أخر الأخبار
الاعتداء على مسجد الروضة في سيناء والموقف العملي المطلوب !
الاعتداء على مسجد الروضة في سيناء والموقف العملي المطلوب !

الاعتداء الارهابي والاجرامي الغاشم على مسجد الروضة في سيناء والذي اسفر عن مقتل 305 مصلين بينهم 27 طفلا والذي استنكرته الدول العربية والاسلامية والاجنبية وغيرها يمثل اعتداء صارخا على بيوت الله لما لها من حرمة ومكانة في قلوب المؤمنين، فلا يجوز المساس بها أو تدنيسها أو إهانتها أو التعرض لممتلكاتها أو للعاملين فيها بأي وجه كان.
وهذا الاعتداء الغاشم الذي اعلنت داعش الارهابية والمجرمة مسؤوليتها عنه والذي وصف بانه اخطر عمل ارهابي تتعرض له مصر يعتبر ورقة مكشوفة للجميع حيث أن الشعب المصري الشقيق يدرك أن هذه التصرفات الرعناء العبثية يراد منها اثارة الفتنة والبلبة واشاعة عدم الاستقرار في نفوس المواطنين في المجتمع المصري الآمن، الامر الذي يقتضي ضرورة وأد الفتنة في مهدها وعدم الانسياق وراء هذه الأعمال الشريرة التي تسعى لإشعال الفتنة وعدم الاستقرار في مصر.
ان بيوت الله خط أحمر ولا يجوز المساس أو الاقتراب منها أو التساهل مع العابثين بها بل إن هذه التعديات على بيوت الله واستهدافها ومحاولة النيل من قدسيتها لا تصدر الا من أشخاص بعيدين عن المبادئ والقيم الإسلامية.
 إن الإرهاب ينتهك إنسانيتنا كما يعتدي على إنسانيتنا، والإرهاب يحطم إنسانيتنا، مقاومة الإرهاب حق لإنسانيتنا، ومقاومة الإرهاب والتصدي للإرهاب حق من حقوق الإنسان، حق جديد أضيفه لحقوق الإنسان والحق في الحياة الآمنة هو أول الحقوق التي حرص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على تأكيدها، إذ قال في مادته الثالثة “لكل فرد الحق في الحياة والحرية وفي الأمان على شخصه” وأن ما يفعله الرئيس عبد الفتاح السيسي الآن هو إعمال لتلك المادة بكل ما تقتضيه من معنى، فالإرهاب بات يهدد الجميع في كل دول العالم. 
فالرئيس عبدالفتاح السيسي أكد في كلمته عقب الحادث الإرهابي على المسجد، إعلان حالة الحداد على أرواح شهداء الحادث الغادر، مؤكدا ان هذا العمل الإرهابي الآثم سيزيد المصريين صلابة وقوة وإرادة في التصدي للإرهاب ومكافحته، ولن يزيدهم إلا إصرارا ووحدة، مشددا على أن القوات المسلحة والشرطة المدنية ستثأر للشهداء، وستعيد الأمن والاستقرار بمنتهى القوة خلال الفترة القليلة المقبلة. وقال: هذا هو ردنا.. سنرد على هذا العمل بقوة في مواجهة هؤلاء الشرذمة المتطرفين الإرهابيين التكفيريين.وأشار إلى أن كل ما يتم هو محاولة لعرقلة جهود مواجهة الإرهاب، وتحطيم إرادة المصريين التي تهدف لوقف المخطط الإجرامي الرهيب الذي يسعى لتدمير ما تبقى من المنطقة، مؤكدا: نحن صامدون وسنتصدى وسنستمر، وهذا العمل الإرهابي لن يزيدنا إلا إصرارا.
 الاردن أدان بأشد وأقسى العبارات، التفجير الإرهابي الغادر، وأكد استنكاره التام، ورفضه المطلق، لتلك الحوادث الجبانة، التي تستهدف دور العبادة، على النحو الذي ترفضه كافة الأديان والشرائع السماوية، ويجافي مجمل القيم والأعراف، الأمر الذي يؤكد أن الارهاب لادين له، بل هو عدو الخير والإنسانية جمعاء.وشدد مجلس الوزراء المصري على أن الدولة المصرية ماضية في عزمها على استئصال الإرهاب الأسود من جذوره، وتطهير البلاد من عناصره الأثمة، ووضع حد قاطع لهذه الظاهرة الخبيثة التي تحاول النيل من عزيمة أبناء هذا الوطن، وتقويض مساعيه لاستعادة الأمن واستكمال خطوات البناء والتنمية، مؤكدا أن لدى الوطن وأبنائه في هذه المواجهة عزيمة لا تلين، وإصرارا لا يحيد، فالوطن باق، والإرهاب إلى زوال.
ومن البدهي القول إن الرؤية المصرية التي طرحها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لحقوق الإنسان مؤخرا تنطلق، أولا من أنه عندما يتهدد الحق الأول والأصيل من حقوق الإنسان فإنه لا مجال للحديث عن الحقوق الأخرى، لأنه باختصار لم يعد موجودا لينعم أو يطالب بأي من حقوقه، وثانيا من أن تأمين حقوق الإنسان لا تقتضي فقط تأمينه من الإرهاب، وإنما تقتضي أيضا ضمانا لحياة آدمية من خلال التعليم والصحة وتوفير جميع الخدمات الأساسية، وهو ما أكده الرئيس السيسي أيضا في مؤتمره الصحفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون منذ أسبوعين، 
فلا يمكن التركيز فقط على الحقوق السياسية، بينما لا يتم الالتفات للحقوق الأخرى التي يؤكد عليها أيضا الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادة 25 فقرة (1) التي تنص على أن لكل شخص حقا في مستوى معيشة يكفي لضمان الصحة والرفاهة له ولأسرته، خاصة على صعيد المأكل والملبس والمسكن والعناية الطبية وصعيد الخدمات الاجتماعية الضرورية، وفي المادة (26) التي تنص على أن لكل شخص حقا في التعليم. ويجب أن يوفَر التعليم مجانا، على الأقل في مرحلتيه الإبتدائية والأساسية. 
 ان هذا العمل الاجرامي الذي هز المجتمع الدولي والعربي لا يمكن السكوت عليه؛ لانه يعمل على شق صف المجتمع المسلم بصور وباشكال لا تمت للاسلام بصلة بل تشوه صورة الاسلام المعتدل والوسطي. لذا فان كل المجتمعات العربية والدولية مدعوة لرص الصفوف لنبذ هذه الافكار الهدامة الرامية الى المزيد من القتل والارهاب الفكري والظلامي في نفوس ابناء المسلمين الذين يرفضون الاساءة للاسلام عبر هذه الطرق الهدامة والتي نرفضها جميعا جملة وتفصيلا.