أخر الأخبار
هل من سبيل إلى الدولة الفلسطينية ؟
هل من سبيل إلى الدولة الفلسطينية ؟

يمارس وزير الخارجية الأميركي جون كيري ضغوطاً كبيرة على القيادة الفلسطينية لأجل الوصول لاتفاق نهائي يضع الجملة الأخيرة في نص طريق السلام والدولة الموعودة فلسطينياً، وبرغم امكانية عودة كيري الاسبوع المقبل مرة أخرى لمعاودة الضغط أو تذليل العقوبات وعلى رأسها الوصول لصيغة مناسبة في مسألة حق العودة، فإن المسألة الفلسطينية كلها اليوم تنحو إلى افق جديد سينهي كافة الآمال بالدولة المستقلة وعاصمتها القدس، وهو مضمون قسم الرئيس الراحل ياسر عرفات ومعه أحلام من عادوا واستشهدوا لأجل ذلك الحلم.
وأزمة الراهن الفلسطيني ليست في التفاوض او حالة اللااتفاق التي وصلت إليها الأطراف، بل هي في عدم وجود قيادة واحدة فلسطينيا مؤهلة لخوض معركة النهايات الأخيرة في وعد الدولة، فالرئيس ابو مازن يدرك أن هناك صعوبة في تسويق أي اتفاق يمكن التوصل إليه بين السلطة واسرائيل، خاصة بعدما وأدت اسرائيل مبادرة السلام العربية الإسرائيلية وانهت حضورها، لذلك كانت الرياض أول امس محطة تالية لكيري بعد زيارته اسرائيل.
وتطارد عباس ازمة الانقسام وعدم وجود قوة تأثيرية تقنع العموم الفلسطيني، وكلما ظهر هناك امكانية التوصل لاتفاق، لاح في الأفق الفلسطيني حضور الانقسام الذي قد يجعل أي اتفاق سلام نهائي مجرد تسوية بين فرقاء وليس بين شعوب أو دول متكافئة.
وغياب الدولة الفلسطينية حتى الآن هو المأزق، فاسرائيل لا تتعامل مع دولة فلسطينية، ولولا الدعم الأميركي لوجود سلطة محمود عباس وتمثيله السياسي، لاعتبرته اسرائيل زعيما لفصيل سياسي وليس لشعب، وهو ما يعظم مصاعب الفلسطيني كطرف مفاوض.
النجاح في إنشاء قيادة وطنية فلسطينيا لكل الفلسطينيين ثبت أنه يحتاج إلى إرادة كبيرة، والنجاح في وأد الإنقسام يمكن ان يقال بأنه فشل، وأن الانقسام الفلسطيني هو الحقيقة الوحيدة والتي قد تثبت ويستحال تغيرها في المستقبل القريب والبعيد، وهو ما تريده اسرائيل وكل أعداء الوحدة الفلسطينية، فالانقسام ودعمه هو بوابة التنازلات الكبرى.
تظل القدس كمقدس ديني، وقد حاول الرئيس عباس نقل جزء من الملف وترحيله عن مسؤوليته السيادية، ولكن هذا لا يعفيه عن المسؤولية تجاهها، وفي غضون هذا الصراع الطويل واشواط التفاوض المتعددة، يمكن القول أن السبيل الذي سلكه مصطلح «الدولة الفلسطينية» وحتى يصبح لها تفسير واعتراف قانوني دولي عام، لن يمر إلا بالتنازلات الكبرى، واهمها حق العودة وتثبيت وجود الفلسطينيين في الدول التي يسكنونها، باعتبارهم سكانا او مواطنين وبدرجات عدة. وفي النهاية تكون فلسطين المحتلة قد وصلت إلى حدّ النهاية في غضون العام الجاري أو المقبل، أي بعد نحو مِئة عام على الوعد بذلك لليهود من قبل القوى الغربية.