باريس-الكاشف نيوز:رأى موقع "ذا بورتال" وهو النسخة الإنكليزية لمركز دراسات الشرق الأوسط الفرنسيّ والمتخصص في شؤون الحركات الإسلاميّة، أنّ تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي لم يحترم أصول الضيافة حين كان أعضاؤه يعملون في المملكة العربية السعودية.
حين بدأت أقنعة الإخوان بالسقوط وظهرت أجنداتهم وغاياتهم الشخصيّة إلى العلن، لم يعد ممكناً الوثوق بهذا التنظيم ولذلك، وضعته الرياض على لائحة الإرهاب وذكّر بأنّ هذا التنظيم نشأ في مدينة الإسماعيلية المصرية في مارس (آذار) سنة 1928 قبل أن يصبح على تواصل مستمرّ مع الرياض في خمسينات القرن الماضي. حينها تعاقدت السعودية مع آلاف من الأساتذة المصريّين للتعليم في المدارس العامة الجديدة.
يشير الموقع إلى أنّ كثيرين من الإخوان وجدوا في ذلك فرصة للهرب من مصر حيث كانت السلطات تخطط للانقضاض عليهم. بالنسبة إلى السعوديين، كان هؤلاء مجرّد أساتذة سيؤمّنون التعليم الرسميّ لشباب البلاد. ومع تزايد عدد الأساتذة المصريّين الذين أيّدوا توسع الإخوان المسلمين، بدأوا ينظمون أنفسهم في فرع جديد يساعدهم على تنفيذ أجندتهم في المملكة.
ردّت الرياض على تحرّكات هؤلاء عبر رفض الملك فيصل بن عبد العزيز الذي حكم البلاد بين سنتي 1964 و 1975 لمشروع الإخوان. وجاء كلامه واضحاً: "جميع السعوديين هم مسلمون، ولذلك هم لا يحتاجون إلى تنظيم لنشر العقيدة الإسلامية". حينها، فهم الإخوان الرسالة والتزموا بضوابطها فامتنعوا عن توسيع نفوذهم في المجتمع السعودي الذي أبدى نفوراً تجاه أيديولوجيتهم.
الإخوان أصل جميع المشاكل
على الرغم من ذلك، وبعد عدة سنوات، تخطوا الحدود التي وضعها السعوديون وعاودوا توسيع نشاطهم من خلال فرض تأثيرهم على المجتمع السعودي. وأشعلت هذه الخطوة غضب وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز الذي انتقد تحركاتهم بقوة سنة 2002. وأعلن شكوكه تجاه ميلهم إلى "تسييس الإسلام لخدمة أغراضهم الشخصية". وأوضح نواياهم الحقيقية في حديث إلى صحيفة السياسة الكويتية قائلاً: "أستطيع أن أخبركم من دون أدنى شك بأنّ أصل جميع مشاكلنا وقضايانا هم الإخوان المسلمون".
إنقلبوا على من كرّمهم
وتابع الموقع يعرض ما جاء خلال ذلك الحديث الصحافيّ: "حين أصبحت الأمور في غاية الصعوبة بالنسبة إليهم (الإخوان) وتمّ تجهيز المشانق في أوطانهم الأم، قدموا إلى المملكة التي قامت برعايتهم واهتمت بهم وحافظت على كرامتهم وجعلتهم يشعرون بالأمان. بعد وقت قليل، أرادوا العمل وساعدناهم عبر فتح المدارس والجامعات، لكنّهم وللأسف أعادوا إحياء علاقاتهم السابقة وبدأوا بتجنيد الناس وتأسيس التيارات. لقد انقلبوا ضدّ المملكة. ما كان عليهم أن يؤذوا المملكة. إذا أرادوا أن يقولوا شيئاً، لكان عليهم أن يفعلوا ذلك خارجاً لا في البلد الذي أكرمهم".
سقطت أقنعتهم
أشار الموقع إلى أنّه في سنة 2003، انضمّ الإخوان المسلمون إلى منظمات إسلامية أخرى اعترضت على وجود غير المسلمين في المملكة السعودية خلال حرب الخليج الثانية ضدّ النظام العراقي. وفي سنة 2011، احتفل تنظيم الإخوان المسلمون الإرهابي بانتخاب أحد أعضائهم محمد مرسي رئيساً لمصر كما دعموا علناً الثورات في العالم العربي، هذه الثورات التي أرسلت موجات من الصدمة في السعودية وفي دول عربية أخرى. وحين بدأت أقنعة الإخوان بالسقوط وظهرت أجنداتهم وغاياتهم الشخصيّة إلى العلن، لم يعد ممكناً الوثوق بهذا التنظيم ولذلك، وضعته الرياض على لائحة الإرهاب.
ترحيب واسع بإيقاف الأفكار المشؤومة
وفي السياق نفسه، حذّرت الرياض جميع الفروع الإخوانية، وجميع المؤيدين والمتعاطفين معها إضافة إلى المفكرين والمجموعات الدينية المرتبطة بالإخوان والمصنّفة كمتطرّفة أو إرهابية بعقوبة السجن التي قد تتراوح بين 3 و 20 سنة بسبب التحريض على النشاطات الهدّامة أو تمويلها أو المشاركة فيها. وأكّد الموقع أنّه تم الترحيب بهذا القرار على نطاق واسع داخل السعودية وفي دول خليجية أخرى، بعدما تخوفت هذه الدول من نشر الإخوان أفكارهم المشؤومة في المنطقة.