أخر الأخبار
استقالات الي اختشوا
استقالات الي اختشوا

 

 

محمد أمين
استقالات من الوزن الثقيل بسبب الجنس.. سواء كان بطريقة مباشرة، أو غير مباشرة.. الأولى تقدم بها مدير وكالة المخابرات الأمريكية «سى. آى. إيه».. الثانية تقدم بها مدير الـ«بى. بى. سى».. الأولى يطلق عليها فضيحة الجنرال والكاتبة.. الثانية يطلق عليها فضيحة الاعتداءات الجنسية على أطفال.. الأولى متهم فيها الجنرال نفسه.. الثانية متهم فيها مذيع برنامج، وليس المدير!
صدقونى، لو تزوج مدير المخابرات هنا سرا، لما عرفنا عنه شيئاً، ولما حاسبه أحد.. فى أمريكا يحاسبون المسؤول حساب الملكين.. ليس لأنه ارتكب حماقة من هذا النوع، لكن إذا أنكر، أو إذا تأثر عمله بما حدث، من علاقة خارج الزواج.. يخافون عليه من الابتزاز السياسى.. لم ينتظر «بترايوس» وتوجه إلى البيت الأبيض، وتقدم باستقالته للرئيس أوباما.. قبلها الرئيس فوراً!
لا قال له «أوباما»: يا راجل كبر دماغك.. ولا قال له: خليك فى مكانك، بلاش كلام فارغ.. قبل الاستقالة فوراً، ثم قال فيه شعراً.. اعترف «بترايوس» فى خطاب الاستقالة، بالجريمة.. قال «بعد أكثر من ٣٧ سنة زواجاً، تصرفت بسوء تقدير هائل، عبر تورطى فى علاقة خارج الزواج».. أشاد «أوباما» بالخدمة الاستثنائية، والسيرة العسكرية التى قدمها «بترايوس» للولايات المتحدة الأمريكية! 
الغريب أن الجنرال الذى عرف بأنه صائد الجواسيس، هو الذى تصطاده امرأة، وتوقع به، وتطيح به من وظيفة رفيعة المستوى.. لم يذكر أن الكاتبة الأمريكية، كانت تفعل ذلك، لحساب أى جهة.. ربما قصة حب نشأت فى الباكستان، عندما كانت تكتب سيرته الذاتية.. لاعبها ولاعبته، واقترب منها واقتربت منه، فواقعها وأوقعت به.. لا شىء خطأ فى هذه العلاقة قانوناً.. الجريمة هنا مهنية فقط!
لم يقل إنهم يحاولون تشويه صورته.. لم يكذب.. لم يتحدث عن إنجازاته.. لم ينكر أى شىء.. قال فى خطاب الاستقالة «مثل هذا السلوك غير مقبول، سواء كزوج أو كرئيس لمؤسسة مثل مؤسستنا.. الرئيس تفضل بقبول استقالتى».. حين ذهب إلى الرئيس، طلب منه قبول الاستقالة، لأسباب شخصية.. قال لزملائه أيضاً: لا علاقة لاستقالته بما حدث فى ليبيا، من اغتيال القنصل فى بنغازى!
لا دافع عن نفسه، ولا قام بتسييس القضية، ولا هدد بكشف الأسرار.. ولا قال إنه ضحية.. الغلط غلط.. غلط كزوج وغلط كمسؤول.. هكذا قال بكل وضوح.. خرج من وكالة الاستخبارات على يد امرأة.. دون تحقيقات فى مكتب التحقيقات الفيدرالية.. دون مساءلة من الرئيس.. هكذا يحاسبون أنفسهم، قبل أن يحاسبوا.. لم تخرج من أجله المظاهرات، ولم تصدر بشأنه البيانات!
على فكرة، لم تكن المرأة العاشقة «برودويل» فتاة ليل.. كانت صاحبة إنجازات متميزة، طوال مشوارها الأكاديمى والمهنى.. خريجة جامعة «ويست بوينت».. بطلة رياضية، ولاعبة كرة سلة.. حصلت على ماجستير فى الإدارة العامة من جامعة هارفارد.. مرشحة لدرجة الدكتوراة فى جامعة بريطانية.. كانت مفتونة بالجنرال.. أخطأت وأخطأ.. اختفت «برودويل»، وسيختفى «بترايوس» أيضاً!
الاستقالة الثانية لمدير الـ«بى. بى. سى»، ليست لأنه تورط فى جريمة، ولكن لأنه مسؤول، عما أذاعه مذيع برنامج «نيوز نايت».. اتهم سياسياً بريطانياً، بارتكاب اعتداءات جنسية على أطفال.. رأى المدير أن أشرف شىء له أن يستقيل.. قدم لنا درساً بليغاً فى المهنة.. هل فى بلادنا من يستقيل، لأسباب مهنية، أو سياسية، أو أخلاقية؟!

محمد أمين
استقالات من الوزن الثقيل بسبب الجنس.. سواء كان بطريقة مباشرة، أو غير مباشرة.. الأولى تقدم بها مدير وكالة المخابرات الأمريكية «سى. آى. إيه».. الثانية تقدم بها مدير الـ«بى. بى. سى».. الأولى يطلق عليها فضيحة الجنرال والكاتبة.. الثانية يطلق عليها فضيحة الاعتداءات الجنسية على أطفال.. الأولى متهم فيها الجنرال نفسه.. الثانية متهم فيها مذيع برنامج، وليس المدير!
صدقونى، لو تزوج مدير المخابرات هنا سرا، لما عرفنا عنه شيئاً، ولما حاسبه أحد.. فى أمريكا يحاسبون المسؤول حساب الملكين.. ليس لأنه ارتكب حماقة من هذا النوع، لكن إذا أنكر، أو إذا تأثر عمله بما حدث، من علاقة خارج الزواج.. يخافون عليه من الابتزاز السياسى.. لم ينتظر «بترايوس» وتوجه إلى البيت الأبيض، وتقدم باستقالته للرئيس أوباما.. قبلها الرئيس فوراً!لا قال له «أوباما»: يا راجل كبر دماغك.. ولا قال له: خليك فى مكانك، بلاش كلام فارغ.. قبل الاستقالة فوراً، ثم قال فيه شعراً.. اعترف «بترايوس» فى خطاب الاستقالة، بالجريمة.. قال «بعد أكثر من ٣٧ سنة زواجاً، تصرفت بسوء تقدير هائل، عبر تورطى فى علاقة خارج الزواج».. أشاد «أوباما» بالخدمة الاستثنائية، والسيرة العسكرية التى قدمها «بترايوس» للولايات المتحدة الأمريكية! 
الغريب أن الجنرال الذى عرف بأنه صائد الجواسيس، هو الذى تصطاده امرأة، وتوقع به، وتطيح به من وظيفة رفيعة المستوى.. لم يذكر أن الكاتبة الأمريكية، كانت تفعل ذلك، لحساب أى جهة.. ربما قصة حب نشأت فى الباكستان، عندما كانت تكتب سيرته الذاتية.. لاعبها ولاعبته، واقترب منها واقتربت منه، فواقعها وأوقعت به.. لا شىء خطأ فى هذه العلاقة قانوناً.. الجريمة هنا مهنية فقط!
لم يقل إنهم يحاولون تشويه صورته.. لم يكذب.. لم يتحدث عن إنجازاته.. لم ينكر أى شىء.. قال فى خطاب الاستقالة «مثل هذا السلوك غير مقبول، سواء كزوج أو كرئيس لمؤسسة مثل مؤسستنا.. الرئيس تفضل بقبول استقالتى».. حين ذهب إلى الرئيس، طلب منه قبول الاستقالة، لأسباب شخصية.. قال لزملائه أيضاً: لا علاقة لاستقالته بما حدث فى ليبيا، من اغتيال القنصل فى بنغازى!
لا دافع عن نفسه، ولا قام بتسييس القضية، ولا هدد بكشف الأسرار.. ولا قال إنه ضحية.. الغلط غلط.. غلط كزوج وغلط كمسؤول.. هكذا قال بكل وضوح.. خرج من وكالة الاستخبارات على يد امرأة.. دون تحقيقات فى مكتب التحقيقات الفيدرالية.. دون مساءلة من الرئيس.. هكذا يحاسبون أنفسهم، قبل أن يحاسبوا.. لم تخرج من أجله المظاهرات، ولم تصدر بشأنه البيانات!
على فكرة، لم تكن المرأة العاشقة «برودويل» فتاة ليل.. كانت صاحبة إنجازات متميزة، طوال مشوارها الأكاديمى والمهنى.. خريجة جامعة «ويست بوينت».. بطلة رياضية، ولاعبة كرة سلة.. حصلت على ماجستير فى الإدارة العامة من جامعة هارفارد.. مرشحة لدرجة الدكتوراة فى جامعة بريطانية.. كانت مفتونة بالجنرال.. أخطأت وأخطأ.. اختفت «برودويل»، وسيختفى «بترايوس» أيضاً!
الاستقالة الثانية لمدير الـ«بى. بى. سى»، ليست لأنه تورط فى جريمة، ولكن لأنه مسؤول، عما أذاعه مذيع برنامج «نيوز نايت».. اتهم سياسياً بريطانياً، بارتكاب اعتداءات جنسية على أطفال.. رأى المدير أن أشرف شىء له أن يستقيل.. قدم لنا درساً بليغاً فى المهنة.. هل فى بلادنا من يستقيل، لأسباب مهنية، أو سياسية، أو أخلاقية؟!