أخر الأخبار
عهد الملك عبدالله
عهد الملك عبدالله

عقدان يكادان يمران على حكم الملك عبدالله الثاني، فيهما الكثير من الانجاز والتحديات، وفيهما الكثير من ظلمٍ لمرحلة، تعد من أصعب المراحل التي مرت على الأردن، ولم يكن من السهل بلوغ بر الأمان فيهما، وما زالت التحديات تتجدد وتعود.
مات الملك الحسين رحمه الله، ولدينا خمس جامعات رسمية، انجزتها الدولة في نحو خمسة عقود من حكم الحسين الباني، واليوم تضاعف العدد في أقل من عقدين، كذلك الحال وربما أكثر في الجامعات الخاصة، التي تعددت وزادت وتفوقت على مثيلاتها الحكومية.
نعم، مات الحسين وعندنا الكثير من الرصيد التنموي، لكنه اليوم تضاعف دون أن نراه كثيراً، مسشفيات جديدة عسكرية وحكومية: حمزة واربد وعجلون والمفرق والبادية الشمالية والعقبة ومعان، وبعضها شهد توسعة كبيرة كمستشفيات الكرك، والأغوار والبقعة وغيرها، وزاد عدد الأسرّة وزادت المرافق، لكن المعضلة اليوم هي توافر الاختصاص في العلاج في الأطراف البعيدة عن المركز.
المطار تغير وبني مطار جديد، والزمن الإعلامي كان مليئا بالتحولات، وفي المجتمع الذي تضاعف عدد سكانه حدثت الكثير من التحولات، فما أن بدأ الملك عبدالله الثاني حتى نزلت أسعار السيارات في عهد حكومة عبدالرؤوف الروابدة، آنذاك انفتح الناس على الشراء، واليوم في كل بيت سيارة أو اثنتان، صحيح أنها قد تكون من القروض لكن أسعارها ليست كما كانت قبل عام 1999م.
نعم، قبل العام 1999 كان لدينا متجر كبير واحد «السيفوي» ومؤسسة الواحة، واليوم لا حدّ لعدد المولات، والتي ادخلت معها الكثير من اوجه الخدمات والاقتصاد.
العهد الجديد، كان فيه تغيير في البنى المجتمعية، والتزام بالإصلاح والانتخابات، ومكافحة للفساد، وارتفع صوت الملك مناديا بحرب على الفساد، وحدثت حالات عديدة من المحاسبة، وتعددت صور ذلك، ولم يكن من وسيلة غير القانون .
لم يقطع الملك عبدالله مع عهد أبيه، بل استعان برجاله، وكرر استخدامهم وتكليفهم في مواقع عدة، حفظ لهم قيمتهم، ربما لا يوافقه البعض أحياناً، لكنه حبذّ ارساء تقليد احترام رجال أبيه وتوقيرهم.
وجاء رجال للحكم في العقدين من خلفيات جديدة، ومن جامعات ومنطلقات فكرية، بعضها أصاب وبعضها أخطأ، كانت التجربة تسقطهم وليس غضب الحكم، بعضهم بقي وبعضهم صار منسياً.
بقي الملك يقلب في الزمن والرجال، ويحتاج للصادقين لأجل خدمة مشروعة ولأجل بلده، ومع كل ما يحدث اليوم في المنطقة، فهو قادر اليوم على المضي قدماً ببلده، برغم  كل الصعاب.
لهذا الوطن رجاله وحكمه الذي استمر ثابتاً برغم تقلبات الزمن والمؤمرات، وكان سر ذلك خلطة عجيبة عنوانها الشعب والحكم بلا عوازل وجدران فاصلة.