عمان - الكاشف نيوز : ترخيص عربة الخضار في السوق المركزي سنويا يزيد على الترخيص السنوي لسيارتي الهمر"، ذلك ما يقوله أحد التجار في السوق المركزي، مبديا استغرابه وتساؤله.
ويضيف التاجر، الذي رفض ذكر اسمه، "لا يتجاوز الترخيص السنوي لسيارتي الهمر 1000 دينار، فيما مجموع الترخيص السنوي لعربة الخضار يبلغ سنوياً حوالي 1080 دينارا".
ويدفع كل سائق عربة 3 دنانير يوميا لإحدى الشركتين المالكتين للعربات، بما مجموعه 90 دينارا شهريا، و1080 دينارا سنويا.
وطالب التاجر أمانة عمان بإعادة النظر بطريقة منح تصاريح تشغيل العربات حتى يستفيد منه العامل مباشرة دون وساطة احد، كون طريقة التضمين باتت مجحفة بحق العمال الذين يدفعون من جيوبهم اجرة العربة في كثير من الاحيان.
من جانبه، يقول سائق عربة خضار، زيد، "أنا أعيل أخوتي الثلاثة لأوفر لهم المصروف المدرسي، لكن هنالك أياما لا أستطيع دفع إيجار العربة".
وبين انه يعمل يوميا على نقل الخضار والفواكه منذ ساعات الفجر الباكر، مستعينا بالعربة التي يستأجرها لتأمين احتياجات أسرته يوما بيوم، ويدفع مبلغ ثلاثة دنانير كأجرة للعربة التي يستخدمها كونها ليست ملكه.
وأكد انه يتعب في تحصيل اجرتها، وفي بعض الايام يدفع هذه الاجرة من جيبه الخاص اذا كان العمل بذلك اليوم غير موفق.
ووصف سائق العربة العمل سابقا عندما كان أمر التصاريح بيد أمانة عمان بانه "ارحم" من الآن، وطالب بإعادة النظر في قضية تضمين التصاريح لجهة معينة، كما طالب بإعادة النظر في اجرة العربة من جديد.
أما سائق عربة الخضار محمد خالد فيستيقظ من نومه يوميا، وليأخذ من تحت الوسادة ثلاثة دنانير يضعها تحتها قبل نومه، وليبدأ بها مشوار عمله منذ الفجر وحتى شروق الشمس.
ويقول خالد، الذي تصبب جبينه بالعرق بسبب جرّ العربة، "أدفع كل يوم 3 دنانير لمسؤول الكراجات لأتجول لجمع رزقي في السوق المركزي ليبلغ المجموع الشهري 90 دينارا". ويضيف الشاب، الذي أنهى دراسته الثانوية بسبب وضع العائلة الصعب ما حال دون تعليمه، "أجمع ربحا شهريا يبلغ حوالي 200 دينار، وهذا المبلغ يكفي لشراء الخضار شهريا ودفع إيجار المنزل البالغ 120 دينارا".
"الغد"، وأثناء الجولة الميدانية في السوق المركزي وجدت ان قصة خالد ترسم معاناة 1000 سائق "عرباية" خضار غيره.
أما الشاب الجامعي، مأمون، فيقول "أستيقظ عند الفجر ذاهباً الى السوق المركزي أبحث عن رقم العربة المخصصة لي، لأدفع 3 دنانير، وليبدأ المشوار اليومي، حتى أنهي عملي عند الساعة التاسعة، وبعدها أذهب لجامعتي متفرغا لدراستي".
ويضيف مأمون، بصوت مرتفع، "الحمدلله أنا أتحمل عبء مصروفي عن والدي هو يدرسني وأعمل كي أصرف على نفسي، لكني أتمنى أن تأتي شركة أخرى تفوز بعطاء عربات الخضار، لكي تخفض الترخيص من ثلاثة دنانير يومياً الى دينار ونصف".
من جهته، قال مدير السوق المركزي للخضار والفواكة عبد المجيد العدوان انه ومنذ 8 سنوات تطرح أمانة عمان العطاء لأفضل عرضين مقدمين من قبل الشركتين المتخصصتين ويتم التجديد سنوياً، وهم من يقومون بتحديد أجرة العربة لتبلغ في اليوم 3 دنانير.
وبين ان عدد العربات في السوق تبلغ 1000 عربة موزعة على شركتين (500 لكل شركة)، موضحاً ان هذا الاجراء عبارة عن إجراء تنظيمي وليس جباية، مؤكدا ان هنالك حدا أقصى لأجرة العربات لا يمكن تجاوزها، مشيراً الى ان معظم العمال هم من فئة طلاب الجامعات.
يشار الى ان هؤلاء العمال يعيشون في بلد وصل معدل التضخم فيه خلال 2013 الى 5.8 %، فيما وصلت معدلات البطالة إلى 14 %، ناهيك عن مؤشرات أخرى أثرت على المواطن بصورة أو بأخرى، فهناك عجز كبير في الموازنة يصل إلى 1.3 مليار دينار تحاول الحكومة تخفيفه بسياسات من شأنها أن تزيد الأعباء المالية على المواطن، وهناك مديونية مقدرة ان تصل الى 19 مليار دينار في نهاية العام الماضي وعجز في الميزان التجاري يقدر بـ6.5 مليار دينار، أما النمو الاقتصادي فقد قدر بحوالي 3 % فقط، ما يعني نشاطا اقتصاديا إنتاجيا ضعيفا.