أخر الأخبار
مخيم اليرموك والحوافر!
مخيم اليرموك والحوافر!

المأساة في سوريا لا تتوقف، اذ أن العنف المتبادل قد أودى بحياة آلاف الضحايا الأبرياء من أهلنا السوريين والفلسطينيين المتداخلين معا في سوريا، وفي مخيمات اللجوء. واذ تشرع الأسلحة ضمن المواجهة الشرسة بين أجهزة النظام الاستخبارية القمعية الفاشية في ارهاب لا مثيل له، وبين تيارات تكفيرية اقصائية ارهابية فان الثمن هو حصد أرواح الناس. لن نفهم أن يقوم نظام وتيارات ارهابية بقتل شعبهم فداء لمُلك تهاوى، أو فداء لأفكار منحرفة، ولن نفهم أن لا يتسامى أي من هذين الطرفين عن ارتكاب الجرائم المبرّرة من قبل كل طرف ضد من هم شعبهم أو أبنائهم. في ذات المقام ومع الجهود المضنية التي قامت بها قيادة حركة فتح وباقي الفصائل و(م.ت.ف) للوقوف على الحياد واخراج المخيمات من دائرة الصراع فان فصيلا بعينه آثر بيع نفسه للحرب والفتنة ولأجهزة قمع النظام بلا خجل فجرد السلاح ضد شعبه في المخيم، وآخرين ممن كان ارتباطهم – على قلّتهم – مع بعض جماعات الظلام التكفيرية فعلوا ذات الأمر، فأصبح المسلحون يعبثون بالمخيمات وخاصة اليرموك القريب من دمشق وينقضون كل اتفاقيات التهدئة وابعاد المسلحين لانقاذ المخيم. ان تخلي المنظمات الدولية عن دورها في مأساة مخيم اليرموك لا يبرر أبدا الوقوف متفرجين سواء عند الطرف الفلسطيني أو العربي أو الاسلامي، وان كانت المأساة تطال كل السوريين والفلسطينيين هناك فان في ذلك مدعاة لتحرك عربي – اسلامي بل وعالمي، طال انتظاره، وما تم سابقا لم يجدي أبدا، والقتلى لسبب الحرب والبرد والجوع يملأون الشوارع والأمة تحتفل برأس السنة الميلادية وكأن شيئا لم يكن. ولم تنفك جماعة أحمد جبريل في دمشق أن تظل خنجرا في الخاصرة الفلسطينية فهي وكما تورد التقارير ما زالت تسبب الألم والمعاناة في مخيم اليرموك ضد أنباء شعبها ما فعلته لعشرات السنين، وهي مع كل هذا الخراب والدمار ما تزال فصيلا معترفا به في (م.ت.ف) لتحل الغرابة والعجب والاشمئزاز الجماهيري مقابل دعاوى الوحدة الوطنية على أمثال المصرين على قتل شعبهم. ان مأساة سوريا خرجت من نطاقها المحلي منذ زمن طويل ودخلت فيها قرون وحوافز لانهاء دور الجيش السوري والدولة السورية، مقدمة لضرب آخر جيوش العرب في مواجهة الاسرائيليين وهو الجيش المصري. اننا نحترم الثورة السورية ضد الاستبداد والظلم والارهاب والقتل الذي مارسه ويمارسه النظام ونحترم ابتعادها عن تلك الجماعات الاجرامية التكفيرية، لكن واقع الحال اليوم يستدعي فكر جديدا ونظرة شمولية ووعيا بالمخاطر التي دمرت البلاد والعباد، وعليهم وحدهم مهمة ذلك كما على منظمة التحرير والجامعة العربية انقاذ مخيم اليرموك من الجوع والحصار والبرد والقتل.