أخر الأخبار
أحد عناصر “داعش” يكشف التفاصيل الكاملة لذبح الأقباط المصريين في ليبيا
أحد عناصر “داعش” يكشف التفاصيل الكاملة لذبح الأقباط المصريين في ليبيا

طرابلس-الكاشف نيوز: يجلسون على رُكبهم بزي برتقالي موحد منحنية رؤوسهم في استسلام تام، ذلك المشهد الذي وصل إلى العالم عبر الفيديو الذي بثه تنظيم "داعش" الإرهابي في مستهل العام 2015 بذبحه لـ21 مصريًا في ليبيا، إلا أن كاميراتهم لم تُبث لحظات المقاومة وأظهرت الاستسلام فقط، وهو ما كشفته عملية البنيان المرصوص الليبية، من خلال أحد عناصر "داعش" الذي كان شاهد عيان على الجريمة المروعة، حيث كان جالسًا خلف كاميرات التصوير ساعة الذبح، كما كان حاضرًا ساعة دفنهم جنوب سرت، وقاده القدر في 2016 ليكون صيدًا بحوزة مقاتلي قوات البنيان المرصوص.


يروي أحد أعضاء "داعش" فيما نشرته "البنيان المصرص" عبر صفحتها الرسمية على "فيس بوك"، تفاصيل ذلك اليوم، والذي بدأ في نهاية شهر ديسمبر 2014، ليستيقظ بمقر ديوان الهجرة والحدود بمنطقة السبعة بسرت على يد أمير الديوان "هاشم أبوسدرة" طالبًا منه تجهيز سيارته وتوفير معدّات حفر، ليتجه كلاهما إلى شاطئ البحر خلف فندق المهاري في سرت، ويقول: "عند وصولنا للمكان شاهدت عددًا من أفراد التنظيم يرتدون زيًا أسودًا موحدًا.. وواحد وعشرين شخصا آخرين بزي برتقالي.. اتضح أنهم مصريين، ما عدا واحدا منهم إفريقي".


خلف آلات التصوير كان مكان شاهد العيان، حيث يقول إن "الطقوس الجنائزية كانت قد بدأت بل وتكاد تصبح إصدارًا مرئيًا سيُرعب العالم"، مضيفًا أنه عرف من الحاضرين أن مشهدا لذبح مسيحيين سيتم تنفيذه لإخراجه في إصدار للتنظيم.

ويصف الشاهد بعض تفاصيل المكان الذي حدد خلف فندق المهاري بسرت فيقول: "كان بالمكان قضيبان فوقهما سكة متحركة عليها كرسي يجلس فوقه "محمد تويعب"- أمير ديوان الإعلام - وأمامه كاميرا.. وذراع طويلة متحركة في نهايتها كاميرا يتحكم بها "أبوعبدالله التشادي" – سعودي الجنسية - وهو جالس على كرسي أيضا.. إضافة إلى كاميرات مثبتة على الشاطئ.. فيما كان "أبو معاذ التكريتي" – والي شمال إفريقيا بعد مقتل القحطاني - المخرج والمشرف على كل حركة في المكان.. فهو من يعطي الإذن بالتحرك والتوقف للجميع.. فقد أوقف الحركة أكثر من مرة لإعطاء توجيهات خاصة لـ"أبوعامر الجزراوي" – والي طرابلس- ليُعيد الكلام أو النظر باتجاه إحدى الكاميرات".


لم تُظهر الكاميرا المقاومة بل توقّف التصوير في إحدى المرات عندما حاول أحد الضحايا المقاومة، فتوجه إليه "رمضان تويعب" وضربه، أما بقية الضحايا فقد كانوا مستسلمين بشكل تام إلى أن بدأت عملية الذبح حيث أصدروا بعض الأصوات قبل أن يلفظوا أنفاسهم، حسب وصف الشاهد العيان.

يتابع: "كان (التكريتي) لا يتوقف عن إصدار التوجيهات إلى أن وضعت الرؤوس فوق الأجساد ووقف الجميع، بعد ذلك طلب (التكريتي) من (الجزراوي) أن يغير من مكانه، ليكون وجهه مقابلا للبحر، ووضعت الكاميرا أمامه وبدأ يتحدث، وكانت هذه آخر لقطات التصوير.

بعد انتهاء العملية أزال الذين شاركوا في الذبح أقنعتهم ، ويقول الشاهد إنه تعرف على "وليد الفرجاني، وجعفر عزوز، وأبو ليث النوفلية، وحنظلة التونسي، وأبو أسامة الإرهابي وهو تونسي، وأبو حفص التونسي"، فيما كان الآخرون أصحاب بشرة سمراء، فيما كان "أبو عامر الجزراوي" قائد المجموعة، وهو من كان يلوح بالحربة ويتحدث باللغة الإنجليزية في الإصدار.


وأخيرا يقول الشاهد: "أمر القحطاني بإخلاء الموقع.. فكانت مهمتي أخذ بعض الجثامين بسياراتي والتوجه بإمرة (المهدي دنقو) لدفن الجثامين جنوب مدينة سرت في المنطقة الواقعة بين خشوم الخيل وطريق النهر".

هذه الشهادة المهمة هي من قادت النيابة العامة إلى مكان دفن الجثت، حسب عملية "البنيان المرصوص"، حيث تم الكشف عليها صباح أمس الجمعة، لتستكمل باقي الإجراءات من أخذ الحمض النووي ثم تسليم الجثت إلى ذويها، وليسدل الستار على جريمة بشعة أرّقت الرأي العام العالمي لسنوات.

يذكر أن "البنيان المرصوص" هي عملية عسكرية أطلقها المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق ضد تنظيم ا"داعش" لطرده من منطقة سرت الساحلية.