أخر الأخبار
الوعد المشؤوم ....والوعد الصادق
الوعد المشؤوم ....والوعد الصادق

في الذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم، تبرز الحقيقة الازلية التي لا بد ان يعرفها شعبنا والامة كلها واحرار العالم، وخاصة جيل الشباب الذين يحملون الامانة، ويهتفون اليوم، منددين بالوعد المشؤوم، مرددين قسم الاخلاص والولاء لفلسطين، وهذه الحقيقية هي:
بأن الشعب الفلسطيني رفض هذا الوعد رفضا مطلقا، ولم يكتف بالشجب والتنديد، وانما أصر على أن يؤكد على هذا الرفض بأنهار من الدم المهراق الزكي، فعلى مدى “100”عام لم ينقطع شريان الدم الفلسطيني النازف، يروي ثرى فلسطين الطاهر، يشع نورا، ويدق أبواب الحرية..فها هي قوافل الشهداء تتقاطر، وتودع بالزغاريد، وقد تجاوز عددهم نصف مليون شهيد، وها هو شعبنا الوفي يجذر الصمود، وينزرع في ارض اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين،..ويفاجىء العدو الخارج من الاساطير والخرافات، بانتفاضاته المتلاحقة، وينتصر عليه بالحجر والمقلاع والسكين، وينتصر عليه بالرباط في ارض الرباط،وينتصر عليه بحبه للحياة الحرة الكريمة، ورفضه للذل والهوان والعبودية.
في الذكرى المشؤومة للوعد المشؤوم، تنجلي الحقائق، وتسقط الاقنعة عن الوجوه الخادعة المخادعة.. الكاذبة، لتظهر على حقيقتها فاذا هي لا تزال افاعي سامة، لم تتخل عن طبيعتها القاتلة..حتى ولو بلغت ارذل العمر.
بريطانيا العجوز، صاحبة الوعد، لم تتخل عن الجريمة، لا بل لا تزال تتفاخر بها، وتحتفل بذكراها، وتصر ان تبقى وفية لماضيها الاستعماري القاتل، ناسية ومتتناسية الكارثة التي الحقتها بالشعب الفلسطيني، ولا تزال تداعياتها مستمرة، بعد أن حرم من وطنه، وحكم على أكثر من “6” ملايين فلسطيني بالنفي الابدي في اربعة رياح الارض،فيما “اكثرمن “6” ملايين اخرين قابضون على الجمر، منغرسون في ارض الوطن، مصممون على مواصلة النضال جيلا بعد جيل، لاقتلاع الكيان الصهيوني من جذوره، ليعود ابناء صهيون من حيث اتوا، ومن حيث حملت السفن والبواخر اجدادهم واباءهم ذات يوم اسود..
فهذا الوطن المبارك.. الذي اسمه فلسطين، هو حصرا للشعب الفلسطيني، منذ ان خلق الله الارض ومن عليها، وحتى يرثها، لا يقبل القسمة على اثنين، وغير قابل للمساومة أوالمقايضة.
..والشعب الفلسطيني، الذي يمر اليوم “100”عام على نضاله ضد العدو الصهيوني، وضد حلفاء هذا العدو، مستعد للنضال “100”عام اخرى....وأخرى، وطول الدهر لتعود فلسطين عربية طاهرة مطهرة من الرجس الصهيوني.
في الذكرى المشؤومة..
شعبنا العظيم..شعب الجبارين، يجدد العهد والوعد أن يبقى وفيا لوطنه، وفيا لشهدائه، لا يرضى عنه بديلا، بعد أن عرف بالتجربة المرة، وبعد ان تجرع مرارة الاغتراب واللجوء على مدى سبعة عقود عجاف... في مخيمات الصفيح، بان لا بديل عن العودة، ولا بديل عن الوطن، فمن لا وطن له لا كرامة له.
ان الرفض الفعلي لوعد بلفور يفرض على القيادة الفلسطينية والفصائل والتنظيمات العودة الى الميثاق قبل تعديله، والتي تؤكد مواده ونصوصه بان فلسطين من البحر الى النهر، هي وطن الشعب الفلسطيني، لا ينازعه فيه أحد، وان الكفاح بكل اشكاله، بما فيه الكفاح المسلح، هو عمل مشروع لتحرير هذا الوطن، من الغزاة الصهاينة.
مؤسف جدا ان معظم الدول الشقيقة لم تخرج عن صمتها، وكأن ما يجري في القدس والاقصى، وما لحق بالشعب الفلسطيني لا يهمها.
الم يشكل –يا سادة..يا كرام- وعد بلفور خطرا على جميع الدول العربية؟، الم تقم بريطانيا باقامة كيان صهيوني لفصل الجسد العربي الواحد ؟؟
ثم الم يقم هذا الكيان بالاعتداء على الكثير من الدول العربية وارتكاب العديد من الجرائم التي لا تحصى؟،فدمر المفاعل النووي العراقي،واعدم المئات من الاسرى المصريين، وقتل العشرات من طلاب مدرسة بحر البقر، وارتكب مجزرة قانا في لبنان، وقصف حمام الشط في تونس..الخ 
لقد اثبتت الوقائع ان هذا الكيان الغاصب ليس خطرا على فلسطين والفلسطينيين، بل يشكل خطرا على الامة كلها ، فهو رأس حربة للمشروع الاميركي، الذي يهدف الى احكام السيطرة على المنطقة، باعادة تقسيم دولها، ونهب خيراتها ونفطها، وتنصيب العدو الصهيوني شرطيا عليها.
باختصار..
في مئوية وعد بلفور المشؤوم، نؤكد أن رفض هذا المشروع يستدعى:
 اولا مقاطعة بريطانيا صاحبة المشروع.
 ويستدعي ثانيا رفض نتائجه وتداعياته، والاصرار على ان فلسطين كل فلسطين هي وطن الشعب الفلسطيني حصرا، ولا تقبل القسمة على اثنين، وعلى الصهاينة العودة من حيث اتوا.
وطوبى للمرابطين..القابضين على جمر المقاومة.