أخر الأخبار
حول زيارة عباس المفاجئة للمملكة العربية السعودية
حول زيارة عباس المفاجئة للمملكة العربية السعودية

لاشك ان عباس في موقف لا يحسد عليه بعد ان ابتلع الطعم الذي اعد له بدهاء وذكاء واحكام..

والواقع ان المراقب لمجريات الاحداث المتعلقه بالجهود المبذوله من اجل اتمام المصالحه يمكنه ملاحظة الاتي

# من حيث الظاهر(المعلن) تبدوا ان المصالحه تسير بخطى بطيئه وتشوبها بعض العراقيل والعقبات والتي يحاول الطرف الاخر (حماس) تذليلها باي ثمن ولو على حساب الموقف الغير معلن لحماس .

# بات واضح للجميع ان المصالحه كما يفهما عباس وفريقه تعني فرض شروط الطاعه والولاء والاذعان لما يمليه الطرف الاخر على خلفية ان حماس لا تملك الا ذالك.

 وان  اية اتفاقات سابقه لا تعنيه الا بالقدر الذي يخدم تصوراته ،وان الظرف مختلف ،

فهو يشترط اي تقدم على صعيد الملفات الاخرى بما اصطلع على تسميته بتمكين حكومة الوفاق وقد اضيفه اليه مأخرا (التمكين الامني)، التي عكستها تصريحات الدكتور رامي الحمد الله رئيس الحكومه والقائم باعمال فريق الشيطان..

# حماس تسعى لاظهار نفسها امام الجميع خصوصا مصر والسعوديه انها لا تألوا جهدا في المضي قدما في انجاز المصالحه على الرغم من الموقف الحقيقي وغير معلن لحماس والتي تعكسه احيانا تصريحات بعض مسؤوليها ،

 (تصريح ابو مرزوق حول تسليم المعابر ،تصريحات الزهار لتلفزيون العربي حول مفهوم المصالحه،مثالا لا حصرا).

 وعلى الرغم من العقبات والتعقيدات والتفسيرات المختلفه لمفهوم المصالحه من وجهة نظر الطرف الاخر.

# واضح ان حماس فعلا لم تعد تريد الاستمرار في حكم غزه ،وهي مستعده بالفعل للتنازل عن هذا العبئ الثقيل وتريد ان تحمل عباس وحكومة الوفاق هذه المسؤليه وهذا العبئ ولكن باقل الخسائر وبما يحفظ لحماس ان تكون جزء فاعل من النظام السياسي الفلسطيني (غزه مقابل منظمة التحرير ).

وهنا يمكن ملاحظة ان كل التنازلات  او التعديلات التي وردت في وثيقة حماس الاخيره جاءت في هذا السياق ولخدمة هذا الهدف..

والا لماذا تضحي حماس بموظفيها وكادرها في  المعابر والوزارات وتبدي هذا الاستعداد والتساهل في التجاوب مع فكرة التمكين؟؟

والى متى تؤجل حماس الاعلان عن عدم رضاها من تجاهل الطرف الاخر لاستحقاقات المصالحه كما يفهمها الشعب ومعهم كل فصائل العمل الوطني ...

الواضح ان حماس نصبت الشرك وتأمل بصيد ثمين ما بعد العشرين من الشهر الجاري (موعد لقاء الفصائل في القاهره لمناقشة اهم ملفات المصالحه ،(اعادة بناء وتأهيل منظمة التحرير والانخابات وتجديد الشرعيات).....

# الاهم من هذا وذاك  ان حماس ارسلت رسالة مفخخه للعالم والعرب بتلك الزياره لايران والتي اعلنت من خلالها ان الهدف منها تصحيح العلاقه مع ايران والبحث في سبل دعم المقاومه وقد تكررت هذه الزياره مؤخرا وما اشيع عن لقاء وفد حماس الرفيع بقيادة حزب الله وتوجت بتلك المكالمه التي اجراها الامين العام لحزب الله حسن نصر الله مع رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنيه..

هذه الرساله التي التقتها السعوديه وتعاملت معها على محمل الجد..

الرساله كان مفادها ان حماس لم تأتي الى المصالحه مرغمه ولكنها اعتبرتها (المصالحه) احد الخيارات المتاحه حاليا ،ولكنها تأخذ بالحسبان خيارات اخرى في حال تعذر المصالحه والتمركز خلف محور ايران حزب الله وقطر هو احد الخيارات المستقبليه الامر الذي يضر بمصالح المملكه العربيه السعوديه وخياراتها وتوجهاتها المستقبليه تجاه هذا المحور...

وعلى ما يبدوا ان السعوديه ومصر قد تلقفت الرساله وفهمتها جيدا...

ولكن لماذا السعوديه ولماذا في هذا التوقيت بالذات..؟؟؟

لا احد ينكر ان المملكه العربيه السعوديه هي احد اكثر الاطراف المعنيه بملف المصالحه كما هي مصر والامارات والاردن ولكنها فوضت مصر بمتابعة هذا الملف لاعتبارات جيوسياسيه متعلقه بالامن القومي المصري والعلاقه التاريخيه بين مصر وقطاع غزه.

وعلى مايبدو ان القياده المصريه ومن خلال زيارة عباس لها

حاولت جاهده ان توصل رساله معينه لمحور عباس مفادها انها لا تقبل باي حال  بافشال المصالحه والعوده الى المربع الاول وان مصر تفهم ان مماطلة عباس وفريقه تشكل خطرا على الجهود المصريه لانجاز المصالحه وان المنطقه تشهد مخاضا وان العالم لن ينتظر !وانها تفهم ان المصلحه الفلسطينيه والمصلحه العربيه عموما تقتضي الاسراع في انجاز المصالحه واستحقاقاتها ..(يمكن استنتاج ذلك من خلال متابعة الصحف والاعلام المصري بشكل عام وردود الافعال على على ما صدر من قيادات وازنه في فتح تشكك بموعد اللقاء القادم في القاهره وان الامر مجرد اشاعات وتحليلات وان الفصائل ومعها فتح لم تتلقى اية دعوات رسميه لهكذا لقاء وذلك في محاوله للابتزاز السياسي واخراج حماس عن صمتها)..

الامر الذي استدعى تدخل المملكه العربيه لترسل رساله واضحه وجديه لعباس بالعربي الفصيح ..

مفادها ان السعوديه تشهد تحولات داخليه وخارجيه وان تمحور حماس خلف حلف الشيطان (ايران وحزب الله ومعهم قطر) سيضر ايما ضرر بمصالح المملكه وتوجهاتها الخارجيه في المرحله القادمه وهي لا تريد ان تحمل عباس المسؤوليه عن ذلك والا....

والا فلا خروج أمن ولا مستقبل مضمون لعباس وفريقه ..

وبالعربي الفصيح ..

ان بديل العوده الى مربع الانقسام لن يكون سهلا وبلا دماء..وان البديل سيكون الاقتتال من جديد ودخول اسرائيل على الخط بشكل مباشر..لا سيما ان حماس المحت اكثر من مره باحداث فراغ امني في القطاع ، وان السعوديه تحاول تهدأة الاوضاع  الداخليه وانجاز المصالحه بالتزامن مع جهودها بترويض وتهدئة الاسرائليين على الاقل في المرحله القادمه..

بالعربي الفصيح السعوديه لعبت دورا كبيرا في انهاء ازمة البوابات الاكترونيه وكبحت جماح اسرائيل في سياسة الاسراع بفرض سياسة الامر الواقع على الارض تحسبا لاية افكار او حلول مستقبليه ..

بالعربي الفصيح..العربيه السعوديه هي من ضغطت على الامريكان وطالبتهم بالضغط على اسرائيل لوقف التصويت على مشروع القدس الكبرى الامر الذي كان من شأنه ان يخلط الاوراق ويفجر الاوضاع...

بالعربي الفصيح..

انظر حولك ..لن تكون لدينا اعز من الامراء والوزراء الذين تم القبض عليهم بتهم الفساد..وانت لست بخالي ...ولن تكون لدينا اهم من الحريري والملف اللبناني...

بالعربي الفصيح ..

هل تستطيع ان تتحمل وزر وعواقب ومسؤولية افشال المصالحه ..

نحن نسعى لتبريد الاوضاع فيما يتعلق بالملف الفلسطيني برمته بانتظار التسخين على جبهات اخرى والموقف الاسرائيلي المؤيد (او عدم المعارض على الاقل)  مطلوب ..وحماس لا يمكن ان تكون خارج النظام السياسي الفلسطيني مستقبلا ..هذا ما تعهدنا به للامريكان مقابل عدم ادراجها ضمن المنظمات الارهابيه..

 اعتقد جازما ان المستقبل القريب يحمل العديد من المفاجئات فهل ستكون زيارة قريبه لعباس الى القطاع احدى هذه المفاجئات ؟؟ وهل ستتوج تلك الزياره المفاجئه بخطوات من شانها التعجيل بانهاء الانقسام والمصالحه الداخليه داخل البيت الفتحاوي...؟؟ وهل الاحتفال بذكرى استشهاد الرمز ابو عمار في ساحة الكتيبه سيلقى بظلاله على توجهات عباس المستقبليه ؟؟وهل سيقرأها مستشاريه بانها استفتاءأ شعبيا على شرعيته وسيقدمون اليه النصح والنصيحه ان الخاسر الاكبر ليس عباس ولا دحلان انما فتح ..وهل ؟؟وهل؟؟؟

لا احد يدعي ان لديه اجابات ولكن الجميع يملك الكثير  من الشكوك والتساؤلات..

فهل ستبدد الشكوك وتعطينا القليل من الاجابات؟؟

الاجابة على التساؤل برسم عباس وهذا ما ستوضحه قادم الايام ..