أخر الأخبار
يا سيادة الرئيس قبل أن تعتذر لليهود اعتذر لشعبك !!
يا سيادة الرئيس قبل أن تعتذر لليهود اعتذر لشعبك !!

أثارت سرعة اعتذار الرئيس (أبو مازن) لليهود حول العالم، جراء ذكره في جملة اعتراضية - خلال كلمته بالمجلس الوطني - بأن ما جرى لليهود في أوروبا مرجعه ليس دينياً، بل له علاقة بالسلوك الذي مارسه بعض المرابين منهم في عشرينيات القرن الماضي، باعتبار أن ذلك هو حقيقة تاريخيه يعلمها القاصي والداني، ولكن إسرائيل استغلتها للتحريض عليه وسحقه سياسياً، وتشديد عزلته مع المجتمع الدولي بحشره في الزاوية، عبر استخدام سلاحها الدعائي الرهيب والمسمى "معاداة السامية"، الأمر الذي لم ينتظر طويلاً، حيث عجَّل سيادته بالاعتذار!!

السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لم يقدم الرئيس اعتذاراً لشعبه، الذي طاوعه لأكثر من ربع قرن حين وقَّع على اتفاق أوسلو في أغسطس 1993، وظل يسوقنا من متاهة إلى أخرى، ويعدنا ويُمنينا ويستخف بكل حكيم أو فصيل فينا، حتى تمكنت إسرائيل من رقابنا جميعاً عبر الاستيطان والحصار، وكان سيادته من يغطي بسياساته الخاطئة على مثل هذه الجرائم الإسرائيلية؛ مرة بالرهان المطلق على المفاوضات، التي أثبتت السنين أنها - بالشكل الذي جرى - كانت عبثية.. والثاني؛ بالتهرب من المصالحة، وتكريس الانقسام تحت ذرائع شتى، وتحميل حركة حماس وحدها المسئولية!!

ألم يكن من باب أولى أن يعتذر الرئيس لشعبه بعد أن صفعه ترامب صفعته القوية، وتنكر لكل عهد قطعته أمريكا معه بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، والتحرك لنقل السفارة الأمريكية إليها؟!! ألم يستحق شعبنا اعتذاراً من قيادته التي ضللته وباعت له الأوهام بالرهان على الدور الأمريكي، وتهميش المنظومات الأممية الأخرى؟!!

كنا ننتظر يا سيادة الرئيس أن تأخذك النخوة والحميَّة ووخز الضمير لتجعل الاعتذار اعتذارين: واحدٌ لأبناء يعقوب، والآخر لأبناء إسماعيل وأحفاده من الفلسطينيين، الذين أضعتهم في صحراء السنيين؟!

ما زلنا بانتظار أن تطاوعك نفسك، وتقول لشعبك : إنني أعتذر.