وحيد حامد
الخيال هو نعمة من عند الله - سبحانه وتعالى - ومن حق كل مواطن أن يتخيل كيفما شاء، فالخيال لا يمكن ضبطه وإحضاره، ولا يمكن حبسه فى زنزانة ولا يقدر أى معتوه أخرق أن يتهمه بالكفر أو العمالة.. أو يقذفه بتهمة الجنون.. وعليه فقد تخيلت أننا نحن البشر نعيش زمن القرود ودولتهم.. وعندما تكون للقرود دولة فليس لزاماً على البشر الرقص للقرود.. لندع القرود ترقص للقرود.. أما البشر فعليهم الحفاظ على إنسانيتهم التى خلقهم بها الله.. وطبعاً هناك نظرية كافرة تقول إن الإنسان أصله قرد، صاحبها عالم كبير..
إلا أن جدتى - رحمها الله - عندما كانت تحكى لى الحواديت فى طفولتى.. قالت لى ما هو عكس النظرية تماماً.. قالت: «القرود كانوا ناس زينا تماماً.. لكنهم أغضبوا ربنا - سبحانه وتعالى - فسخطهم الله وحولهم إلى حيوانات بهذا الشكل».. والآن ونحن فى هذا الزمان عندما أتأمل القرود بشتى أنواعها أجد أن مؤخراتها صلعاء بلا شعر يسترها، وغالباً ما تكون حمراء اللون، وأرى على وجوه القرود، إناثاً وذكوراً، لحية كثيفة تغطى الوجه، وأسأل نفسى، وأيضاً أسأل الذى لا يسأل إلا فى طلب العفو والمغفرة..
سبحانك ربى.. لماذا كانت القرود على هذه الصورة المفضوحة؟!.. ثم أستغفر بسرعة وأندم فالله - سبحانه وتعالى - لا يسأل عن مشيئته.. وهى المشيئة نفسها التى جعلت من القرود حكاماً فى بلاد ضاق أهلها بوطنهم وربما كرهوه، بلاد ترى الوطن مجرد فريسة يجب أن تطارد وتقتل وتؤكل.. هنا لابد أن ينزل الله عقابه على هؤلاء القوم الظالمين.. وبدلاً من أن يرسل عليهم الريح التى تعصف بهم.. أو المياه التى تغرقهم أو النار التى تحرقهم - سبحانه وتعالى - جعل القرود تحكمهم.. «إن عذاب ربك لشديد».
ذهب الخيال بى بعيداً.. كيف تكون دولة القرود؟ وكيف يكون حال قادتها وزعمائها أولاً.. باعتبارهم ولاة الأمور وأصحاب كلمة لا ترد. وكيف يحكم القرود أصلاً وهناك الأسود والنمور والفيلة والفهود.. وحتى الثعالب والذئاب.. وكانت الإجابة عند حكيم القرود بكل أنواعها وفصائلها عندما قال: هل رأيتم أسداً أو نمراً يأكل قرداً أو يطارده؟ نحن أحسن من يقفز.. نحن أحسن من يختفى فى حفر الجبال ويحتل أعالى الشجر.. نحن أكلة الموز ولابد أن نحكم ونحاكم ونثأر من الذين سخروا منا.. وأضاف حكيم القرود: لسنا الأقوياء، لكن لدينا الدهاء والمكر والخسة، والثلاثة هم وقود السياسة..
نحن الأتقياء لأن الناس تحب أن ترانا هكذا.. ونحن نكسب كثيراً بإظهار التقوى مع علمنا الكامل بأن الحكم والسياسة لا يعرفان التقوى.. والجميع يعلم أن الحجاج الثقفى كان معلماً للقرآن والحديث وأديباً وخطيباً وهو من جنس الإنسان وليس الحيوان.. ومع هذا قتل من قتل بلا رحمة، وهو الذى قذف الكعبة بكرات النار، وهو قاتل سعيد بن جبير، وعبدالله بن الزبير، الذى ترك جثته معلقة ومصلوبة.. وهارون الرشيد، وهو من جنس البشر أيضاً، كان يطلب الوعاظ ليعظوه ومن شدة التأثر يبكى حتى تبتل لحيته.. وبمجرد انتهاء الوعظ ومغادرة الوعاظ يعود إلى البطش وقطع الرقاب.. ونحن القرود لدينا التوحش اللازم للهجوم الضارى على كل من يحاول زعزعة حكم قبيلة القرود.
وعضة القرد قاتلة.. ولا أحد يزعم أن فى هذه البلاد أسوداً وسباعاً ونموراً وفهوداً.. فأغلب كل هؤلاء توسلوا إلينا حتى يصبحوا قروداً مثلنا بعد أن صار الحكم لنا ونحن نختار منهم من هو جاهز للخضوع وتقبيل اليد والرأس.. وقد هرع إلينا من هؤلاء أعداد كثيرة لم نتوقع خضوعها لنا بهذه البساطة.. وأصبح من حق القرود أن تركب الأسود.. وبعد هذا الشرح من حكيم القرود.
بعد هذا التوضيح والشرح من حكيم القرود كان لابد لى أن أحاول التعرف عن قرب على الزعامات المؤثرة والقيادية فى دولة القرود.
1- قــرد الجبلاية
بمجرد أن وصلت إليه، صعد إلى أعلى الجبل حيث وجد لنفسه مكاناً ومستقراً ومعه أتباعه وحاشيته وصار القرد الأعظم، تماماً كما فعل «حسن الصباح» زعيم طائفة الحشاشين حيث صعد إلى قمة الجبل واحتل قلعة «النسر» فتحصن بها.. وهو أول من فرض على أتباعه مبدأ السمع والطاعة.. وهو الذى سرق عقولهم بدخان الحشيش وجعلهم يعيشون الجنة وهم أحياء على الأرض عن طريق الخداع والقدرة على الإقناع.. كان يأمرهم بتعاطى الحشيش حتى تغيب عقولهم وتستولى النشوة على أبدانهم ويسرى الخدر اللذيذ فى عروقهم ويدفع بهم إلى الوادى الأخضر أسفل القلعة والجبل حيث أشجار الفاكهة وجداول الماء والجوارى الحسان ويعيش «المساطيل» الوهم بأن هذه هى الجنة..
وهى فعلاً جنة بالنسبة لرجال لا يعرفون الصحراء ورمالها الساخنة وشمسها الحارقة.. وقبل أن يفيقوا يدفع بهم إلى أعلى الجبل من جديد حيث القلعة الحصينة ويسألهم هل رأيتم الجنة؟ يقولون نعم وعشنا نعيمها..
فيقول لهم: هى فى انتظاركم تعيشون فيها إلى الأبد بعد أن تموتوا شهداء.. يهتفون سمعاً وطاعة وأمرك لا يرد.. قال لأحدهم: ارم بنفسك من فوق الجبل.. واندفع الرجل إلى التهلكة منفذاً الأمر ودون تفكير.. لقد رأى الجنة! وعليه أن يدفع بفرق الاغتيالات تغتال الخصوم بلا رحمة ومن يقبض عليه يقتل نفسه.. وكما فرض مبدأ السمع والطاعة فإنه أول من أنشأ فرق الاغتيالات الدموية والسياسية.
قرد الجبلاية الذى يتخذ من حسن الصباح قدوة ويؤمن بمنهجه ويعمل على تطبيقه أضاف إليه وزاد عليه دهاء حكماء صهيون وخطط النازية وقسوة الفاشية بالإضافة إلى نعومة الأفاعى ووداعة الحمائم.. وهو يحكم دون أن يكون الحاكم الظاهر أمام الناس ولديه جيشه الخاص من شباب القرود وهم فى تدريب مستمر وأصحاب قوة وبأس وجاهزون للقتال فى أى لحظة وقتال كل من يتمرد على مبدأ السمع والطاعة.. أو يناهض حكومة القرود.. أو ينازع أو يعارض أو يسخط.. أو يثور.. أفراد هذا الجيش المدرب والمجهز مستعدون لقتل الأهل والعشيرة والقبيلة تنفيذاً لأمر القرد الأعظم الذى يسكن القلعة فى أعلى الجبل.
2- قــرد السيرك
على عكس جميع القرود المحيطة بالقرد الأعظم «قرد الجبلاية» كان هذا غير لامع رغم أنه قرد أمريكى وليس أفريقياً أو آسيوياً.. وكان القرد الأعظم يسند إليه المناصب والمهام التى يتصارع عليها زعماء قبيلة القرود فيجد قبولاً من الجميع على اعتبار أنه لا يهش ولا ينش وأحسن القرود سمعاً وطاعة ودائماً يفعل ما يؤمر به، كان يشغل منصب الذراع القوية للقبيلة، وهو منصب رفيع لا يشغله إلا الصفوة من القادة.. وعندما جاء إلى هذه البلاد «السيرك العجيب والمدهش» وفيه الأسد واللبؤة والفيل والحصان والحمار ولاعبو الأكروبات والقرد المدهش الذى يبهر الجمهور بألعابه وأيضاً البلياتشو الذى يفجر الضحكات.. وعليه اجتمع قرد الجبلاية بالمجلس الأعلى للقرود، وكان القرار الذى لا رجعة فيه.. لابد أن نكون أصحاب السيرك.. وقال قرد الجبلاية «أكروبات إيه وكلام فارغ إيه..
إحنا اللى بدعنا الأكروبات» ولابد أن نكون أصحاب السيرك.. ولأن الأمر كان عاجلاً وملحاً فقد تم اختيار القرد الذى يشغل منصب الذراع القوية ليكون قرد السيرك بدلاً من القرد الأصلى الموجود فى السيرك الذى اختفى فجأة ولم يتم العثور عليه.. وتم تدريبه على أهم الألعاب وحذروه من أن يلعب من تلقاء نفسه.. يلعب حسب التعليمات المرسلة إليه.. ولابد أن يسأل عن أى شىء قبل كل شىء.. وقال القرد سمعاً وطاعة فصار قرد السيرك.
عالم السيرك مبهر وخلاب ومغرٍ، أصابته رجفة عندما شاهد كل هذه الأبهة وهو القرد الذى نشأ وترعرع فى غابة عجفاء خالية من الثمار ولا تنبت فيها أشجارها، ولأن قرد السيرك لابد أن يعد ويجهز فقد وجد من يقوم على نظافته وتسوية لحيته وألبسوه رداء السيرك البنطلون المخطط والجاكتة الكاروهات وأيضاً المنباغ الأحمر فأحس بذاته وأكثر من ذاته..
وعندما خرج إلى الجمهور أدهشته شدة الترحيب والتهليل فأخذ يدور حول نفسه وهو يقف وسط دائرة الألعاب ويتفقد هذا الجمهور.. قفز فى الهواء قفزة عالية.. أعجبت الناس فصفقوا وهللوا وكبروا فتوهم أنه زعيم. جاءوا له بالحصان كى يركبه ويطوف به وهو يقدم ألعابه إلا أنه رفض وصمم على أن يركب الأسد ويقدم ألعابه فوق ظهره.. قالوا له اتصل بصديق، فتذكر قرد الجبلاية الذى أعجب بالفكرة، وقال له أثق فى مهارتك.. أن يركب القرد الأسد واقعة لم تحدث فى تاريخ البشرية، ولكن الأسد هذا كان واهناً وفاقداً الهمة وليس له كرامة ويرى اللبؤة زوجته فى أوضاع مخلة مع كلاب السيرك ويغمض عينيه.. ولكن للأسف هو أمام الناس أسد..
الإعجاب بالقرد وهو يقدم ألعابه على ظهر الأسد وصل إلى حد الهوس حتى إن واحدة من المتفرجات أصرت على لقائه للتعارف والتعبير عن الإعجاب وعندما التقى بها فى عجالة لمح ساقيها المدملجتين وبياضهما الصافى الرائق.. بلا شعور داعب عضوه الذكرى.. وإذا بالسيرك كله يهتف ويصيح ويهلل ويضحك.. أروع لعبة قدمها قرد السيرك.. قال مشاهد «لو المنظر ده فى السينما كانت الرقابة قصت أمه».. أما زوجة الأسد التى شاهدت الواقعة فقد ذهبت إلى القرد وغازلته قائلة «أنت رجل والرجال قليل أنت تملك ما لا يملكه الأسد» إلا أن القردة «أم ميمون» وصلها الخبر فما كان منها إلا أن تركت بيتها ولازمت بعلها.
3- قــرد القرود
هو القرد الخازندار.. «توضيح» الخازندار هذه وظيفته ولا علاقة لها بالشارع الذى يحمل نفس الاسم.. أيضاً ليست هناك علاقة بالسيد القاضى أحمد الخازندار الذى قتلته جماعة الإخوان كفانا الله شرهم وأبعد عنا كيدهم وحجب عنا مكرهم، فقد بلغنا أنهم طغوا فى الأرض.. ما علينا.. القرد الخازندار هذا هو الخازن لأموال قبيلة القرود والذى يقوم بتشغيلها وتنميتها.. وهو شاطر جداً فى هذا المجال لدرجة أن التراب إذا أمسك به صار ذهباً.. وهو الذى يحتكر تجارة الموز طعام القرود المفضل، وأيضاً بقية الأطعمة الأخرى.. وتجارة الأغذية تحديداً هى الأكثر ربحاً بعد تجارة السلاح والمخدرات.. ولكنها الأخطر فى عالم السياسة..
قد يصبر المريض على آلام المرض.. وقد يتحمل الجريح عذاب جرحه.. أما الجائع فإنه لا يقدر على تحمل الجوع.. والجوع مذل ويوتر الأعصاب ويدفع إلى الغضب، وعليه فقد قرر هذا القرد التحكم فى كل أنواع الطعام.. يفتح الدكاكين الكبيرة التى تستوعب ما يكفى سكان الغابة ودون مجهود يصبح المتحكم فيهم، وغير الطعام يتحكم فى كل ما يخص المسكن والملبس والدواء وحتى مدارس القرود الصغيرة..
قرد القرود هذا هو القوى الحصين، وهو ليس أكبر من قرد الجبلاية فى الأهمية لكنه لا يقل عنه، وهو قادر على إصدار القرارات والأوامر، ويتم العمل بها دون الرجوع إلى قرد الجبلاية، وقد ظن بعض القرود أن قرد القرود هذا يسعى ويطمع فى الجلوس أعلى الجبل مكان قرد الجبلاية.. لكنه لا يفكر فى هذا مطلقاً.. ماذا سيجنى من وراء هذا وهو التاجر الشاطر غير تقبيل القرود يده.. وهو القادر بفلوسه على أن يجعل القرود وغير القرود يقبّلون يده ومؤخرته الضخمة إذا لزم الأمر..
كان يطمع ومازال فى أن يكون قرد السيرك الذى تلتفت إليه الأنظار.. والذى يتحرك فى موكب مهاب مدجج بالسلاح وكأنه خارج على رأس جيش يحارب الأعداء ربما فى سيناء.. كان ومازال راغبا وطامعاً فى أن يكون قرد السيرك حتى يصبح القرد الرسمى الذى يتصرف فى أمور الدولة كما يشاء ويرغب.. وصحيح أنه رسميا وعملياً لا يشغل أى منصب فى دولة القرود.. إلا أنه دولة القرود ذاتها ومخطط سياساتها ومشعل حرائقها وناشر الفتن.. وانتظروه فهو قادم.. قادم.. لا محالة.
4- قــرد الحاوى
العب يا ميمون..
يعرف فى قبيلة القرود بأنه قرد «بن حنت»، والحنت هو ابن الثعلب، وتقول عجائز القبيلة إن أمه القردة ميمونة قد وطئها ثعلب وقرد فى ذات الوقت، وكل منهما اعتلاها بعد الآخر مباشرة فحملت بهذا القرد العجيب المدهش ولا نعلم إذا كان أبوه الثعلب أم القرد أم أنه نتاج نطفة مشتركة.. (اعتذار.. الوطء والاعتلاء كلمتان لم أكن أعرفهما لأنى قليل المعرفة ومازلت أتعلم وقد تعلمتهما من أحد الشيوخ فى دولة القرود وأصبح استعمالهما جائزاً، وإذا قلت أنا ذاهب إلى حفل نكاح فاعلموا أنى ذاهب إلى فرح، فهذه هى لغة دولة القرود). القرد ابن الحنت هذا من يومه كان يسعى بكل جهده لكى يلفت الأنظار إليه.. وعليه كان أول من تباهى بمؤخرته الحمراء العارية ولم يلتفت إلى تحذيرات أمه بأن فى القبيلة من يحب اللواط ويعشقه..
إلا أن عشقه الظهور جعله يقوم بتصرفات شديدة الرعونة فيزعم أنه قادر على فعل أشياء عظيمة لدولة القرود ويراهن على ذلك لكنه يخسر دائماً لأنه هزيل الجسم ولا يعرف فنون القتال، وإذا حاول القفز من شجرة إلى شجرة أخرى سقط على الأرض بينهما.. ولكن لديه قدرة مدهشة على التبرير فيقول إنها سقطة مدروسة، الغرض منها فتح آفاق جديدة لمشروع الوثيقة والتى تستلزم إجراء المزيد من التجارب.. وهو قرد كاذب وإذا اعتزل الكذب اختنق.. أمام هذا العجز البدنى كان البديل لديه الحماقة وطول اللسان والعدوانية فى الكلام..
باحثاً عن أى منصب فى دولة القرود ولكن المنصب لا يأتيه أبداً.. وعليه فإنه يكثر من الكذب.. ويكثر من صنع التبريرات وإهانة خصوم دولة القرود بالوقاحة والفجاجة وقلة العقل، ويبدو أن هذه الأفعال لم تجد قبولاً لدى زعماء دولة القرود، فقد قرروا الخلاص منه.. بإسناد مهمة تصلح له ويصلح لها.. القرد الذى يسرح به حاوى القبيلة.. فهو المدرب على كل الألعاب.. وهو القرد ابن الحنت الذى لا يخجل من عرى مؤخرته.. وأحسن من يعمل عجين الفلاحة ونوم العازب وهو البارع فى هز المؤخرة.
5- قـرد الغجر
هو حالة نادرة فى عالم القرود.. فهو القرد الوحيد الذى نبتت على رأسه قرون مثل قرون الوعل فصار القرد المحارب.. يتم إطلاقه على أى خصم فيرهب الخصم وينطحه لإظهار القوة والبأس ليس إلا.. لهذا السبب هو مقرب من قرد الجبلاية وأيضاً قرد السيرك وكذلك قرد القرود يحبه.. نشأ وترعرع فى مضارب الغجر الكائنة على أطراف الغابة بلا موارد فعلمه أبوه القرد الغجرى العجوز أن يكون هجاماً خطافاً يخطف أى شىء سواء كان طعاماً أو ملبساً أو حلية.. أيضاً علمه المهارة فى الهجوم على خلق الله وبث الخوف فى نفوسهم، خاصة أنه القرد ذو القرنين.. وعندما أثبت جدارة ..
انتقل من مضارب الغجر إلى القلعة الواقعة أعلى الجبل فكان أحد رموزها.. وهم بدورهم أحسنوا استغلاله.. فقرد الغجر هذا.. تراه فى كل مكان.. تراه فوق منصة.. أو يرسل قروده لهدم منصة.. أو على شاشة تليفزيونية حيث ترى قرنيه قبل أن ترى وجهه وهو الذى يتولى أمر «الخازوق» الذى سيكون أبوالقوانين فى هذه الدولة التى يحكمها القرود.. وهو شديد الحماس ويختار المشاركين فى صنع «الخازوق» حسب المواصفات المطلوبة.. ويغرس قرنيه فى صدر كل من يعارض هذا الخازوق.. نسأل الله أن يصنع خازوقه ثم يجلس عليه.. أما نحن فنسأل الله السلامة.