واشنطن-الكاشف نيوز:يصل نتن ياهو يوم الأحد، إلى واشنطن من القدس المحتلة، وفي يوم الاثنين، يتحدث نتن ياهو فى المؤتمر السنوى للجنة الشؤون العامة الأمريكية "الإيباك".
وفي يوم الثلاثاء يعقد اجتماعات فى مجلس النواب والشيوخ، ويوم الأربعاء يتحدث فى النادي الاقتصادى فى واشنطن قبل توجهه إلى نيويورك حيث سيحضر احتفالا بالذكرى الثلاثين لإطلاق سراح شارانسكى من السجن السوفيتى، ويترأس شارانسكي الآن الوكالة اليهودية، وفي يوم الخميس يزور معرض القدس لدى الأمم المتحدة ثم يعود إلى إسرائيل في مساء نفس اليوم.
هذا ما يخيف أعضاء الإيباك من ترامب
فساد نتن ياهو يضعهم في مأزق.. توقعات بأن الرئيس الأمريكي سيلقي بهم تحت «حافلة» السلام
نشر موقع صحيفة "The Jewish Week" الأسبوعية تقريراً عن مخاوف أعضاء الإيباك من ترامب، وأشار التقرير أنه بالرغم من الدعم غير المسبوق من الإدارة الأمريكية لإسرائيل إلا أن ثمة مشكلات بين "الحلفاء" أولها هي قضايا الفساد التي تحاصر رئيس وزراء الإحتلال الإسرائيلي نتن ياهو، فاتهامه بالفساد يترك أثراُ على الذين يريدون الاحتفال بالتقارب بين نتن ياهو وترامب، وسحابة الشبهات تضل الإيباك في مأزق أمام الإدارة الأمريكية.
أما ثاني مخاوف أعضاء الإيباك، فهو شعورهم بأن "ترامب" على وشك رميهم تحت الحافلة، بعد الأنباء التي تقول بأن ترامب يريد أن يدفع قدما بخطة سلام في الشرق الأوسط محيرة للعديد من مؤيدي الرئيس المؤيدين لإسرائيل، خاصة بعد رفض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مشاركة الولايات المتحدة فى عملية السلام بعد تصريح ترامب عن القدس.
حيث ستوقع أعضاء الإيباك أن ترامب لن يتهم مجدداً السلطة الفلسطينية بدعمها المستمر للإرهاب، بل سيريد جذبهم إلى طاولة المفاوضات بمزيد من المساعدة، وهو ما يؤكد استعداده لخطة سلام قد لاتكون مرضية لإسرائيل، فضلاُ عن انتقاده لبناء المستوطنات.
وأضاف التقرير، أنه على الرغم من كل ما فعله ترامب لإرضاء المجتمع المؤيد لإسرائيل، إلا أن هناك علامات على أن "الصفقة النهائية" للسلام في الشرق الأوسط قد لاتكون مريحة لإسرائيل، فيما توقع الإيباك أن من هتف لترامب من قبل، سيشعر أنه عاد إلى سياسات الإدارات السابقة.
قالوا عن الإيباك:
قال دونالد ترامب في مؤتمر الإيباك عام 2016 :"أوباما أسوأ شيء حدث لإسرائيل"وهو التصريح الذي تعالت بعده هتافات اليهود الأمريكيين بالتأييد.
قال نيل شير المدير التنفيذي السابق للإيباك:"اليهود الأمريكيون مستاءون من ترامب ويرون الإيباك أصبحت معادية لهم، ولن يستقبلوه مثل العام الماضي.
قال توم دين، المدير التنفيذي السابق للإيباك:" في هذه الفترة انقسمت سياستنا كيهود داخل والولايات المتحدة، وأصبحنا بحاجة إلى الأيباك أكثر من أي وقت مضى".
قال ستيف روزين، المسؤول السابق في إيباك:"اليهود المؤثرين في السياسة الامريكية هم اليهود المحافظين وليسوا الليبراليين، وهذا ناتج أن أغلب الإيباك من المحافظين".
قال جيريمي بن عامي الذي يرأس منظمة "جي ستريت" التي تعادي الإيباك: "دعم حكومتي "ترامب" و "نتانياهو" بمثابة حكماً بالإعدام للجالية اليهودية الاميركية، فهي منظمة لاتدعم سوى حكومة الإسرائيلية ويجب أن يعارضها اليهود الأمريكيين".
ما الذي تخطط له "إيباك" في المؤتمر السنوي؟
مساعدات واشنطن لتل أبيب.. قوانين لاستهداف المقاطعة.. عقوبات جديدة على إيران
يستعد رئيس وزراء الإحتلال الإسرائيلي نتن ياهو للسفر إلى واشنطن يوم الأحد لحضور المؤتمر السنوي للإيباك، وهذه هي المرة الاولى التي يجتمع فيها نتن ياهو مع ترامب منذ اعلان الولايات المتحدة انها ستنقل سفارتها إلى القدس في مايو المقبل .
يعقد مؤتمر "الإيباك" في مركز واشنطن للمؤتمرات في واشنطن العاصمة في الولايات المتحدة الأمريكية في موندبلومبيرغ، بحضور 18 ألف عضو وضيف، من بينهم 3500 طالب،
ووفقاً لما نشر في الصحف العبرية والأمريكية فإن المتحدثون المؤكدون في الإيباك هم رئيس وزراء الإحتلال الإسرائيلي نتن ياهو، نائب الرئيس الامريكي مايك بينس، سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هالي، والسفير الأمريكي لدى إسرائيل دافيد فريدمان، السناتور الأمريكي روب بورتمان، والسناتور الأمريكي كريس كونس، واثنين من كبار المسؤولين في حكومة الإحتلال الاسرائيلية هما وزير العدل ايليت شاكيد ووزير التعليم نفتالي بينيت وكلاهما عضو في حزب البيت اليهودي اليميني.
فيما سيضم المؤتمر أيضا عددا من المتحدثين من تل الكابيتول بمن فيهم السناتور المخضرم بن كاردين، وعضوان جمهوريان متقاعدان من الكونجرس، وهما اد رويس، وايلانا روس الذين يشغلون مناصب عليا في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب ويعتبرون مؤيدين لإسرائيل.
ومن المقررأن يلقي نتن ياهو خطابه يوم الاثنين، بعد أن غاب عن المؤتمر خلال العامين الماضيين حيث ألقي خطابا من خلال شريط فيديو.
ووفقاً لما نشرته صحيفة هآرتس فإن الإيباك سيوجه سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط خلال الأشهر الستة المقبلة وفقاً لتوصيات المؤتمر، حيث سيكون لدى هذه التوصيات قائمة من الإجراءات التشريعية أو الرسائل التي تستخدمها نشطاءها للضغط على الكونجرس فيما بعد.
خاصة الاختلافات الحزبية تعيق الاتفاق على مشاريع القوانين، وهو ما دفع المسؤولين في الإيباك أن يحضر مخططاُ مفصلاً لعرضه على تل الكابيتول بعد إنتهاء المؤتمر ووفقا للصحيفة فهذا المخطط يتضمن الآتي:
أولا المساعدة الأمنية الامريكية لإسرائيل حيث تريد يباك من الكونجرس لتدوين 38 مليار $ على مدى 10 سنوات مضمونة لإسرائيل بموجب مذكرة تفاهم وقعت في الأيام المتتالية من إدارة أوباما، ويريد اللوبي أن يأذن مجلس النواب بالنفقات لمدة خمس سنوات (الحد الأقصى المسموح به لإنفاق الفواتير بموجب قواعد مجلس النواب)، ومن شأ، موافقة الكونجرس على الإنفاق أن يمنع أي رئيس مستقبلي للولايات المتحدة من التهديد بحجب الأموال.
وكشفت الصحيفة أن السيناتور ليندسي جراهام عاد من ولاية كارولينا الجنوبية، وهو جمهوري، وسين كريس كونس من ديلاوير، وهو ديمقراطي، من جولة إسرائيل ووافق على منح 38 مليار دولار لمساعدة الأمريكية لإسرائيل.
ثاني ما يشغل الإيباك وفقاً للمخططها هو إيران، فإيباك تريد المزيد من العقوبات على إيران، وخاصة استهداف حرس الثورة الإيرانية، وهي الجهة المسؤولة بشكل رئيسي عن التدخلات العسكرية الإيرانية في المنطقة وإرهابها، كما تريد أيباك أيضا أن تعالج مخاوف الرئيس دونالد ترامب من اتفاق 2015 بين المجتمع الدولي وإيران، وعلى غرار ترامب، تريد أيباك وصول المفتشين إلى القواعد العسكرية الإيرانية، والتوسع في صفقة لرد برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية. وهيو الأمر الذي يثير خلاف بين الديمقراطيون الذين حذرون من أي تحركات يعتقدون أنها ستؤدي في نهاية المطاف إلى خنق الصفقة، والجمهوريون يريدون التضييق على الصفقة أو سحقها تماماً.
ثالث ما يشغل الإسلاك هو الضغط على الكونجرس لسن مشاريع القوانين في مجلس النواب ومجلس الشيوخ التي من شأنها أن تستهدف المقاطعة،وقد حظيت مشاريع القوانين بدعم واسع من الحزبين قبل عام أو نحو ذلك، ولكن الضغط من قبل الجماعات المؤيدة للفلسطينيين والمتحررين المدنيين، بالإضافة إلى التطبيق المثير للجدل لقوانين الدول لمكافحة بدس قد دفع بعض الديمقراطيين إلى سحب دعمهم.
فيما رجح موقع "أخبار اليهود" الأمريكي أن يكون جزء كبير من خطاب نتن ياهو في مدح لإدارة ترامب: لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، من أجل التشدد مع إيران، للدفاع عنها بقوة في الأمم المتحدة، بالإضافة إلى تحدث نتنياهو عن مخاوف إسرائيل أن إدارة ترامب تسلم سوريا إلى روسيا وحلفائها - نظام الأسد وإيران، وكذلك الوجود الإيراني الدائم في سوريا يمكن أن يوجه إسرائيل إلى حرب.
وكشف الموقع أنه في المؤتمر سيتم حث السلطة الفلسطينية، التي خرجت من محادثات ما قبل السلام بعد اعتراف ترامب بالقدس عاصمة إسرائيل، على العودة إلى طاولة المفاوضات.
ورأى الموقع أن الإيباك رغم كونها منظمة يهودية أمريكية، إلا إنها تنحاز لصالح حكومة الإحتلال الإسرائيلية الحالية، بينما تبحث أيضا عن نقاط التوافق التي توجه بها السياسة الخارجية الأمريكية.
فمثلا إذا كانت السياسة الأمريكية تحبذ عادة حل الدولتين، بينما يقول رئيس الوزراء في إسرائيل إنه يحبذ نفس الشيء ولكنه نادرا ما يذكره، في الوقت الذي لاتتضمن الحكومة الاسرائيلية الحالية اي اشارة إلى دولتين تتعامل إيباك مع هذا بالقول إنها تدعم دولتين، لكنها تضعف المسألة وتهمشها.
وكشف الموقع إنه من أجل بقاء أعضاء إيباك متحدين قدم الأعضاء تنازلات حتى تظهر وجهات النظر متقاربة، فعلى سبيل المثال خفف المحافظون اليهود من خطابهم المؤيد للاستيطان،وقد قلل على سبيل المثال الليبراليون اليهود من قلقهم إزاء انتشار الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان.
وأضاف الموقع أن سياسة "إيباك" تغيرت كثيراً خلال العقدين الاخيرين، خلصة بعد أحداث 11 سبتمبر التي زادت من تطرف المحافظين في المنظمة، وأشار الموقع إلى أن عدد كبير من اليهود الأميركيين يتساءلون عن سياسات الاستيطان التي تتبعها حكومة الإحتلال الإسرائيلية، ولسنوات طويلة وبعضهم بدأ في رفضها.
أرقام:
100.00 هو عدد أعضاء منظمة الإيباك من اليهود وغير اليهود المؤيدين لإسرائيل.
60 مليون دولار هي ميزانية الإيباك من التبرعات واشتراكات الأعضاء.
300 هم عدد أعضاء موظفين الإيباك الذين يديروا شؤون المنظمة بينهما ضباط في الجيش الامريكي.
18 مكتب للإيباك في جميع أنحاء العالم
28٪ هي نسبة تأييد "ترامب" بين اليهود الامريكيين وفقاً لاستطلاع رأي في يناير الماضي.
79٪ من الامريكيين التابعين للحزب الجمهوري يتعاطفون مع إسرائيل أكثر من الفلسطينيين، مقارنة بـ 27٪ فقط من الديمقراطيين".
6 مليون هم عدد اليهود في الولايات المتحدة خمسة وهم أكبر مجموعة يهودية في العالم بعد إسرائيل.
التاريخ يعيد نفسه :
في عام 2008 أولمرت يهرب من الفساد بالإيباك.. واليوم نتن ياهو
التاريخ يعيد نفسه.. ويعيد نفسه بصورة أكبرمع السياسيين في إسرائيل، في يونيو 2008 لم يكن يوما سهلا بالنسبة لرئيس وزراء الإحتلال الإسرائيلي آنذاك إيهود أولمرت.
كانت وسائل الإعلام قد كشفت لتوها عن تفاصيل جديدة عن قضايا فساده وكان الجميع يعرفون أنه لم يكن سوى مسألة وقت قبل أن ينتقل المدعي العام الإسرائيلي إلى اتهامه بالرشوة.
ولكن في الرابع يونيو في ذات العام، وقف "أولمرت"أمام آلاف الأشخاص الذين تجمعوا في مركز للمؤتمرات في واشنطن، وألقى خطاباُ لمدة 30 دقيقة في المؤتمر السنوي للسياسة من أيباك، وتطرق إلى العديد من القضايا التي يمكن إدراجها بسهولة في خطاب نتن ياهو الذي سيلقيه غداً.
يومها تحدث أولمرت عن الخطر الذى يمثله البرنامج النووى الايرانى على إسرائيل، وحث الكونجرس الامريكى والدول الاوربية على فرض عقوبات اشد صرامة على الجمهورية الاسلامية، واعرب عن امله في احلال السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وشكر الرئيس الاميركي في حينه جورج بوش على كونه صديقا حقيقيا لإسرائيل خطاب "ملهم لا ينسى" كان قد ألقاه بوش فى الكنيست قبل شهر فى زيارة للقدس.
عشر سنوات وبدا المشهد يتكرر، تماما مثل أولمرت، سيتحدث نتن ياهو في أيباك، ولكن مع بعض الاختلافات البسيطة أهمها أنه وقت خطاب أولمرت كان إئتلافه قد بدأ بالتصدع، وكان كبار الوزراء في حكومته يقومون بالفعل بإحاطة وسائل الإعلام ضده ودعوا حزبه، كاديما، إلى الاستعاضة عنه بسياسي آخر.
وفي الوقت الراهن، لا يزال نتنياهو يسيطر على تحالفه. ولم يطلب أي من شركائه الرئيسيين في الائتلاف علنا أن ينحى جانبا أو يستقيل، على الرغم من أن بعضهم في القطاع الخاص قد أعرب عن صدمته وخيبة أمله في ضوء التفاصيل الناشئة عن التحقيقات.