حسن عصفور
ليست المرة الأولى التي تستخدم بها أجهزة "حماس" القوة المفرطة الى درجة لا تستقيم مطلقا مع كل التخفي بستار "الدين" او الإختباء وراء لحية لم تعد كافية لتغطي أن الدين ليس قولا وكلاما وخطبا يوم الجمعة، بل سلوكا وممارسة وفعلا وقولا حسنا، ويبدو أن قادة المجلس التنفيذي الحاكم في غزة لم تعد لهم صلة تذكر بتلك الصفات التي جاء بها الدين الحنيف، ليست المرة الأولى التي تقمع بها قوى حماس الأمنية مظاهرة أو مسيرة أو نشاطا، فهي تمنع كليا اي نشاط لأي فصيل غيرها وتوابعها منذ انقلابها الأسود في قطاع غزة، الفعاليات الشعبية لا تتم الا لمن ترضى عنه أجهزة أمن ومخابرات ومؤسسة الردع الحمساوية..وتعتمد بذلك على مصادرة عمل وسائل الاعلام العربية والدولية من تغطية أي فعالية شعبية غير حمساوية، وسبق لها أن هددت قنوات "صديقة لها" بالطرد والحذف والتشهير..تعتمد مؤسسة "الردع – القمع" الحمساوية أن الاعلام ولا امكانية لاعلام بما تقوم يمكنه أن يكشف ما تقوم به ..
ولكن جاء شريط فيديو تم تصوريه بشكل "سري" لم تراه عيون أو بصاصي الأمن الحمساوي، جاء ليفضح اخر و ابشع أساليب قمع تحدث في واقع فلسطيني فاق كثيرا ما قامت به أجهزة أمن السلطة قبل فترة أدت لحدوث "هزة ديمقراطية" نتج عنها تشكيل لجان تحقيق ومطالبات وطنية باجراءات جادة لمحاسبة كل من له صلة بقمع رام الله، لكن حركة "حماس" بعد الفضيحة وانتشار الفيديو بساعات خرجت لتعتذر لا أكثر ولا أقل، وكأن أداة الجريمة وصاحبها ومن قام بها سيتعلمون لاحقا من ذاك "الاعتذار"..
كان من الأجدر بقادة الحركة أولا في غزة وقادتها في الخارج ثانيا، أن يتقدموا جميعا باعتذار صريح واعلان التوبة عن مثل تلك الافعال، وتشكيل لجنة فورية وطنية وأخرى مهنية للتحقيق فيما حدث من "جريمة" سياسية – أخلاقية ضد اعتصام سلمي جدا لنساء القطاع يطالب الاعتصام بانهاء الانقسام لا أكثر ولا أقل، الاعتذار الصبياني لا يكفي على تلك الجريمة اللااخلاقية، والمحاسبة ليس فقط على السلوك الممعيب – المشين فحسب، بل على جريمة الاعتداء على البعد السياسي لرفض اعتصام يطالب بانهاء الانقسام، وكأن اجهزة الرد- القمع ترسل رسالتها للكل الفلسطيني أن الاقتراب من الانقسام والتحريض على نهايته "خط أحمر" لا يجوز الاقتراب منه، وكأن الانقسام بات هدفا أمنيا وطنيا لـ"موسسة الردع الحمساوية".. الحساب لا يجب فقط أن يكون على سلوك معيب اخلاقيا واجتماعيا ووطنيا، بل على ثقافة وسياسة تقف وراء ذلك القمع..
الجبن الذي أصاب قوى سياسية ومؤسسات حقوقية يشكل ايضا مصيبة من نوع مختلف، شخصيات لا تهدأ مع كل حالة قمع أمني أو سلوك قمعي في الضفة الغربية، فيما تصاب بخرس وانزواء أمام اي سلوك شائن وقمع لا يتوقف تقوم به اجهزة القمع – الردع في غزة، فتلك المصيبة الكبرى، ولعل التضامن مع الكاتب جهاد حرب، وهي حق له ونقيصة للسلطة، فاقت كثيرا جدا ما كان من ردة فعل قمع علني وقوة تستخدم الا من حاقد كاره للحرية والديمقراطية..صمت بعض القوى يضعها تحت دائرة الشك والريبة أنها لا تتحدث دفاعا عن الحريات بل تستخدمها وفقا لحسابات خاصة، صمت لا يقل عن جريمة الفعل التي قام من ارتكب الجريمة..ربما فضحت نفسها بنفسها سيكون لشعبها معها حساب عسير، خاصة أحد القوى التي تصرخ كثيرا امام اي فعل قمعي من السلطة، وكان أبرز الصامتين الجبهة الشعبية والنائب خالد جرار، وكأن بيان حماس ضد الجبهة ردا على تصريح مهنا أصابها بحالة ارتباك سياسي، فيما غابت حركة فتح عن التعامل المطلوب خاصة وانها تمتلك قاعدة شعبية مضاععفة لقوى غيرها، لكن حسابات فتح يبدو أنها كانت منشغلة في حملة "تبيض" تصريح الرئيس..
ما حدث في غزة من أمن حماس يشكل وصمة عار لا يكفي معها الاعتذار من ناطق أمني شاب.. الاعتذار الحقيقي يكون بتشكيل لجنة وطنية تحاسب كل من قام وساهم وسمح يتلك الجريمة العار، واعلان ذلك للشعب عامة وتعهد واضخ وعلني بالكف عن تلك الأساليب المتخلفة.. وكأن سادة الأمن في غزة يعتقدون أن القمع يكفي لوحده للبقاء في حالة الخطف..لقادة حماس لن تستطيعوا الا ستمرار بخداع كل الناس طوال الوقت.. تأكدوا ان سلوك الأمس يقرب انكشاف الحقيقة، واستغلال الحصار لا يكفي لتبيض قهركم لسكان القطاع..!
احذروا غضب الفلسطيني جدا.. ونأمل من القيادة الجديدة للحركة أن تدرك أن "الأمن ليس هو الحل"!ملاحظة: مبروك لعرب أمريكا المنتشرين جدا ولبعض قادة الاخوان فوز مرشحهم اوباما.. ولنا قراءة أخرى لفوز "حبيب خلية التدمير" واصدقاء الناتو كتابا وسياسيين..!تنويه خاص: فلسطين تقترب من فوزها بما تصبوا اليه.. نحتاج دعوات كل فقراء الوطن أمام من ينصب الفخاخ و"السحر الأسود" لقطع طريقها!