أخر الأخبار
كيف تعيش حياة زوجية سعيدة ؟
كيف تعيش حياة زوجية سعيدة ؟

عمان - الكاشف نيوز

تعدّ العلاقات الزوجية معقدة إلى درجة كبيرة، لكن إدراك الزوجين بعض الجوانب يساهم بشكل كبير في استمراريتها وحمايتها من مطبات تعترضها من وقت لآخر، قد تعجل بانفراط عقد الزوجية.
وترى المحررة في صحيفة إندبندنت البريطانية شانا ليبويتس في مقال لها بركن “لايف ستايل” (نمط الحياة) استعان بعدد من الخبراء في مجال الاستشارات الزوجية، أن التعامل بواقعية مع بعض الأفكار “المقلقة” يساهم بشكل كبير في علاقة سعيدة بين الشريكين.
وتعتقد الخبيرة في مجال العلاقات الزوجية ومؤلفة عدد من الكتب في المجال إيستير بيرل أن حصر الاختيار قبل الزواج في شريك واحد على اعتباره الوحيد المناسب هو أمر خاطئ، وتقول “في رأيي كان من الممكن أن يكون هناك آخرون، ولكنك اخترت شريكا دون غيره وهذا معناه أنك بمجرد اختيارك شخصا ما فإنك تعمل على جعله مناسبا لك”.
وينخفض احتمال فقدان شريك الحياة في حال امتلاكهما “أشياء مادية مشتركة”، من ذلك منزل ملكيته مشتركة أو حساب بنكي مشترك أو حتى حيوان أليف.
هذه “القيود المادية” تجعل احتمال افتراق الزوجين عن بعضهما ضعيفا جدا، حيث أشارت دراسة أجريت عام 2011 أن وجود “القيود المادية المشتركة” يحافظ على استمرار العلاقة الزوجية بنسبة 10% من العينة المدروسة.
ومن العوامل التي تؤدي للفراق -بحسب المقال- “التوقيت السيئ”، حيث تنصح الصحفية جينا بيرتش الشريكين المقبلين على الارتباط بحسن اختيار الوقت المناسب لذلك، وتذكر أن الرجل يختار الشعور بالاستقرار الوظيفي والمالي قبل الاستقرار العائلي، وبإمكان النساء التوفيق بين الحب وتحقيق مستقبلهن الوظيفي.
وتدعو بيرتش النساء إلى التعامل بجدية مع الرجال الذين يعبرون لهن عن عدم استعدادهم للدخول في علاقة جدية “حاليا”، وبالتالي يتوجب عليهن البحث عن شركاء آخرين لديهم الرغبة في الارتباط، مركزة على ضرورة عدم تضييع الوقت مع الاختيار الأول الذي لم يبد حماسة نحو الموضوع.
كما تطرق المقال إلى مسألة خفوت وتعاظم العاطفة في العلاقات الزوجية، وهو اعتبرته الخبيرة في الاستشارات الزوجية راشال سوسمان “أمرا طبيعيا تماما” غير جالب للخوف. ومن الإستراتيجيات المقترحة لاسترجاع قوة العاطفة مبادرة الزوجين بممارسة أنشطة جديدة معا، بالإضافة إلى جدولة المعاشرة الجنسية، وقبل كل شيء لا بد من الصبر حتى تعود الأمور إلى سابق عهدها بحسب الخبيرة.
لكن أن تكون سعيدا بشكل دائم هو أمر صعب لا شك في ذلك، فالبعض لديهم توقعات وهمية بأن الزواج سيمكنهم من السعادة الكاملة. تقول إلين ماك كارتي في كتابها “الشيء الحقيقي” قبل أن تضيف “الأمر سيكون صعبا، في بعض الأوقات سيشعر أحدهما بالاستياء من الآخر أو الغضب أو الانزعاج..” مشيرة إلى أن كل الأمور السابقة الذكر طبيعية.
“نجاح الزواج غير مرتبط بقراءة الكتب والدراسات المتخصصة في العلاقات الزوجية، فحتى الخبراء في المجال الذين يقدمون النصيحة والاستشارة للآخرين يعيشون مشاكل في زيجاتهم”
السؤال الحقيقي
ومن المشاكل التي تعكر صفو العلاقة التطلعات غير الواقعية للزوجين التي تستقي من هوليود وما تقدمه الأفلام والمسلسلات.
كما أن التطابق اللحظي بين الشريكين لا يعني بالضرورة تطابقا دائما مستمرا في الزمن، وذلك ما ركز عليه الطبيب النفسي إيلي فينكل مؤلف كتاب “كل شيء أو لا شيء عن الزواج”، قائلا “إذا حقق الشريكان التطابق في بداية الزواج، فإنه لا يوجد ضامن أن الأمر سيستمر طويلا”، مضيفا أن السؤال الحقيقي هو “هل خطط الزوجان لكيفية استمرار علاقتهما رغم التغييرات التي ستطرأ عليهما؟”.
ويعد ضعف المستوى التعليمي لأحد الشريكين من العوامل التي تؤدي إلى فشل المؤسسة الزوجية وفق نتائج إحدى الدراسات التي أكدت أن الطلاق يرتفع عند الأفراد الأقل تعليما مقارنة بمن هم أعلى منهم في المستوى التعليمي.
وتختم الكاتبة مقالها بمعلومة غريبة وهي أن نجاح الزواج غير مرتبط بقراءة الكتب والدراسات المتخصصة في العلاقات الزوجية، فحتى الخبراء في المجال الذين يقدمون النصيحة والاستشارة للآخرين يعانون من الصراع في زيجاتهم.