الزوج .
وإذا لم يفهم الرجل هذه الإشارات فإن المرأة تستمر في المناوشات وإثارة المشكلات ويعاني ويشكو منها زوجها ويتهمها بالنكد، وهو لا يعرف أنه كان من أهم أسبابه.