أخر الأخبار
يرفضون النووي الأردني ويتجاهلون ديمونة وأخواتها!!
يرفضون النووي الأردني ويتجاهلون ديمونة وأخواتها!!

آراء متباينة، وغير منطقية غالبا، ترفض إقامة مفاعلات نووية في الأردن، وتورد أسبابا للرفض، بعضها مبرر وكثير منها غير ذلك، وعلى الرغم من كل الأسباب المشككة بقدرات الأردن لإقامة وإدارة مشروع بهذه الأهمية، إلا أنني أتوقع أنه المشروع الاستراتيجي الأهم والأكثر فاعلية لتغيير جذري في مستقبل الأردن على أكثر من صعيد..
حين يتعلق الرفض بالتشكيك بقدرة الأردن على إدارة مشروع بمثل هذه الحساسية والخطورة، نستطيع القول، إنه رفض نابع من تخوف غير مبرر، غارق في عدم وجود فكرة كاملة لدى الرافضين عن التعامل بالنووي للأغراض السلمية، وفيه تغاض كبير عن وجود مفاعلات نووية كثيرة في اسرائيل، قريبة جدا من الأراضي الأردنية، وموقع أبعد مفاعل نووي اسرائيلي عن الأراضي الأردنية، سيكون قريبا جدا إذا ما قورن بمفاعل نووي افتراضي موجود في عمق الصحراء الشرقية أو الجنوبية في الأردن، ويبدو مثل هذا الرفض سخيفا حين يتغاضى عن حقيقة وجود عدد غير معروف من المفاعلات النووية وللأغراض غير السلمية، في بلد عنصري تتوارد الأخبار عن حيازته لأكثر من 500 رأس نووي، وجدير بالقول، أنْ لا منطق مطلقا حين الحديث عن اسباب مآسي هيروشيما او فوكوشيما أو تشيرنوبل، وتجاهل مآس في مفاعلات ديمونة جرى التعتيم عليها وعلى نشاط اسرائيل النووي الاجرامي، الذي يهدد النظام العالمي نفسه..
يتحدث الرافضون للنووي الأردني عن التكلفة المالية للمشروع، وبعضهم يقول، إنها قد تتجاوز 20 مليار دينار، في وقت لا يستطيع فيه الأردن القيام بتوفير خدمة الدين العام، الذي ناهز الرقم نفسه، وقد يكون هذا سببا وجيها حين يتحدث الرافضون به وعنه، لكنهم ربما يتغاضون عن سبب آخر أكثر وجاهة لإنشاء مفاعلات نووية بالأردن، من خلال دول أخرى حسب اتفاقيات شراكة، خصوصا إنْ توافرت طريقة تعفي الأردن من دفع دينار واحد،  وتوفر له مصدرا هاما للطاقة الكهربائية توقف نزيف الدين والموازنات العامة حين يتم هدر أكثر من نصفها للطاقة ومصادرها المختلفة..
هل غاب عن ذهن الذين يرفضون مثل هذا المشروع الاستراتيجي الكبير، أن أول الرافضين له هو اسرائيل نفسها، وهي الجهة التي تقف ضد وجود أي تكنولوجيا نووية في المنطقة، حتى وإن كانت سلمية؟.. 
لدينا مناطق تحتوي مواقع مثالية لبناء مفاعلات بل «ترسانات» نووية ولكل الأغراض، ولدينا كل الأسباب لنبني مستقبلا أفضل لبلدنا، الذي لا يملك مقومات كبيرة للبقاء في أتون ومهب العواصف الكثيرة التي تتخذ من الأردن معبرا ومستقرا، وتضعه ومواطنيه على طريق المجهول، ويتم تجاهله وتجاهل قلة موارده وتواضع قدراته الاقتصادية وغيرها على مواجهة هذه التحديات، التي لا يكون طرفا فيها، بينما يدفع الثمن الأكبر فيها..
لدينا ألف سبب يدفعنا للجوء الى النووي السلمي، ونستطيع الوصول اليه رغم الرفض المبني على غير منطق أو الرفض بالوكالة، ولا سبيل أمامنا إلا التفكير بمشاريع كبيرة من مثل هذا النوع لضمان حياة أكثر استقرارا لبلدنا ومواطنيه، خصوصا في وقت اقتربت فيه مواعيد استحقاقات كبيرة، يواجهها الأردن دونما أن تكون ناقة له فيها ولا جمل..
نريد النووي السلمي، ونرفض النووي الاسرائيلي بنوعيه، لأننا أكثر الذين تضرروا به وأكثرهم وقوعا تحت تهديداته الأخطر، ويجب على من يرفض النووي الأردني أن يفهم بأنه خيار أردني وطني ضروري، يمكن تدشينه بمثالية، وهو واجب تمليه علينا منظومة التحديات التي تعصف بنا من كل الاتجاهات..