أخر الأخبار
مساعدات الإهانة الوطنية”.. أوقفوها فوراً !
مساعدات الإهانة الوطنية”.. أوقفوها فوراً !

لم يسبق يوما أن شهدت فلسطين "معركة سباق" لتقديم "المساعدات الخيرية "، لما أسموهم المحتاجين والفقراء، كما هو اليوم..مساعداات تحمل أسماء دول وأفراد، وكذا من هو رئيس الشعب الفلسطيني، وفصائل فاقدة الأهلية الوطنية..

مشهد كان حاضرا بخجل ما قبل شهر رمضان، لكنه تحول الى "سوق إعلاني" مثير ومستفز بل ومعيب، خاصة في قطاع غزة، الذي تحول فجأة وكأنه "سوق عكاظ" لإشهار حجم الفقر والعوز الذي يعيش داخل هذه المنطقة الجغرافية..

قديما، كان "فعل الخير" يتم بلا اي إشارة أو إشهار، وعندما يتم الإعلان عنه يفقد كل ما به "خيرا" ويتحول الى بند إعلاني - اعلامي لمن يتقدم بتلك "المساعدات" المعيبة، التي تكشف مظهرا وكأن أهل القطاع تحولوا الى "كتلة بشرية" تنتظر "فاعل الخير"، اي كان إسمه وصفته، فلم يعد ذا اثر ما دام يحمل بعضا من "حاجات" ينتظرها المعوز..

في تاريخنا الشعبي، كان الإعلان عن تقديم "مساعدة ما" لأي محتاج ويتم الإعلان عنها، تمثل إهانة شعبية وتصبح مكانا للتندر والسخرية ممن تقدم بها، ويسحبون منها تعبير "فعل الخير"، لتصبح "إحسانا" أو "شفقة"، لكنها ليست خيرا ولا فعلا إنسانيا..

في شهر رمضان الحالي، تعمد الإعلام، وبشكل لا سابق له، السباق للإعلان عن تلك المساعدات وهي تقدم للفرد مع ضرورة التصوير بتقنية عالية، ولا يكتفي "فاعل الشر"، بما يقوم به من إهانة للإنسان، بل يقوم بنشر تلك الصور والتسجيلات المصورة الى وسائل الإعلام كافة، ليتحول "الخير" الى "فضح" حاجة الفقراء او المحتاجين..

ولكي لا يخرج بعضا من "مندوبي" "فاعلي الخير الأسود" باعتبار ذلك مطلوب للصدقية، فهناك عشرات الطرق لتسجيل صدق دون إعلان اعلامي، ليظهر الفقير وكأنه متسول لا أكثر..

في فلسطين، ومن تقاليدها الشعبية، التي فقدت كثيرا من قيمها الحقيقية، رغم إنتشار ظاهرة "التدين" الشكلي جدا، أن يكون هناك "إفطار رمضاني عام" لعدد من أبناء عائلة أو عائلات يلتقون في "ديوان العائلة" او بيت كبير العائلة، دون اي تمييز إجتماعي، يحضرون ما يستطيعون، كل بحسب قدرته، وعمليا كان الميسورين من أبناء العائلة يحضرون ما يفوق كثيرا غيرهم، طريقة لتجاوز البعد الإجتماعي بين ميسور وفقير..

شكل إجتماعي عاش كثيرا، وربما لا زال بعضا منه حاضرا حتى اليوم، تقليد جوهره تقديم المساعدة لمن لا يملك كما غيره دون مساس بكرامة الإنسان..

لو كانت تلك المساعدات يراد لها أو منها تقديم "الخير" لبعدت كليا عن تصوير الفرد، ومن ثم التشهير به، يمكن لكل متبرع أن يضمن وصول "فعل الخير" الى أهله وليس الى تجار البلد، عبر أساليب مختلفة، دون ان تنال من الكرامة الفردية أو الكرامة الوطنية..

السؤال الذي يجب أن يتوقف أمامه قادة العمل الوطني أولا، وقيادة العمل الإجتماعي ثانيا، لماذا يتركز ذلك الآن بكثافة منقطعة النظير في قطاع غزة، وبالتوازي مع حركة الفعل الكفاحي الذي جسدته "مسيرات الغضب" الشعبية..

مشهدان متناقضان جدا..فعل يعيد الروح للإنسان الفلسطيني بعد سنوات من تيه إنقسامي مقيت، وفعل تسولي يعيد الفلسطيني الى ما بعد النكبة الكبرى الأولى، وكأنه بات متسولا مشردا باحثا عن لقمة خبز، دون تفكير بكمية الإهانة التي يتعرض لها جراء ما يفعلون به..

كيف ترتضي قيادة حماس ومعها قيادة العمل الوطني أن يصبح قطاع غزة وكأنه ساحات عامة للتسول الفردي والعام، ومشاهد معيبة مخجلة لصراع بشري للحصول على "وجبة طعام" في ساحات القطاع..

ولما يتركز ذلك في القطاع دون غيره في مدن فلسطين، ضفة وقدس ومثلث وجليل ونقب..أهي صدفة مجتمعية ام فعل سياسي منظم..

إفعلوا خيرا، ولكن من أراده خير فليكن بصمت وبكرامة للمحتاجين، لو كان حقا هدفه "خير" وليس "شرا إنسانيا" ينال من عضد كرامة شعب قبل كرامة فرد..

لا تفسدوا الخير بالإعلان..تلك حكمة شعبية سادت بلدات فلسطين قبل أن تطل علينا مؤسسات الإهانة المجتمعية.

ملاحظة: أن يعلن الطبيب المشرف على الرئيس محمود عباس أنه تجاوز مرحلة "الخطر" يكشف كم كانوا يكذبون، قالوا أن صحة الرئيس فوق ممتازة.. من سيصدق أي كلمة منكم بعدها..صحيح قيادات الصدفة طبيعي هيك!

تنويه خاص: كم تصاب بالعار ان تجد من يبرر لعباس جرائمه الوطنية ضد قطاع غزة بالقول ان السبب حماس..إزيلوا حكم حماس لتعيشوا، هذا شعار فرقة النذالة الوطنية..هل حقا انتم من هذا الشعب أم..!