القدس المحتلة-الكاشف نيوز: نشر المحلل العسكري الاسرائيلي "سوسي مليمان" في صحيفة معاريف العبرية ، ان تقديرات في الجيش الإسرائيلي تشير الى أن حماس لا تسعى للحرب على المدى القصير، لكن هناك تخوفات بأن تقود ردود أفعال حماس على تدمير انفاقها الى تصعيد عسكري، يخرج عن السيطرة.
واضاف مليمان في العدد الصادر اليوم الاثنين ان الكشف عن نفق كرم أبو سالم وتدميره أول أمس، سيدفع حماس الى الزاوية، فهذا هو النفق الثالث تقريبا، الذي يكشف عنه الجيش في الشهور الأخيرة، وحماس تدرك أن إسرائيل تنجح بشكل تدريجي وبمساعدة وسائل حديثة في القضاء على انفاقها.
الوسائل التكنولوجية الحديثة ستعمل على فصل هذه المنظمة الغزاوية عن سلاحها الاستراتيجي الوحيد وهو الأنفاق الهجومية.
بعد ذلك سيصبح وضع حماس صعب، خصوصا عندما تنهى إسرائيل خلال العام الجاري بناء الجدار (العائق) التحت أرضي على المنطقة الحدودية الفاصلة مع قطاع غزة، بطول 65 كيلومتر مربع.
ومع الانتهاء من هذا الجدار المسلح بكافة وسائل الأمن المراقبة والاستشعار فوق وتحت الأرض، فإن قدرة حماس على حفر الأنفاق الهجومية سوف تتراجع كثيرا. وهذه هي بحق معضلة حماس.
معضلة حماس:
حماس تريد الرد على كشف وتدمير انفاقها، والعمل على إعاقة استكمال بناء العائق التحت أرضي على الحدود مع غزة، وبهذا ممكن أن تورط نفسها في جولة قتال جديدة أمام "إسرائيل".
الأمر الذي سيمنعها من الاستمرار في بناء قوتها العسكرية، وقد يعرض علاقاتها مع مصر للتدهور من جديد، خصوصا أن هذه العلاقات تحسنت بشكل نسبي مؤخرا.
حتى أن الكشف عن هذا النفق للدعم اللوجستي، سيثبت للمصريين حجم العلاقات بين حماس وداعش، ورفضها لقطع العلاقات معهم، وفي نفس الوقت سيجعل المصريون يشككون في نوايا حماس تجاه المصالحة.
بالإضافة الى أن اتفاق المصالحة جاء وأسهم في تدهور أوضاع حماس، التي اعتقدت أنها ستستطيع من خلاله تطبيق نموذج حزب الله في غزة من خلال ادارة السلاح، وترك أمور إدارة السكان للسلطة الفلسطينية.
والأكثر من ذلك هو الحرب الإعلامية النفسية التي تمارسها "إسرائيل" مؤخرا ضد هذا التنظيم ، والتي يتم توجيهها مباشرة الى السكان، للضغط على الحركة.
"إسرائيل" تعمل على إقناع سكان غزة على أن حماس تعمل بعكس مصالحهم، ولا تهتم لحاجاتهم ، وتركز على بناء الأنفاق فقط، وهذا ما ركز عليه الناطقون باسم الجيش الإسرائيلي بالأمس، حيث ذكروا أن هذا النفق يمر من تحت معبر تجاري – كرم ابو سالم.
أخيرا تشير التقديرات في منظومة الاستخبارات العسكرية إلى أن حماس الغير معنية بالحرب على المدى القصير، قد تتورط في جولة قتال جديدة من خلال الرد على تدمير أنفاقها.
هذه الردود، قد تودي الى تصعيد عسكري سرعان ما يخرج عن السيطرة، و"إسرائيل" ليست معنية بذلك، وتسعى للحفاظ على اتفاقية وقف إطلاق النار منذ العام 2014، مع ذلك يجب أن لا ننسى أن الحرب الأخيرة على غزة اندلعت بدون أن يكون الطرفين معنيون بها.