أخر الأخبار
الخاسرون والرابحون في المفاوضات
الخاسرون والرابحون في المفاوضات

باستعراض سريع لملف المفاوضات مع العدو الصهيوني منذ  توقيع  اتفاقيات الهدنة عام 1949 والى اليوم ، نجد ان العدو هو الرابح والمستفيد الوحيد ، وان الشعب الفلسطيني  هو الخاسر الوحيد.

فاتفاقية “اوسلو”المشؤومة اسفرت عن اعتراف منظمة التحرير بشرعة الكيان الصهيوني الغاصب على 78%من ارض فلسطين التاريخية ، وأجلت البحث في القضايا الرئيسة “القدس،اللاجئين،المستوطنات ،الحدود، المياه والامن “ الى المرحلة النهائية من المفاوضات، واعتبرت الضفة الغربية وقطاع غزة ارضا متنازعا عليها، وبقي العدو متمسكا بلاءاته .. فقام بعد ذلك باستغلال الاتفاقية لرفع وتيرة الاستيطان لتكريس الامر الواقع، وتهويد القدس، باعتبار ان “اوسلو”لم تنص على وقف الاستيطان.

استمرار المفاوضات منذ “اوسلو”1993 والى اليوم لم يؤد  الى تحقيق  اي من الثوابت الفلسطينية ، رغم اعتراف المنظمة  بالكيان الصهيوني، ورغم اعتراف الدول العربية كافة  بهذا الكيان ، وفقا للمبادرة العربية التي اقرتها  القمة العربية في بيروت 2002 ،ورغم اعترافهم قبل ذلك بالقرار الاممي 242...  فلم تؤد المفاوضات  والتي استمرت قرابة عشرين عاما الى وقف الاستيطان  ،ولم تؤد الى اطلاق سراح الاسرى    والى الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير واقامة الدولة المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف، بل على العكس من كل ذلك، استغل العدو المفاوضات لفرض الامر الواقع وفق استراتيجية صهيونية، للاستيلاء على الارض وتهويد القدس، فتضاعف عدد المستوطنات وعدد المستوطنين ليصل الى نصف مليون مستوطن يعيثون في الارض المحتلة خرابا وتدميرا، ويخططون لاقتراف مجازر ومذابح جديدة ، على غرار مجزرة دير ياسين والدوايمة وصبرا وشاتيلا..الخ.

ان المتابع لما يتسرب من اخبار  عن المفاوضات الجارية  بين السلطة الفلسطينية واسرائيل  برعاية جون كيري ، والضغوط الاميركية المتواصلة  لتحقيق اختراق ، أو بالاحرى  لدفع قيادة السلطة  للتنازل وخاصة عن حق العودة ، يتأكد ان هذه المفاوضات  لم تعقد اصلا الا  لمصلحة العدو الصهيوني .

فالمقترحات الاميركية الاسرائيلية تدور حول الاعتراف بيهودية الدولة الاسرائيلية، تمهيدا لشطب حق العودة ، فالاعتراف بان فلسطين لليهود فقط ، يعني شطب الرواية الفلسطينية، وشطب التاريخ  الحقيقي لفلسطين ، وشطب تضحيات الشعب الفلسطيني على مر التاريخ،  ما يعني تهجير اهلنا في الجليل والمثلث والنقب ومن كافة المدن الفلسطينية ، وهذا ما كشف عن نتنياهو ،حينما عرض على كيري ضم منطقة المثلث للدولة  الفلسطينية المقترحة  مقابل الابقاء على المستوطنات    المقامة  في الضفة الغربية المحتلة.  الى جانب بقاء جيش العدو في منطقة الاغوار الفلسطينية ،والسيطرة على المعابر واستمرار السيادة الاسرائيلية على القدس  مع السماح للفلسطينيين بالوصول الى الاقصى.

فلو قمنا بتوسيع دائرة البيكار قليلا ..  لوجدنا ان المفاوضات بين اسرائيل ومصر وبين الاردن ومصر ، والتي ادت الى توقيع اتفاقيتي “كامب ديفيد”  ووادي عربة، لم تكن في صالح الامة، ولا في صالح القضية الفلسطينية ، لان الاتفاقيتين المذكورتين لم تشترطا انسحاب العدو من الارض المحتلة عام 1967 ،خاصة من القدس العربية ، ولم تشترطا على العدو تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ،وبالذات عودة اللاجئين الفلسطينين بموجب القرار الاممي 194.

باختصار...

في المفاوضات العدو الصهيوني يتصرف من موقع المنتصر ، وان هزيمته مستحيلة، والعرب يتصرفون بانهم مهزومون ، وان انتصارهم مستحيلا.

وللحديث صلة.