أخر الأخبار
جون كيري وتحية «السلام عليكم» بالأمريكي
جون كيري وتحية «السلام عليكم» بالأمريكي
خالد أبو الخير

الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية الاميريكي جون كيري الى المنطقة بهدف «دفع» عملية السلام، لا لون ولا طعم لها ولا نكهة!

ما تسرب من ملامح رئيسية لـ»اتفاقية الإطار» التي يعمل على إرسائها بين الفلسطينيين ودولة الاحتلال، تقوّض ما تبقى من الدولة الفلسطينية من جانب، وتقلل من شأن الدولة الأردنية، وتعتدي على حدودها من جانب آخر، وفق شخصيات اردنية. الأمر الذي يعني ان أي حل «اميركي» للقضية لابد ان يكون على حساب العرب، الذين قدموا ما استطاعوا وأكثر، ولا يعرف كيري ولا يريد ان يعرف انه ما عاد هناك مجال اصلاً لتقديم أي شيء جديد.

المشكلة أن الدفع الإعلامي الذي يصاحب جولة كيري مثخن بالأمل والنوايا العريضة، بيد ان الواقع يؤكد أن أحدا لم ينتبه إلى ان حقيبة كيري «مخزوقة»، وأنه حال وصل الينا، لم يبق في جعبته شيء إلا اليأس.

هذا اليأس دفع مسؤولين فلسطينيين الى محاولة نفض أيدهم من عملية السلام، في حين ان رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو عاد لترديد ذات الاسطوانة: «ليس هناك شركاء سلام».

طبعا نتنياهو يريد شركاء سلام على مقاسه، يجري تفصيلهم كيفما شاء، وربما في معامل امريكية.

كنت كتبت عن الزيارة قبل مجيء كيري، وحذرت من أن لا جديد فيها، ولا جدوى، وأرى انه كان مفترضا بمستشاري كيري ان يوجهوه الى ان لا فائدة ترجى من ذلك، ولا أمل، ما دام المحتل متمسكاً بمواقفه الديمغواجية الصهيونية، وأن عليه ان يجول في المنطقة كما يشاء متذوقا اطعمتها وكنافتها النابلسية التي احبها، وينسى أي حديث عن سلام الا تحية «السلام عليكم» وإن كان بلكنته الاميركية المميزة، علها تقبل منه!

المغزى أن هذا الهجوم الدبلوماسي الذي تقوم به واشنطن، على الرغم من كل التطبيل الاعلامي، لا يهدف الى حل القضية وإنما الى جس النبض، والحوار لمجرد الحوار، واعادة جدولة المشكلات، والعصف الذهني الذي ينشغل في «الميتافيزيقيا» أكثر من الواقع.