أخر الأخبار
ماكو رواتب !!!
ماكو رواتب !!!

الرئيس أبو مازن يأخذ ما يشاء من الإجراءات التعسفية و الإنتقامية ضد غزة و أهلها ،هذا مفهوم بغض النظر عن المبررات و الأسباب و الذرائع التي يتستر ورائها أو يستند عليها ، لكن من غير المفهوم أن هناك من الناس و خصوصا جمهور الموظفين المدنيين و العسكريين على حد سواء من الفتحاويين عموما من يعتقد بأن الرجل سوف يتراجع و يعود لجادة الصواب ، و الأسوأ من ذلك من يعتقد بأنه يفعل الصواب ، و أن الهدف هو الضغط على حركة حماس و إنهاء الإنقسام و تداعيات الإنقلاب الأسود ، الموظفون يبتلعون ألسنتهم و يعيشون حالة رعب خوفا على رواتب لن تأتي و لن تعود ، فقد قضي الأمر ، مرحلة و إنتهت ، بإختصار " اللي خايف من الخازوق قاعد عليه " و يخشى الصراخ من وقع الألم . 

الرجل يحضر للإنتقال للخطوة الأخرى في مسلسل الإجراءات الإنتقامية و فرض عقوبات جماعية بعد عقد مجلسه الخاص تحت إسم " الوطني " في أخر الشهر الحالي ، و القادم أسوأ بكثير مما مضى ، هذا الرأي ليس من باب التشاؤوم بل هو الواقع المرير للأسف حيث يجب أن تسمى الأمور بمسمياتها الحقيقية بلا رتوش تجميلية ، و فقط مراجعة بسيطة لجملة الإجراءات الظالمة التي تم تنفيذها و تكريسها على شكل خوازيق قاتلة للمواطن الغزي بدءا من فصل منتسبي 2005 وتنفيذ الخصومات المالية ووقف الترقيات و شطب العلاوات و التضييق في التحويلات الطبية و أحيانا منعها و قطع الرواتب و إحالة عشرات الألاف على التقاعد قسريا وقطع الكهرباء و غير ذلك مما إستهدف الناس البسطاء ، ما جرى و يجري مخطط ممنهج و مدروس بآثاره التدميرية على قطاع غزة و أهله ، وفي الحقيقة أن حماس هي الطرف الأقل تأثرا و ضررا من أفعال و قرارات الرئيس أبو مازن ، لأن أموال حماس لحماس وهي تمتلك الكثير الذي يجعلها خارج دائرة التأثير المنشود ، وهي لاتبالي و عندها الإستعداد للصمود حتى أخر فلسطيني ، و التشبث بما حققته من مكاسب حزبية بكل ثمن ، ولديها قدرات غير محدودة في الهروب للأمام و القفز عن الواقع المر الذي يحياه الغزيون محمية بقوة الإكراه التي تسيطر عليها ، غير أن هذا لا ينفي طبعا مسؤوليتها التاريخية عن الكوارث التي لحقت بالقضية الفلسطينية على كل صعيد . 
قالوا لكم أن عدم صرف رواتب شهر مارس الماضي عبارة عن " خلل فني " فهل هذا صحيح ؟ أم أن الحاصل هو إختلال يتماهي مع جرائم الإحتلال ضد شعب محاصر ، من يريد المكابرة و الإختفاء خلف ظل إصبعه حر، ولكن ذلك لا يعفي الغالبية من الإقرار بالحقيقة و التعامل معها كما هي ، إن الجري وراء سراب الوعود و التبريرات الكاذبة شكل مفضوح من العبث ، حتى الصغار الذين يعتقدون بأن رواتبهم ستعود من تحت الطاولة مقابل الصمت و البقاء في مواقع مسؤولية خادعة سوف يخرجون من المولد بلا حمص و لن يحصدوا غير الخيبة مهما تزلفوا ونافقوا و مسحوا من الجوخ لفلان أو علان ،،، وهنا نقول لكل من يتملكهم الوهم ،،، أنظروا إلى دواخلكم و حولكم ،، لا تكونوا أسرى مواقف سابقة ،، عليكم أن تخجلوا من أهلكم و أطفالكم ،،، أن تجهروا بالحقيقة و تعترفوا بها لا يعني التنكر لفتحاويتكم أو الطعن في الحركة بل هو إنتصار لفتح العظيمة التي لاتقبل الظلم ولا الضيم أو المس بالكرامات الشخصية أو الوطنية ، وحتى لا تفهم الأمور من قبل بعض المتحذلقين بأن المشكلة هي الراتب ، نقول بالفم الملآن إن الإنتماء المقدس لحركة فتح غير مرتبط بالراتب ، ولا يؤثر عليه وجوده من عدمه مع أهميته ، و لكن فتح التي يعرفها القاصي و الداني بنبلها و سموها وليس مانراه للأسف ، لكن خلاصة القول على رأي الأشقاء العراقيين " ماكو رواتب ".