عمان - الكاشف نيوز : "الله يرحم أيام زمان كان الواحد يشتري مونة لبيته بعشرين دينارا لتكفيه طوال الشهر، بينما في الأيام الحالية فإن سعر الذبيحة يتجاوز الـ150 دينارا"، بهذه الكلمات يستذكر أبو عبدالله أيام "الخير" التي كان يعيش فيها المواطن.
ويقول أبوعبدالله، الخمسيني، "كنت أشتري كيلو اللحمة بدينارين ورطل البندورة نخب أول بـ 30 قرشاً، ولم أكترث يوماً لمصروف المنزل في ذلك الوقت، لأن الأسعار كانت بمتناول أيدي الجميع، أما الآن فبات المواطن يحسب ألف حساب قبل أن يشتري كيلو اللحمة الذي أصبح سعره يتجاوز العشرة دنانير".
من جهته، يتحسر المتقاعد أيوب الشيخ على أيام الثمانينيات ليقول "كنا نعدّ وليمة غداء لعائلتي المكونة من خمسة أشخاص بمبلغ لا يتجاوز الدينار أما في الوقت الحالي فطبخة المقلوبة، تفوق العشرين دينارا، بما فيها من لحمة وأرز وغاز وباذنجان وزيت القلي، والله الواحد مش عارف من وين بدو يلحقها!".
ويضيف أن السبب الرئيسي وراء ارتفاع الأسعار يعود إلى الارتفاع المستمر للمشتقات النفطية وما ينتج عنها من ارتفاع أسعار السلع الاساسية، سيما وأن كل تلك الارتفاعات لا يواكبها أي زيادة في مداخيلنا "نحن الطبقة الوسطى"، داعياً الحكومة إلى التدخل سريعا لتغيير سياستها في الضريبة بما يتواءم مع مداخيل المواطنين "لكي نحمي أجيالنا القادمة".
وأظهر مسح العمالة والبطالة السنوي لدائرة الاحصاءات أن 44.6 % من العاملين في الأردن يتقاضون رواتب تقل عن 300 دينار، وهو المستوى ذاته في العام 2011.
وكشفت بيانات المسح أن 12.4 % من العاملين في المملكة، يتقاضون رواتب تقل عن 200 دينار، وهو ما يشكل خرقاً للحد الأدنى للأجور المعتمد في الأردن والبالغ 190 ديناراً.
وتقول مدرسة اللغة العربية، فاطمة، إن الأمر لا يتوقف على ارتفاع المواد الأساسية مدللة بذلك ان أسطوانة غاز الطبخ "كانت تستمر لـ 35 يوما، أما الآن فهي لا تستمر أكثر من أسبوع"، مشككة في وزن اسطوانة الغاز.
وتؤكد فاطمة، الخمسينية، أنها لم تعد تُعدّ أي معجنات أو أطعمة بحاجة إلى شواء بشكل متكرر لأن ذلك يستهلك بدوره كميات كبيرة من الغاز، مشيرة الى أنها باتت "تحسب ألف حساب" قبل تعبئة اسطوانة الغاز، لتتحسر على أيام كانت فيها اسطوانة الغار لا تتجاوز الثلاث دنانير أما الان فبات سعرها يفوق العشرة دنانير.
وبينت أن الطبقة الوسطى في المجتمع أصبحت تهبط تدريجياً إلى مستوى متقارب مع الطبقة الفقيرة، ما ينذر بحالة خطر جراء تراجع القدرات الشرائية لدى المواطنين، ويعمل على زيادة نسبة الفقر في المجتمع، الامر الذي يؤدي الى زيادة معدلات البطالة، خصوصاً بين "أبنائنا من الشباب"، بحسب قولها.
الى ذلك، يقول نقيب أصحاب المخابز، عبد الاله الحموي، إن "شوال" الطحين سعة 50 كغم كان سعره في الثمانينيات لايتجاوز الـ 4 دنانير، أما الآن فأصبح سعره يتجاوز 17 دينارا (غير المدعوم)، ليبين أن سعر كيلو الخبز كان حتى منتصف السبعينيات 6 قروش، أما الآن فهو 16 قرشا.
وأرجع الحموي زيادة الاسعار الى ارتفاع عوامل كلف الانتاج، بالاضافة الى ارتفاع أسعار القمح.
يشار إلى أن معدل التضخم في المملكة بلغ خلال 2013 نحو 5.8 %، فيما وصلت معدلات البطالة إلى 14 %، ناهيك عن مؤشرات أخرى أثرت على المواطن بصورة أو بأخرى، فهناك عجز كبير في الموازنة يصل إلى 1.3 مليار دينار تحاول الحكومة تخفيفه بسياسات من شأنها أن تزيد الأعباء المالية على المواطن، وهناك مديونية مقدرة ان تصل الى 19 مليار دينار في نهاية العام الماضي وعجز في الميزان التجاري يقدر بـ6.5 مليار دينار، أما النمو الاقتصادي فقد قدر بحوالي 3 % فقط، ما يعني نشاطا اقتصاديا إنتاجيا ضعيفا.