أخر الأخبار
ترامب لنتنياهو: أنت كاذب!
ترامب لنتنياهو: أنت كاذب!

كان يفترض أن تصوت لجنة وزارية خاصة في حكومة العدو يوم الأحد الماضي على البدء بوضع قانون يضم الغالبية الساحقة من الضفة الغربية المحتلة (المناطق المصنفة ج)  إلى الكيان الصهيوني، ولكن هذا لم يحصل، بل نشبت على خلفية الموضوع مواجهة هي الأولى من نوعها بين الرئيس الأمريكي ترامب ورئيس وزراء العدو نتنياهو، فما الذي حصل، وهما في علاقتهما «سمن على عسل» كما نقول؟ وما دلالة هذه المواجهة؟  وتحديدا كيف تخرج تلك العلاقة «الحميمة» إلى حد وصف بيان رسمي للبيت الأبيض نتنياهو بأنه «كاذب» هكذا صراحة ودون أي مواربة؟
وفق صحافة العدو، هذا ما تم يوم التصويت الموعود: أثناء جلسة كتلة الليكود في الكنيست، طلب نتنياهو تأجيل مشروع «قانون الضم» زاعما بأنه يجري اتصالات في الموضوع مع الإدارة الأمريكية، وقال إن في موضوع إحلال السيادة في الضفة الغربية يجري منذ وقت محادثات مع الأمريكيين؛ لأن هذه الخطوة لا يمكن أن تتم إلا بالتنسيق وبالتوافق مع إدارة ترامب، وقال: «علينا ان نحافظ على المبدأ الذي يرافقنا في هذا الموضوع: التنسيق بأكبر قدر ممكن مع الأمريكيين، والذين العلاقة معهم هي ذخر استراتيجي لإسرائيل وللاستيطان أيضا»، وعلل هذا الأمر بأنه يرفض مشروع القانون؛ لأن إحلال السيادة لا يمكن أن يكون مبادرة تشريعية خاصة: «هذه يجب أن تكون مبادرة حكومية وليس خاصة؛ لأنها خطوة تاريخية». 
كشف نتنياهو عن الاتصالات السرية التي يزعم أنه يجريها مع الولايات المتحدة فوصل بسرعة الى البيت الأبيض، وهناك تميزوا غضبا، على حد وصف الصحافة العبرية، وطلب من مكتب رئيس وزراء العدو أن ينشر على الفور «إيضاحا» يقول انه لم تجر مثل هذه الاتصالات، يعني أن يكذب نفسه، وبالفعل وفي أعقاب الغضب الأمريكي صدر بيان عن مصدر سياسي رفيع المستوى في محيط نتنياهو جاء فيه إن «رئيس الوزراء يتحدث منذ زمن بعيد مع الإدارة الأمريكية عن المصالح القومية(!) لإسرائيل في إطار كل تسوية سلمية ومستقبلية. رئيس الوزراء لم يعرض على الولايات المتحدة مشاريع ضم محددة، وعلى أي حال لم تعرب الولايات المتحدة عن موافقتها على الاقتراحات المختلفة التي تطرح في الكنيست، وأعربت الولايات المتحدة عن موقفها الواضح في أنها تسعى إلى الدفع الى الأمام بخطة السلام للرئيس ترامب. اما موقف رئيس الوزراء نتنياهو فإنه إذا واظب الفلسطينيون على رفضهم المفاوضات للسلام – فاسرائيل ستطرح بدائلها».هذا هو النص الحرفي للتصريح، الذي لم يحظ برضى البيت الأبيض، فنشر بعد نحو ساعة من ذلك بيانا خاصا نفى فيه صراحة أقوال نتنياهو وقال: «التقارير التي تقول إن الولايات المتحدة بحثت مع إسرائيل في خطة لضم في الضفة هي كاذبة»، هكذا أوضح بيان صادر عن الناطق بلسان البيت الأبيض. «الرئيس يواصل التركيز على مبادرته السلمية». بعد بضع دقائق من البيان الأمريكي «المحرج» سارع مكتب رئيس وزراء العدو إلى نشر إيضاح استثنائي: «رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أطلع الأمريكيين على المبادرات التي تطرح في الكنيست، والأمريكيون أعربوا عن موقفهم الذي لا لبس فيه بأنهم ملتزمون بالعمل على خطة السلام للرئيس ترامب». 
الاستخلاص الأسرع لهذه الحادثة غير المسبوقة، في علاقة «صديقين حميمين» هو أنهما كلاهما كاذبان، فموضوع الضم بالفعل مطروح في سياق مبادرة ترامب الموعودة، ولكن ليس بذلك الشكل الفظ الذي يطرحه نتنياهو وعصابته، وعلينا أن لا نصدق أن هناك «أزمة» بين الصديقين، أما وصف أحدهما للآخر بأنه كاذب، في خروج غير مألوف عن العرف الدبلوماسي بين طرفين «متفاهمين» بشكل حميمي (حتى أوباما لم يفعلها!) ، فربما ينذر بمفاجآت غير متوقعة من ترامب، الذي يريد أن يطمئن حلفاءه العرب أنه يريد أن يمررالمقلب مع كثير من الحنان الزائف، وتلك صفة لا يتحلى بها شخص كنتنياهو، لا يتورع عن إهانة حتى أقرب حلفائه!.