أخر الأخبار
الرش على الجُرح ملحًا
الرش على الجُرح ملحًا

لم أرغب في فتح ملف التلاعب بالأراضي المملوكة لأبناء شعبنا المسيحيين، وبيعها لليهود، بتواطؤ وفساد العرص البطرك اليوناني ثيوفيلوس الثالث، ومعه عدد من الأوغاد من حلقة عبس الضيقة. ففي الحقيقة لا أريد أن أرش على الجرح ملحاً. فقد أصبح من مألوف حياتنا، أن نصمت على كل رزيّة من الرزايا، لمجرد أن معتوهاً من متطرفي الصهاينة يقول إن عباس لا يعجبه، وأن القضية التي لا تعرف يوماً بلا منعطفات، تمر بــ "منعطف خطير" وبالتالي سيبادر السحيجة الى القول إننا نتساوق مع العدو. فهذه هي أحدى السنن المعمول بها، لتمرير البلاءات ولغض الطَرْف عن الفساد الفاجر، لكي يكون بمقدور عباس أن يتحدى في عرضه الطويل أمام المجلس المركزي أي إنسان لديه بينات فساد، ولا يثبتها هو بنفسه (وليس بأدوات الدولة)!

لكنني أتحدى اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، بمجموع أعضائها، أن يفتحوا هذا الملف أمام عباس لمساءلته، وأن يفتحوا ملف بيع ممتلكات منظمة التحرير في لبنان، ودور شركة "اللؤلؤة للإنماء" التي أنشأها نجله ياسر للالتفاف على عمليات الشراء والبيع، أو أن يطلبوا باسم منظمة التحرير، ولو عن طريق جامعة الدول العربية، أن يسلمهم النائب العام اللبناني، ملف تعاملات هذه الشركة، وهي المُدرجة في السجل التجاري في بيروت برقم (1009809) بتاريخ 15/5/2009م. وهذه الشركة قد أنشئت خصيصاً لتسجيل الأراضي بإسمها ،وقد أسسها أثنان من رجال الاعمال من عائلة خوري المعروفين بقربهم و علاقتهم بياسر عباس، بينما يرأس مجلس إدارتها المدعو/ يوسف عفيف كنعان اللبناني الجنسية، ووكيل الشركة المحامي/ نسيب شديد.

العرص ثيوفيلوس محض فاسد يتسربل بالكهنوت المسيحي، والحق ليس عليه بقدر الحق الذي على أبناء فلسطين. فالرجل، عند الجد، سيقول إنه مولود في مدينة غارغالياني اليونانية، وليس في محيط بيت لحم حيث مهد المسيح عليه السلام.

هل يجرؤ أعضاء اللجنة التنفيذية، على طرح الموضوع، مثلما تجرأ محسوبكم، في قلب "المقاطعة" على أخذ رئيس سلطة الأراضي السابق من يده، الى غرفة مغلقة لتحذيره من مغبة الضلوع في التلاعب بملكية أراضي المواطنين الكويتيين في الضفة، وإعطائه المعلومات بشأن خطة التلاعب وأسماء اللاعبين، وإجزال النصيحة له، بأن يحافظ على سمعته وعلى مستقبل أولاده، وهو شاهد حيْ. فقد تحدثت معه كصديق واسمه نديم البراهمة "أبو سفيان" وأظنه فقد منصبه لأنه عمل بالنصيحة!

وفي الحد الأدنى، هل يجرؤ أعضاء اللجنة التنفيذية، على مساءلة عبس، عن بيع أحد عظام رقبته وأبناء جيرانه في صفد، شقة باهظة الثمن، كانت جبهة التحرير الوطني الجزائرية، قد أهدتها في الأصل، لمنظمة التحرير الفلسطينية، لإقامة سفير فلسطين فيها، ولما قبض البائع ثمنها، فرض على الصندوق القومي، بحكم دلاله عند عبس؛ أن يتقاضى المبلغ في عمان، على أن تتسلم سفارتنا في الجزائر المبلغ، لحساب موازنتها لعدة أشهر.

مصيبتنا لم تبدأ ولا تنتهي عند ثيوفيولوس. مشكلتنا في اللجنة التنفيذية، وربما في اللجنة المركزية إن عددنا الهمروجة الزنانيرية مؤتمراً عاماً وسابعاً لحركة فتح!

نحن، يا هؤلاء، أهل الحارة، وسيطردكم الفتحاويون منها، وسيقاضون أبناءكم الذين سَيَرثون أموال وممتلكات الحرام. نحن هنا يا هؤلاء، وأولادنا حاضرون من بعدنا. نحن نقدر وقاحتكم التي تلامس الشجاعة. فوقاحتكم تتغاضى عن واجب مراءاة الناس واسترضاء القوم، فنراكم تهجمون عليهم، وتجاهرون بأنكم تعاقبون غزة وتخنقونها وتتضاحكون. فمن المعروف أن اللصوص دائماً يتقمصون أدوار الكرماء في بيئتهم، لكي يكون لهم محبون وأصحاب!