أخر الأخبار
مذبحة أردوغان والانتهازية الغربية
مذبحة أردوغان والانتهازية الغربية

لا يمكن وصف ماحدث أخيرا فى تركيا من تسريح لنحو 18 ألف موظف رسمى سوى بالمذبحة حيث استيقظ الأتراك على خبر منشور فى الجريدة الرسمية مفاده قيام الديكتاتور رجب طيب اردوغان خليفتهم الجديد بإصدار مرسوم بإقالة أكثر من 18 ألف موظف رسمى بينهم العديد من عناصر قوات الأمن وكذلك مدرسون وأساتذة جامعيون وبالطبع كان مبرر تسريح هؤلاء هو أنهم أعداء للدولة ومؤيدون لرجل الدين المقيم فى أمريكا فتح الله جولن الذى يتهمه اردوغان بأنه وراء محاولة الانقلاب الفاشله ضده منذ أكثر من عامين.

ومن الواضح أن الغرب سيصمت على هذا المرسوم الأردوغانى الجديد كما صمت على جميع جرائم الديكتاتور العثمانى الجديد من تزوير للانتخابات وتنكيل بالمعارضين وتلاعب بالدستور وغزو لأراضى الدول المجاورة وتحديدا سوريا والعراق علاوة على قمع للأقلية الكردية، ومبرر هذا الصمت الكئيب هو الانتهازية السياسية لهذا الغرب الذى يتغاضى عن أى شيء فى العالم طالما كانت لديه مصالح مع الطرف الذى يرتكب الجرائم مثل أردوغان الذى يراه صانع السياسة فى الولايات المتحدة وأوروبا رأس حربة فى تنفيذ مخططات تقسيم العالم العربى وتفتيته وهو فى ذات الوقت جبهة متقدمة فى الحرب الباردة الجديدة ضد روسيا كما كان أسلافه من الحكام العسكريين رأس حربة وقاعدة متقدمة ضد الاتحاد السوفيتى السابق.

ولو حدث وقامت دولة أخرى غير صديقة للغرب بفصل 18 ألف موظف بجرة قلم مثلما فعل أردوغان وأيا كان المبرر لأقام الغرب الدنيا ولم يقعدها ولتحركت جماعات حقوق الإنسان فمعايير حقوق الإنسان مطاطة ويتم التلاعب بها وبالقائمين عليها تبعا لمصالح الأجهزة والدول التى تحرك المنظمات التى تدعى حماية المبادئ الإنسانية.