أخر الأخبار
ثقافة الزواج أو الرحىل «بشياكة»
ثقافة الزواج أو الرحىل «بشياكة»

عمان - الكاشف نيوز

طبقا للتقارير والإحصاءات هناك حالة طلاق تقع كل 4 دقائق، وما يقرب من 15 مليون قضية أحوال شخصية تنظرها المحاكم مابين 5ملايين قضايا طلاق و7 ملايين قضية رؤية قضية خلع ونفقات.

هى بكل تأكيد أرقام صادمة تعكس المخاطر التى تواجه الأسرة ومستقبل الأبناء.. السؤال: هل نحن فى حاجة الى تعلم ثقافة الزواج والرحيل «بشياكة» دون تحطيم العش الذى جمع بين الزوجين، والدخول فى حلبة الصراعات والمحاكم والمحامين والقضايا خاصة مع وجود الأبناء؟
د. صفاء إسماعيل أستاذ علم النفس كلية الآداب جامعة القاهرة تقول: أشار الكتاب الصادر عن الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء فى تقريره السنوى الى أن 33% من نسب الطلاق تقع بين كل 100 زيجة, و 33 من حالات الطلاق تكون فى السنة الأولى من الزواج وأن 21 % منهما يتم الطلاق فى السنة الخامسة، للأسف بعد أن يكونوا قد أنجبوا عدة أطفال. هذه النسب المرتفعة تعد كارثة.. وإذا نظرنا للأسباب قد تزول الدهشة، البداية هى الضغوط والظروف الحياتية على كلا الزوجين والتوقعات من كل طرف مسئوليته عن استكمال مسيرة الحياة الزوجية وتقديم المودة والمؤانسة، الاستقلال المادى للزوجة مما جعلها لا تهتم بمسألة الإنفاق بعد الانفصال وتفضل أن تعيش بعيدة عن هذا الزوج «النكدي» مصدر المشكلات والاستغلال والقيود والشك والغيرة، المختلفة عن الغيرة الحميدة التى تسعد الزوجة وتشعرها بالحب والاهتمام.. هذا الأمر خلاف الماضى حيث كانت تعتمد كليا على الزوج فى الإنفاق خاصة فى حالة عدم عملها ووجود أبناء، أيضا من الأسباب تدخل الأهل فى أدق التفاصيل فى شئون كل من الزوجين ولا يكتفوا بتقديم النصح والإرشاد، واختلاف أسلوب التنشئة الاجتماعية وأسلوب الحياة الشخصية، وانخفاض مستوى التدين، ثم الاختلاف على قرار الإنجاب وتنظيم الأسرة. كل هذه الأسباب قد تؤدى الى الطلاق.
التأثير السلبى على الطفل
وقد ثبت من واقع الدراسات النفسية الآثار المدمرة من عواقب الطلاق على الصحة النفسية على الأطفال بعد أن يشق كلا الطرفين حياته ويصبح الطفل مؤهلا ليكون مريضا نفسيا نتيجة الصورة الذهنية السلبية والخاطئة عن الأسرة, سواء فى حالة إن كان سيقيم مع الأم او الأب حيث سيتم التدليل له بحجة حرمانه من حنان الطرف الآخر، واستمالته مع تشويه صورة الطرف الآخر مما يعرض الطفل للإصابة بالاضطرابات السلوكية وشعور باللامبالاة وعدم تحمل المسئولية أو العزوف عن فكرة الزواج أو الفشل فى الزواج فى المستقبل. أو فى حالة إقامته مع الأجداد نجد أنه يعيش أسلوبا خاطئا فى التربية او أخطارا معيشية لإختلاف فروق الأجيال، بجانب خلق الاتهامات للأم، ويعيش فى بيئة نفسية غير سوية تجعله يفقد الأمل فى المستقبل ويشعر باليأس والإحباط وعدوانية تجاه المجتمع.
ننصح كلا من الوالدين بالعقلانية والتفكير جيدا قبل إتخاذ قرار الطلاق الذى يكون ضحيته غالبا هم الأبناء حتى فى حالة لو كان الضرر أقل فى عدم الإنجاب, حيث نظرة المجتمع السلبية للزوجة المطلقة وفيما بعد تقدم تنازلات كثيرة أمام زيجة غير مناسبة أو زواج عرفى أو عليها ان تعيش فى الظل.
التدقيق فى اختيار الشريك
لذا تنصح د. صفاء بالتدقيق عند اختيار شريك الحياة، واختيار المناسب على المستوى الاقتصادى والاجتماعى والفكرى والثقافي، وعدم الخوف من أن يفوت قطار الزواج، والاتفاق من البداية على قرارات مثل الإنجاب وتنظيم الأسرة أو عمل المرأة أو سفرها للدراسة و للعمل بعد الزواج، و على النواحى المادية والإنفاق، وتأهيل الشباب للحياة الزوجية وتصحيح المعلومات الخاطئة عن الزواج مما يقلل أعداد الطلاق.
د هالة يسرى أستاذ علم الاجتماع والخبير التنموى تقول: من الأسباب أيضا صعوبة الأوضاع الاقتصادية التى أسهمت فى الاتجاه الى الفردية وتحول الأسرة من حالة الترابط الأسرى إلى حالة من التهلهل فى العلاقات، وسعى رب الأسرة وراء لقمة العيش وترك كل الأعباء الأخرى على الزوجة بما فيها ايضا العبء الاقتصادي، وزيادة الفجوة العاطفية والفكرية ما بين الآباء والأمهات التى أدت فى النهاية إلى حالة الاغتراب داخل الأسرة، أيضا دور التكنولوجيا غير المستخدمة برشادة زاد من حالة الانعزالية.
والظاهرة الملاحظة أن هذه الحالة من التفكك زادت فى الزيجات الحديثة بنسبة من 7% الى 40% فى السنوات الأخيرة.. بجانب ظاهرة ارتفاع معدلات الطلاق فى الريف المصرى وهذا مؤشر خطير وراءه ظاهرة زوج القاصرات وتعدد الزوجات والتى نتجت عنها ظاهرة أطفال الشوارع نتيجة تدهور أوضاع الأسرة.

أما النصائح والحلول فهي: أن يكون إصلاح الأسرة هو الاستهداف الأول لكل قطاعات الدولة، وأهمية وجود أجهزة مساندة وجمعيات مرشدة لتأهيل المقبلين على الزواج بدورات تدريبية وتعلم ثقافة الزواج لتكوين أسرة جديدة على أسس علمية ومنهجية سليمة قائمة على الحب والاحترام والتعاون، يتطلب أيضا وجود وزارة تهتم بشئون الأسرة المصرية، واستعادة دور كبار العائلات والحكماء والمجالس العرفية لحل الخلافات قبل الوصول للمحاكم، والتصدى لظاهرة تعاطى المخدرات لأن جزءا كبيرا منها وراء الظاهرة.