الخرطوم-الكاشف نيوز:جاء قرار السلطات في الخرطوم طرد الإخوان المسلمين المصريين من أراضيها، على خلفية هجوم عناصر جماعة الإخوان المسلمين بالسودان الرئيس على السوداني عمر البشير، واتهمته بتقديم تنازلات كبيرة للولايات المتحدة الأمريكية مقابل رفع العقوبات الاقتصادية.
وقال محمد آدم، أمين تنظيم جيش تحرير السودان جبهه عبد الواحد محمد النور، أن عدد قيادات التنظيم الهاربين 270 قيادي مصري من الإخوان في الخرطوم، أبرزهم وجدي غنيم، والذي يعتبر احد اوراق البشير للمساومة مع القيادة المصرية ، وتعريفهم بوجود معارضة مصرية لديه، على غرار المعارضة السودانية بمصر، هو لا يوجد لديه أي ورقة لمصر غير دعم الإخوان والارهابيين، ، كثير من عناصر الجماعة بعد ان خرجوا من مصر ذهبوا لقطر، وبعد أن طردوا ايضا من قطر توجهوا الى السودان , ومن المؤكد انهم سيتوجهون الى ماليزيا في حال صدقت الحكومة السودانية في قرار طردتهم ولم تتعرض لضغط من قطر .
من جانبه قال بكري عبد العزيز، المتحدث باسم حركة تمرد السودانية، إن " وجدي غنيم و عبد الرحمن الفالسي ومحمد البحري " مسؤول اخوان افريقيا في الجماعة " وهو الممول الاهم للجماعة في السودان " ، هم أبرز القيادات المصرية في السودان، والأكثر تحركًا هو وجدي غنيم، الذي يلقي محاضرات في أواسط الحركة الإسلامية، ومساجدهم، وأيضًا في المكاتب التابعة لحزب المؤتمر الوطني" .
وأكد عبد العزيز في تصريح له ،أن للإخوان المصريين يتمركزون في مسجد الجمهورية المجاور للقصر الجمهوري السوداني، ومسجد المنشية، والذي وقعت فيه الحادثة الشهيرة عندما ضرب أحد أعضاء حركة تمرد السودان وجدي غنيم بالحذاء.
وأوضح بكري أن التمويل يأتي لإخوان مصر بالسودان من كل من تركيا وقطر، وجزء يأتي من تشاد ، ويتلقون تمويل من الحزب الحاكم ذاته بالسودان بينما قدر حجم هذا التمويل بنحو مليون دولار شهريا من قطر ومثلها من تركيا .
وكشفت وثيقة قدمتها جماعة الإخوان في السودان للإخوان المصريين تشكرهم فيها على دورهم في تنظيم إنتخابات حزب المؤتمر الوطني، وتدعيمهم لها، كما أن الإخوان المصريين في السودان أعلنوا إنحيازهم للجنة الادارية العليا وجبهة محمد كمال القيادي في حركة الأخوان المصرية وبالتالي ادى هذا الدعم لفوز الى تنامي قوة جبهة كمال المدعوة من حكومة البشير على حساب جبهة محمد عزت .
التواجد الإقتصادي
وأضاف بكري أن الإخوان المسلمين في مصر أنشأوا شركات إسلامية خاصة لهم في السودان، أو شاركوا في شركات تابعة للإسلاميين، وكانت أبرز تلك الشركات هي الشركة المصرية الإسلامية، وشركة كنانة، والشركة المتحدة للحديد والصلب، وكانوا من أسباب الإنهيار الإقتصادي في السودان ، وذلك لأنهم ضاربوا بأموالهم في الدولار، كما أنهم بدئوا يسحبون أموالهم من السوق ويضخوها في عمليات نوعية.
وأكد بكري أن أكبر تواجد عسكري حالي للإخوان في جبل عامر، حيث بعد سقوط موسى هلال، قائد ميليشيات الجنجويد بدأ إستجلاب عناصر منهم للتدريب هناك.
وقال صلاح أبو السرة، مؤسس العمل المسلح في دارفور، ورئيس الجبهه الثورية الديمقراطية، أن النشاط الإقتصادي للإخوان في السودان ، توسع وإتجه للولايات السودانية، وخاصة مجال السلع الإستهلاكية والسلع الكمالية، وحاليًا لهم نشاط إقتصادي بالمدن الريفية كمدينة كسلا وود مدني، الأبيض، وهم مربوطين بحركة السوق، بعد قرار إبعاد نشاطاتهم الإقتصادية من العاصمة، ويتمثل وجودهم في تلك المدن بورش ومكابس حديد، ومحال تجارية.
التدريبات العسكرية
وبالنسبة للتواجد العسكري، أكد أبو السرة في تصريح له، أنهم تجاوزا أراضي السودان وإتجهوا لليبيا، غير تدريبهم في المعسكرات التابعة للجيش السوداني، وخاصة المعسكرات المفتوحة مثل معسكر خالد بن الوليد، مضيفًا وتتم التدريبات مع قوات أخرى مثل الدعم السريع أو حرس الحدود أو الإحتياطي المركزي.
وأوضح أبو السرة أن تلك التدريبات تختلف عن التدريبات التي تحدث بأماكن تجمعهم، والتي تتركز على صناعة المتفجرات، وتركيبها، حتى يتمكنوا من تجهيزها بأماكن عملياتهم سواء بداخل مصر أو بالمكان الذي يرسلون إليه، وهي تدريبات تعطى للمبتدئين وغير المحترفين، وهي لا تكلف شيئ سوى الرسومات وأدوات التفجير، وهناك نوع أخر يتم داخل المسكن من تبادل الخبرات بين المتدربين على ما تدربوا عليه داخل المعسكرات.
وأشار أبو السرة، إلى أن المدربين يكونوا من داخل المؤسسة العسكرية السودانية، ويتم التدريب في البداية على الإعداد البدني للمقاتل، ثم التدريب على الأسلحة الخفيفة والثقيلة، وبالرغم أن الثقيلة لا يتم إستخدامها في أماكن عملياتهم، ولكن تحسبًا لوقوع بعضها معهم في مكان العمليات.
وبين أبو السرة أن المجندين من الإخوان يحصلون على تدريب خاص على حرب العصابات، وحروب المدن، والحرب في الصحراء، إعتمادًا على الخبرات السودانية في ذلك خاصة الحرب في جنوب السودان ودارفور.
وذكر مصدر عسكري سوداني، أن معسكرات وأماكن تدريب الإخوان المصريين تختلف وتنقل من مكان لآخر حتى لا يتم إستهدافها من مصر أو رصد تحركاتها، وحاليًا تحدث التدريبات ببعض المزارع الخاصة بالولايات السودانية التابعة لأفراد من الحركة الإسلامية " كردفان ودارفور " ، لكي تكون بعيدا عن الأنظار المخابرات المصرية .
توقيت القرار
وأردف أبو السرة أن قرار إبعاد الإخوان المصريين من السودان يأتي على خلفية الصراع داخل أجنحة الحزب الحاكم، واللذي يمكن أن يصل إلى مفاصلة جديدة كالتي حدثت في عام 1999، بين البشير والترابي، ولكن تلك المرة بين جناح الرئيس البشير وجناح "نافع علي نافع نائب رئيس المؤتمر الوطني الحاكم " ، وما يسمى بالحرس القديم.
وتابع أبو السرة أن البشير وفقًا لتفاهماته مع الإدارة الأمريكية الجديدة يريد التخلص من العناصرة الإسلامية، لإسقاط تهم جرائم الحرب عنه وإفلاته من العقاب، وهو قرار غير مؤذي لأفراد الإخوان الموجودين بالسوان، لأن أصحاب العمل الميداني بهم سيتجهون لليبيا، بينما أصحاب الأعمال والتجارة والسياسيين سيتجهون إما لقطر أو لتركيا.
وفي وثائق مسربة من الأمن السوداني وصلنا نسخة منها ، من محضر مداولات اللجنة السياسية والأمنية ، المنعقد في 5 ديسمبر 2017، قال إبراهيم غندور، وزير الخارجية السوداني، أن السودان أصبح قوة مهمة ومؤثرة وفتحنا باب الجهاد أفراد الحركة الإسلامية وللإخوان المصريين لدعم إخوان ليبيا والثوار هناك، وكانوا يد بيد .
بينما قال الفريق أول بكري حسن صالح، رئيس الوزراء السوداني، في تلك الوثائق أن مصر لا تملك أدالة على وجود الإخوان في السودان، ونحن نعتبرهم معارضة سياسية متضهده، وليسوا إرهابيين، ولا نهتم بما يسميه النظام المصري احكام قضائية فهي أحكام هزلية، لم تعتد بها الكثير من الدول ، وحادث أركويت حادث عارض، ومن خالف حاسبناه وطالبنا منه مغادرة البلاد، وكان مطلبهم الوحيد المغادرة لأي دولة إلا مصر
جريمة أركويت
وكشفت جريمة خلية داعش، التي أكتشفت في حي أركويت في العاصمة الخرطوم ، أنه خلال التحريات اتضح أن المبنى المكون من 6 طوابق مستأجر من قبل شخص مصري الجنسية من الإخوان واتضح أنه يقوم بتأجيره من الباطن لأجانب فقط، كما تشير التحقيقات إلى أن هنالك شقّتين تتبعان للمتهمين إحداهما في الطابق الأسفل كمسكن لهم والثانية في الطابق العلوي وتُستغل كمصنع للمتفجرات، وتبين أن إحدى الشقق مستأجرة باسم المتهم السوري واتضح من خلال التحريات أن المبنى بأكمله مؤجر لمصريين وسوريين وصوماليين، وأتهم 4 مصريين بإشتراكهم في الخلية.
حيث ان هناك عددا من الأحياء المهمة في المدينة المثلثة " ام درمان و الخرطوم " يتمركز فيها اعضاء جماعة الأخوان ، حيث يقومون بنشاطات تجارية وسوبر ماركات و محلات ملابس اغلب بضائعها تاتي من تركيا باسعار بسيطة .
كمان ان جماعة الأخوان في السودان تقوم باعداد ملاذات أمنة للهاربين من مصر من سكن وجوازات سفر مزورة واموال حتى يتمكنوا بعدها من التوجه اما لليبيا او لتركيا ثم الى سوريا والعراق .