أخر الأخبار
من يحكم في غزة ومن يحكم في رام الله ؟!!
من يحكم في غزة ومن يحكم في رام الله ؟!!

رغم الرفض الكبير للإنقسام ورغم عدم الرضا عن إدارة السلطتين للسياسة وشؤون الناس في فلسطين فإن الأخطر هو إزدواجية أي سلطة بشكل عام وبشكل خاص في المجتمع الفلسطيني الذي ما إنفك يعاني الأمرين من سلطة الإحتلال.

سلطة واحدة أفضل من سلطتين وسلطتين أفضل من أربع سلطات وأربع سلطات وحارة كل من إيده إلو أسوأ أنواع العيش على هذه الأرض فتعدد السلطات وصفة سحرية لإنهيار أي نظام مهما كانت قوته وإذا كانت نزاهة العدل وصيانةالحريات تغيبان في ظل سلطة جائرة واحدة فإن تعدد السلطات مدعاة للظلم الكبير والفوضي وغياب الحريات والهرج والمرج كما يحدثنا التاريخ القريب والبعيد.

لم أشعر بالقلق رغم كل ما رأينا من عبث السلطتين في حياة الناس ومستقبل القضية الوطنية في العقد الماضي مثلما شعرت هذا الأسبوع بعد الأحداث المدانة بكل المصطلحات التي إعتدت فيها السلطات الحاكمة في غزة وفي رام الله على المتظاهرين الفلسطينيين.

في غزة ولأنها الحدث الأخير حماس تخسر كثيرا من هذا السلوك بعد أن نسقت وطبعت جزء من علاقاتها المبتورة أصلا مع الشعب والقوى الوطنية والإسلامية وباتت في نظر الجميع هي هي حماس المنقلبة الدموية والتي إستولت على غزة بالقوة وهذا مؤسف كثيرا وليس لصالح حماس وأعاد لذهن الجمهور أن حماس سبب أزمتهم بعد أن أصبحوا يناوئون في العام المنصرم سلطة رام الله والرئيس عباس لفرضه العقوبات وحجز الرواتب وفجأة تلبست حماس غضب الجمهور ليعود ينبش الماضي القريب ولا أدري من خطط أو من يخطط لحماس لتقع في هذا الفخ وتصبح مثل الجمل الذي يخبص ما حرث.

الأخطر أن يكون المسؤول للداخلية الأسير المحرر توفيق أبو نعيم الذي تضامن الجميع معه في عمله وبعد محاولة اغتياله وهو يقف على المنصة يعلم الجمهور بأن لا وجود لأجهزة الأمن في المظاهرة وبعدها تتفاقم أحداث العنف، والغالبية تصدقه في قوله وأنا منهم، من حديثه ولغة جسمه وتعبيراته وسيرته الوطنية فهل كان آخرون من حماس يخططون من وراء ظهر المسؤولين؟ سؤال من أخطر الأسئلة على حماس أولا وعلى الفلسطينيين ثانيا ويحتاج إجابة من مسؤولي حماس لان هذا مخيف حتى لحماس فإزدواجية السلطة وإزدواجية القرار خطر على المسؤول قبل المواطن وكثير من أمثلة الدول التي مرت بإزدواجية القرار أو تعدد السلطات الحاكمة كانت تطيح بالمسؤولين قبل إساءتها للشعب وإندلاع الفوضى .

نتمنى أن يكون القرار قرار حماس في قمع مظاهرة الأسري وليس آخرين رغم إدانة هذا القرار بشدة ورفضه وعدم رضا الناس عما حدث وفي الأول والأخير هو أضر بحماس وأقولها بصراحة هذا يحتاج معالجة فورية من قيادة حماس للتوضيح والاعتذار لأن حماس كسبت في الفترة الماضية مكاسب جمة من انفتاحها على الآخرين ومن تسييرها لمسيرات العودة ونتائجها الوطنية المبهرة ومن تصرفات الرئيس عباس نحو غزة فكيف تعود لهذا النهج وتبدأ من الصفر لتأخذ عقدا آخر ليرضى عنها الناس.

في الجهة الأخري للإعتداء على المتظاهرين في رام الله الذي لا يقل عما فعلته حماس بالمتظاهرين في غزة نتساءل أيضا من يحكم في رام الله لأن مراكز القوى هناك تعد نفسها لخلافة الرئيس وهي أيضا تستغل الظرف لتثبت أنها أقوى من غيرها من المتصارعين على السلطة وهذه سابقة معروفة في علم السياسة وتجارب الشعوب فعندما يكون الحاكم ضعيفا أو متوقع مغادرته تصبح مراكز القوى تتصرف بقسوة وعنف وعشوائية لتحظى بالقدرة على الآخرين وتزايد عليهم ويكون الضحية هو الجمهور وإذا كان الرئيس يعرف مسبقا بخطة الأمن فهذه جريمة يجب على الرئيس توضيحها وتقديم إعتذاره لهذا الشعب العظيم الذي ما إنفك يناطح الاحتلال في مشاهد بطولية رائعة تفعق عين كل مسؤول، وليس من حق المسؤولين ضرب وإهانة هذا المواطن الفلسطيني الشجاع ولو كنت مكانهم لإحترمتهم على شجاعتهم لتضامنهم مع إخوانهم المظلومين في غزة وإثبات أننا شعب واحد ولا يفرقنا السياسون بأجنداتهم.

هذا أيضا خطير على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية أن تصبح تعددية في القرار أو السلطات وكل مسؤول يتصرف خارج القانون ويبشر بفوضى هناك أيضا .

قمع المظاهرات وضرب المتظاهرين والإساءة للمرأة الفلسطينية في غزة أو في رام الله أو في أي مكان مدان بكل اللغات فالمرأة الفلسطينية تاج على رؤوس الحكام أينما كانوا ولا أفهم شخصية أي رجل يهين المرأة مهما كان موقعه وإلا إحنا مش عرب ومسلمين، فهل يرضى أيا منهم أن تهان إمرأته أو أمه أو أخته أو بنته ؟

راجعوا شعوركم وأنتم ترون أي إمرأة فلسطينية أو حتى من أي جنسية تهان في أي بقعة من العالم وإطمئنوا على فلسطينيتكم وإنسانيتكم إن لم تتألموا وتثورا غضبا.