أخر الأخبار
أطرف لقطات التسحيج
أطرف لقطات التسحيج

في أسبوع الرواتب الباقيات المتقلصات، وفي سياق الاستباحة الكاملة لحقوق الناس في غزة؛ ظهرت أطرف لقطات التسجيج ومفارقاته، وهنا إنني أدعو الى عدم الشماتة والتغالظ مع أصحابها، لأنهم من زمرة المساكين المضطرين، ثم إنهم يبرهنون على أن غزة أم الاخترعات، وتُحسب لقطتهم الأخيرة اختراعاً سيأتي بعده السكون مع انقطاع أنبوب الأوكسجين، ثم تقع القيامة الصغري ويعز الخبز وتعم المحنة:
في حيثيات اللقطة، يتبدى بعض مقطوعي الرواتب المحتملين، في صورة المدافعين عن عباس، بعبارات مثل "مع الرئيس براتب وبغير راتب" كمن يؤكدون على موقفهم الذي يشبه وفاءً عنيداً لرجل عنيد في غدره ولا وفائه!
براعة التكتيك هنا، أن هؤلاء يفترضون أن قطع رواتب الجميع، محض لعبة واختبار، وأن غرف عباس الإلكترونية سترصد ردود الأفعال، ثم تكافيء القابضين على التسحيج كالقابضين على الجمر، لكي تفرز منهم الموالي من أجل الراتب عن الموالي من أجل قيم عباس وإبداعاته في الحكم وسحنته ولسانه، فتعيد الى الأخيرين، أصحاب التكتيك، رواتبهم وحقوقهم بأثر رجعي. 
هذا التسحيج، على براعته، أخطأ في رؤية كل جوانب المشهد وفي قراءة النوايا. لذا، إن قطعت الرواتب هذا الشهر، واستمرت لقطة الولاء العنيد شهراً أو شهرين، سيدرك الموالون العنيدون أن الحكاية أكبر من رواتبهم وتتجاوز عن خبز أطفالهم، باعتباره تفصيلاً، وهي في فداحتها، تستهدف الإنسان في غزة، هو ومشروعه الوطني وكبريائه وحماسته وزراعته وبرتقاله ومائه النقي وهواءه. إنها خطة الحرمان المفصلة والمتمادية، التي تتداعى وتذهب الى ما بعد الصهيونية وما بعد الجوسسة، وما بعد روابط القرى، وتتجاوز الولاء الرقمي على صفحات التواصل، لأن ولاء غزة كلها يخنق روحهم وربما يضطرهم الى الصبر على المكروه!

موضع الطرافة، في لقطات التسحيج الأخيرة، أن الموالين العنيدين، سيكون حالهم مثل حال ممثل مسرحي أصيب بمصيبة، لكنه اضطر الى الصعود على الخشبة، لكي يؤمن معيشته، فأدى دوراً بهيجاً، وما أن أُسدل الستار عن العرض، حتي انفجر باكياً بحُرقة، وعندئذٍ سيجد سائر الحزانى أنفسهم يواسونه ويحاولون إقناعه بأن يحتمل الضربة وألا يتطرف كثيراً في كراهية عباس وحلقته الضيقة !