أخر الأخبار
متحدث جماعة الحوثي يتقدم بطلب اللجوء السياسي في سلطنة عمان
متحدث جماعة الحوثي يتقدم بطلب اللجوء السياسي في سلطنة عمان

الرياض-الكاشف نيوز:أعلنت وسائل الإعلام السعودية، عن طلب لجوء سياسي مقدم من المتحدث الرسمي لجماعة أنصار الله «الحوثيين»، محمد عبدالسلام فليته، الذي يكنى بـ«أبو ياسر»، إلى سلطنة عمان، في ظروف غامضة لا تحمل المزيد من التفاصيل أو أحداث سابقة يترتب عليها ذلك.

ونشرت مواقع صحفية وإعلامية مقتطفات من سيرة فليته و بعض المعلومات التي من شأنها تحل ذاك الغموض:

ولد عبدالسلام صلاح أحمد عبدالله فليتة، في قرية القلعة بمديرية رازح في محافظة صعدة، في بيت والده العالم والشاعر الذي هاجر إلى صعدة، وأصبح أحد أكبر علمائها وواحدا من أبرز مراجع الزيدية المعاصرين، وقد ساهمت نشأة عبدالسلام في تكوينه الثقافي والفكري القائم على فكرة «المظلومية»، التي تعتقد أن هناك حقا إلهيا تم سلبه من آل البيت «الهاشميين»، الذين فقدوا سلطتهم في حكم اليمن في السادس والعشرين من سبتمبر من العام 1962، إثر ثورة عارمة قادها عدد من ضباط الجيش اليمني آنذاك.

أحاط نفسه بالكثير من الغموض، وخصوصا بعد أن ظهر متحدثا باسم الجماعة الحوثية في الحرب الرابعة 2007، التي اندلعت بين الدولة اليمنية والمتمردين في محافظة صعدة أقصى شمال اليمن، والتي أتت استمرارا لثلاث حروب سابقة وحربين لاحقتين بين يونيو 2004 وفبراير 2010.


عمل عبدالسلام فليتة في محكمة استئناف محافظة صعدة، قبل أن يتحول لتجارة السجاد الإيراني، فيما يبدو أنه ولع مبكر بالثقافة الإيرانية التي انحاز لها لاحقا، وحتى عام 2012، عندما أنشأ قناة المسيرة الحوثية، وظهر في أول لقاء له من خلالها، بث من خلاله رسالته جماعته.


يتهم عبدالسلام بأنه قائد جناح البراغماتية في الجماعة الحوثية، حيث يفضل أن يتم الانحناء للعواصف، على أن يقف في وجهها، كما هو منهج جماعته الراديكالي المعلن القائم على تحدي العالم، والتعامل مع الأحداث من منطلق عقائدي صرف.


وعلى الرغم من أن الناطق باسم الحوثيين، ينطلق من ذات المبادئ العقائدية والفكرية للجماعة الحوثية، إلا أنه لا يمكن وصفه بأنه ينتمي لجناح الحمائم، الذي لا وجود له في الجماعة، غير أنه يختلف فقط في الوسائل التي يمكن أن توصل الحوثيين لغاياتهم.

وفي عام 2015، وقع على اتفاق مع إيران، وصفته وسائل الإعلام بأنه وثيقة بيع اليمن لإيران، وحينما أدرك الأثار الجانبية لهذا الاتفاق، والذي من شأنه سمح للتدخل الإيراني في الشأن الداخلي لبلاده، حاول إصلاح العلاقات اليمنية السعودية، حيث ذهب على رأس وفد حوثي إلى العاصمة الرياض، وخلال حوار له تقدم بالشكر للملكة السعودية الأمر الذي يعد الأول من نوعه، مما أثار غضب الدولة الشيعية.


وانطلاقا من نهج الحوثيين الصدامي، لم ترق براغماتية عبدالسلام، للكثير من المؤثرين في الجماعة، وتسربت سريعا أنباء الخلاف الحاد الذي تشهده أروقة وكواليس الجماعة الحوثية، على إثر التصريحات التي أطلقها الناطق الرسمي باسم الجماعة ورئيس وفدها التفاوضي، والذي تحدث في مقابلات مع وسائل إعلام سعودية، عن التقارب بين السعودية والحوثيين، والتي شابها البعض من سوء التفاهم على حد قوله، إضافة إلى هجومه على النظام الإيراني.

ووفقا لتحليلات سابقة، فإن التيار الراديكالي المرتبط بالمؤسسات الثورية في النظام الإيراني، بات يضغط باتجاه الإطاحة بعبدالسلام، وتعيين حمزة الحوثي بديلا عنه، حيث أصبح محمد عبدالسلام يتهم علنا من قبل إعلاميين حوثيين، بأنه مهندس التقارب بين الحوثيين والنظام السعودي، انطلاقا من تزعمه للتيار السياسي البراغماتي في الجماعة، والذي يرى أنه لا بد من التخلص من الشعارات الحادة، والمواقف المتصلبة تجاه المحيط والمجتمع الدولي، من أجل تحقيق أهداف الجماعة بقدر أقل من الخسائر.