أخر الأخبار
مع ذلك، الأردن بخير
مع ذلك، الأردن بخير

جدل الناس عن مصائرهم أمر طبيعي، من المتوقع أن نرى خلافات وآراء غاضبة، وهناك ما يُغضب في كل أسبوع وكل يوم، لكن هناك أيضا ما يُسعد ويفرح ويحتاج للاستمرار والانجاز فيه بشكل أكبر، وانطباعات الآخرين عن الأردن تستحق التوقف، والنظر إليها، لكنها لا تعطي مبرراً للتخاذل أو العجز، كي لا تصبح شهادات الآخرين قميص عثمان عند الكسالى وعدم الراغبين بالعمل.
سفير عربي، يسألني في عاصمة عربية، شو أخبار الأردن؟ فاجبته بخير أمورنا طيبة، علينا ضغوطات ولدينا ملفات كثيرة، فيرد: صحيح مليح اللي بلدكم مرّ، من خبصة المنطقة؟ صمت وعاد فقال، انتم بنعمة، لكن موقعكم وظروفكم صعبة. أجبت نعم، هذا واقع متكرر منذ أكثر من سبع عقود ونحن ندفع ونخسر، لكننا نربح أيضاً بشكل استثنائي.تكيفنا على الأزمات وادرنا البلد بنهج هادئ. قال: كيف تصبرون، وكيف عبرتم، انتم في حالة فريدة. قلت شكراً.
انتهى الحوار، واعود للقاء آخر جمعنا في دارة رجل الأعمال الأردني المحترم في الدوحة حافظ السيلاوي، يوم أول أمس الجمعة، حيث الحديث بين الأردنيين في الخارج لا يبتعد كثيراً عن هموم البلد،، قال أحد الضيوف، يا أخي إذا زرت عمان وقارنتها مع غيرها، فانت تعجب بحجم التخطيط الحضري، والاهتمام بأمور لا تجدها في دولة نفطية، وملاحظة الزائر الكريم ذهبت لتفاصيل تتعلق بإنارة الشوارع غير الرئيسة ودهان الأرصفة وتغطية مناهل الصرف الصحي، وسرعة انجاز المشاريع، ونظافة المدينة، ثم اخبرنا بالقول: زرت عمان ورأيت جسراً قد اكتمل في منطقة الجبيهة خلال سبعة أشهر، قلت نعم صحيح. قال: هذا عنا يستغرق ربما عامين برغم وفرة المال!
انتهى الحوار، وغادرنا المجلس، عدت وتحدثت مع صديقي حاتم العمر وشقيقه شوكت، قلت: الناس يروننا بغير ما نرى حالنا، وما انجز في بلدنا أمر كبير ويستحق التنويه به، وأهمية ما في انجازتنا أنها جاءت في أزمنة عُسر وتعب واضطراب، لم يكن في الأردن وفرة مالية يوماً ما، ولا ترف انفاق، لكن الحقيقة أن هناك خططا تنموية انجزت الكثير، وهناك مشاريع جاءت بظروف حرجة. من ذلك نموذج تشييد المدينة الطبية والمدينة الرياضية والبنك المركزي والجامعة الأردنية.
أيضاً في العقدين الأخيرين، أنجز الكثير، فقد بُنيت مستشفيات حكومية وعسكرية في غالب المحافظات، والطرق توسعت، وأسست جامعات خاصة وحكومية، والخدمات تطورت، ومشاريع الإسكان تعددت، لكن كل ذلك رافقه تضخم كبير للدولة والمجتمع، وتغيرت الأنماط بشكل كبير، لكن ماذا نحتاج اليوم؟
أظن أننا نحتاج لكفاءة في إدارة المرافق، ومأسستها، وتحسين نوعية التعليم والـتأمين الصحي والنقل، وهي من أهم ملفاتنا اليومية.وعندما يكون هناك إصرار يحدث التغيير، فقبل سنوات كانت مسألة مياه الشرب ضاغطة، واليوم المشاكل في توزيعها أقل؛ لأن هناك إدارة أفضل فأحدثت كفاءة أكبر للتوزيع.