أخر الأخبار
البحث عن “رعاة للمفاوضات”..يا سلام عهيك “هدف”!
البحث عن “رعاة للمفاوضات”..يا سلام عهيك “هدف”!

قبل أيام تداولت وسائل الاعلام عامة، خبر استدعاء مدير مكتب منظمة التحرير في واشنطن للتشاور، واعتبر البعض أن تلك خطوة في سياق "صياغة موقف فلسطيني" ضد قرارات الإدارة الأمريكية بشان القدس والتهديد بوقف المساعدات، الى جانب الحملة المالية والسياسية ضد وكالة غوث اللاجئين (الأونروا)، بما تمثله من رمزية خاصة للقضية الأكثر تعبيرا عن القضية الفلسطينية، والنكبة الكبرى الأولى التي نجمت عن "إغتصاب فلسطين وتشريد ملايين من أهلها"..
وفجأة تقرأ خبرا ان المدير المستدعى للتشاور يواصل مهامه بشكل طبيعي من العاصمة الأمريكية، دون اعلان عن عودته، وكانت التصريحات التي كشفت انتهاء "التشاور" والعودة الى مكانه، ما أعلنه مدير مكتب المنظمة، بأن الرئيس محمود عباس أوصاه بـ"تصويب العلاقة مع الإدارة الأمريكية"، والتي يبدو أن عباس رأى أنها "إنحرفت عن مسار" كان متفق عليه..
تصريحات مدير المكتب، جاءت في سياق حملة سياسية منظمة يقوم بها فريق الرئيس عباس لما يسمى بـ"وضع القرارات الخاصة للمرحلة القادمة"، المفترض ان يناقشها المجلس المركزي يوم 14 يناير، كرد على التطورات الأخيرة الأمريكية - الاسرائيلية..
وبتدقيق في جوهر التصريحات العلنية لبعض أعضاء "الفريق الرئاسي"، يمكن الاستدلال بأنها تنطلق من التزام عباس ومن معه بـ"عملية السلام والمفاوضات"، لكن الخلاف على "رعاتها" بحيث لا تبقى الولايات المتحدة هي الراعي الوحيد لها، بعد أن خرجت عما كان متفقا عليه، دون أن نعرف أو يعرف أي فلسطيني ما هو "المتفق عليه، بين فريق الرئيس عباس والإدارة الأمريكية، وهل هناك "صفقة سرية" تم التوصل اليها خلال مفاوضات غير علنية، كما اشارات بعض المصادر قادها مدير مخابرات عباس وأمين سره المالي..
أحد أعضاء الفريق يوم الإثنين 8 يناير 2017، عضو تنفيذية المنظمة د.مجدلاني، في مقابلة مع وكالة محلية، أعلن أن الأمر الرئيسي الآن هو البحث عن رعاية جديدة للمفاوضات، وكسر الاحتكار الأمريكي وايجاد صيغة للرعاية التفاوضية تماثل رعاية الاتفاق النووي الايراني ( 5 + 1)، ولا نعتقد أن مثل هذه الأقوال تحتاج الى مزيد من التنفسير او اعادة شرحها..
الواضح جدا، ان الهدف المركزي الذي يبحث عنه الرئيس عباس وفريقه، وعشية وصول نائب الرئيس الأمريكي بنس الى المنطقة، هو تقديم تصور تفاوضي جديد، بدلا من القائم، وكأنها رسالة تعيد "تصويب" أقوال محمود عباس في "لقاء إسطنبول" بأن الولايات المتحدة وضعت نفسها خارج الرعاية التفاوضية، بقرار ترامب، ثم كررها ثانية في لقاءات لاحقة، وأعاد قولها بعضا من "مريديه السياسيين"..
ما دام الهدف المركزي الآن للفريق العباسي هو البحث عن إحداث "تعديل جوهري" في الرعاية التفاوضية، فما هو دور المجلس المركزي المفترض ان دعوته جاءت لـ"صياغة رد استراتيجي" مزلزل، وفقا لوصف البعض الفتحاوي، فهل يكون هدف الجلسة منح الرئيس عباس فرصة جديدة للبحث في "أفضل السبل" لإعادة الاعتبار لعملية السلام والمفاوضات، وتحديد شكل الرعاية وأطرافها، اي تحسين "لرعاية العملية"، وليس خروجا من عملية لم يعد لها اي قيمة سياسية، سوى أنها تمنح دولة الكيان الفرصة لتكريس مشروعها الاستيطاني - التهويدي في الضفة والقدس..
الاصرار على أن الهدف المركزي لا زال هو "عملية السلام والمفاوضات"، ليس سوى استمرار في ذات الطريق الكارثي الذي أنجب "الحالة اللقيطة" للمشهد السياسي القائم..تهويد واستيطان واعلان سيادة للمحتل، وتهمميش قضايا القدس واللاجئين، ونقل النقاش حولها الى جوانب أخرى..
الحديث عن "قلب الطاولة ووضع استرتيجية جديدة جذرية"، لا يمكنه إطلاقا أن يتماثل والحديث المستمر عن الالتزام بعملية السلام التفاوضية وفق اسسها ولكن مطلوب تغيير راعيها..فتلك هي المهزلة الكبرى التي يمكن أن تكون، والخدعة الكبرى التي سيحاول فريق عباس تمريرها في المركزي القادم، ليأخذ "شرعية مضافة" لمساره السياسي..
من يريد "قلب الطاولة" يبحث سبل "الانقلاب الشامل" في أسس المواجهة، وليس "صراخا" ينتهي بأن المطلوب "تصويب العلاقات مع الأمريكان" ليس إلا..
"الحنجلة السياسية" تدق الباب التسووي وليس غيره، ومن يتوهم أن فريق عباس لديه غير ذلك، ليس سوى "طفل سياسي غير مفطوم"..ولن نقول لكم بعد أيام ألم نقل لكم، لأن من لا يرى من الآن حقيقة المناورة ليس له نصحا بل سيكون "قذفا" بما يمكن قذفه..!
ملاحظة: تقرير أجهزة أمنية اسرائيلية تشير لمخاوف من فتح ملفات جرائم حرب الكيان ضد الفلسطينيين وخاصة ضد أهل القطاع، هل من مستفيد من ذلك ليستخدم السلاح الذي تم تجميده ترضية لـ"السيد الكبير" اللي أهانهم شر إهانة!
تنويه خاص: الاتهامات المتبادلة بين فتح (عباس) وحماس حول من عطل التصالح، تكشف كم أن الحال وصل الى درجة معيبة خالية من اي احساس وطني..ويقولون أن "المؤامرة خارجية"!